موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
عزيزي آلزآئر
دعوة للانضمام قروب أهل الشام
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
عزيزي آلزآئر
دعوة للانضمام قروب أهل الشام
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة الشام آخباأحدث الصورالتسجيلدخولrss
قيّم موقع الشام من هنا

مساحة اعلانية br /> مساحة اعلانية
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

 

 عاشوراء سلسلةعاشورا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الشام شامك لو الزمن ضامك
Admin
Admin
avatar


رقم العضوية : 1
انثى
عدد المشاركات : 1507
نقاط : 4004
التقيم : 13
تاريخ الميلاد : 20/07/1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
العمر : 33

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 7:16 am




لعاشوراء قصتان، قصة قديمة، وأخرى حديثة، وكل واحدة منهما مليئة بالعبر
الجليلة والدروس العجيبة، كل واحدة قصة لنبي من أولي العزم من الرسل، وكل
واحدة ذات علاقة ببني إسرائيل.

القصة القديمة تبدأ منذ مئات السنين حين تكبر فرعون وكفر، ونكل ببني
إسرائيل، فجمع موسى _عليه السلام_ قومه للخروج، وتبعهم فرعون ، فجاء الوحي
في ذلك اليوم العظيم بأن يضرب موسى _عليه السلام_ البحر بعصاه
"فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ
فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ " [الشعراء : 63] فلما رأى
فرعون هذه الآية العظيمة لم يتعظ لج في طغيانه ومضى بجنوده يريد اللحاق
بموسى _عليه السلام_ وقومه ، فأغرقه الله _عز وجل_ ، ونجى موسى ومن معه من
بني إسرائيل ، قال _تعالى_: "وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ
الْعَذَابِ الْمُهِين" [الدخان : 30] إلى هنا تنتهي القصة الأولى.

أما القصة الحديثة فهي أيضاً منذ مئات السنين لكنها حديثة قياسا بالقصة
الأولى ، وهي أيضاً متعلقة ببني إسرائيل، لكن تعلقها بالمسلمين أهم ، كان
اليهود يحتفلون بهذا اليوم، ورآهم الرسول _صلى الله عليه وسلم_ يصومون ذلك
اليوم في المدينة، وكان _عليه الصلاة والسلام_ يصومه قبل ذلك، أخرج البخاري
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_ قَال:َ "قَدِمَ النَّبِيُّ
_صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ
تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَال:َ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ
صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ
فَصَامَهُ مُوسَى - زاد مسلم في روايته: "شكراً لله _تعالى_ فنحن نصومه"،
وللبخاري في رواية أبي بشر "ونحن نصومه تعظيماً له"-. قَال:َ فَأَنَا
أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم.ْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" في رواية
مسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرَّق فرعون وقومه".

القصتان مهمتان لنا في هذه الأيام، وحاجتنا إلى ما فيهما من دروس وعبر
كبيرة، فهي تمس حياة المسلمين اليومية، وذلك من عدة جوانب نشير إليها فيما
يأتي.

ولنبدأ بأصل هذا اليوم في الإسلام وحكمه:
أخرج البخاري عن عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_ قَالَت:ْ "كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ أَمَرَ بِصِيَامِ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ
وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ".

ذهب جماهير العلماء من السلف والخلف إلى أن عاشوراء هو اليوم العاشر من
المحرم ، وممن قال ذلك مالك وأحمد ، وهذا ظاهر الأحاديث ومقتضى اللفظ.

قال النووي: "كان النبي _صلى اللّه عليه وسلم_ يصومه بمكة، فلما هاجروا وجد
اليهود يصومونه فصامه بوحي أو اجتهاد لا بإخبارهم، وقال ابن رجب: ويتحصل من
الأخبار أنه كان للنبي _صلى اللّه عليه وسلم_ أربع حالات: كان يصومه بمكة
ولا يأمر بصومه، فلما قدم المدينة وجد أهل الكتاب يصومونه ويعظمونه وكان
يحب موافقتهم فيما لم يؤمر فيه فصامه وأمر به وأكد، فلما فرض رمضان ترك
التأكيد، ثم عزم في آخر عمره أن يضم إليه يوماً آخر مخالفة لأهل الكتاب،
ولم يكن فرضاً قط على الأرجح".
قال في (فتح الباري): "نقل ابن عبد البر الإجماع على أنه الآن ليس بفرض،
والإجماع على أنه مستحب".

وقال النووي: "واختلفوا في حكمه في أول الإسلام حين شرع صومه قبل صوم
رمضان، فقال أبو حنيفة: كان واجباً، واختلف أصحاب الشافعي فيه على وجهين
مشهورين أشهرهما عندهم أنه لم يزل سنة من حين شرع ولم يكن واجباً قط في هذه
الأمة ، ولكنه كان متأكد الاستحباب ، فلما نزل صوم رمضان صار مستحباً دون
ذلك الاستحباب. والثاني كان واجباً كقول أبي حنيفة".
وقد جاء في فضل صيام عاشوراء عن أبي قتادة _رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ_ أن
رَسُول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم_ سئل عن صيام يوم عاشوراء
فقال: "يكفر السنة الماضية" رَوَاهُ مُسلِمٌ، والمراد أنه يكفر الصغائر،
وهو على نصف فضل يوم عرفة؛ لأن يوم عرفة سنة المصطفى _صلى اللّه عليه
وسلم_، ويوم عاشوراء سنة موسى _عليه السلام_، فجعل سنة نبينا _صلى اللّه
عليه وعلى آله وسلم_ تضاعف على سنة موسى في الأجر.

ولاء لا ينقطع:
يوم بعيد جداً عنا ذلك اليوم الذي نجى الله _تعالى_ فيه موسى _عليه السلام_
وقومه، ومع ذلك فرح رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ به، ولما رأى اليهود
يصومونه أمر بصيامه؛ لأن أولى الناس بموسى فرحا بنجاته هم من على الإسلام
لا من حرفوا الدين، قال في الفتح: "وحديث ابن عباس يدل على أن الباعث على
صيامه موافقتهم على السبب وهو شكر الله _تعالى_ على نجاة موسى".

فإذا كان الرسول _صلى الله عليه وسلم_ يُشغل بحدث كان فيه نجاة للمؤمنين
مضى عليه عشرات مئات السنين ، بل بأكثر من ذلك فقد ورد أن في هذا اليوم كان
نجاة نوح _عليه السلام_، وأن موسى _عليه السلام_ نفسه كان يصومه شكراً لله
على نجاة نوح _عليه السلام_ من الطوفان، قال الحافظ ابن حجر: "وقد أخرج
أحمد من وجه آخر عن ابن عباس زيادة في سبب صيام اليهود له وحاصلها أن
السفينة استوت على الجودي فيه فصامه نوح وموسى شكراً، وقد تقدمت الإشارة
لذلك قريباً ، وكأن ذكر موسى دون غيره هنا لمشاركته لنوح في النجاة وغرق
أعدائهما).

فكيف يغفل عن هذا بعض المسلمين، ولا يعبأ بما يحدث لمسلم آخر أصابته شدة،
ولا يعبأ بالمسلمين أصباهم خير أم شر، في حين يغضب بعض النصارى في عدد من
دول أوروبا ويندد بما يحدث في فلسطين أو في العراق أو في غيرهما، وقد يبخل
عدد غير قليل من المسلمين على إخوانه بنصرة أو صدقة أو دعم أو دعاء ، فمن
أولى بالمسلم وأحق به!
الفرح للمسلم والحزن له علامة من علامات المسلم وصفة من صفاته ، في الحديث:
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو
تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وبراءة لا تزول:
مخالفة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ لليهود في صيام عاشوراء، هي مثال عملي
لما ينبغي أن يكون عليه المسلم، فلا يقع تحت تأثير معايشة غير المسلمين،
وتأثير رؤية عاداتهم، وتأثير التعامل معهم، ولا يقلدهم ولا يعجب بعملهم،
فالرسول _صلى الله عليه وسلم_ خالف اليهود في صيام هذا اليوم وسن للمسلمين
صوم يوم معه، ولم يكن صيامه _صلى الله عليه وسلم_ تقليداً لهم؛ لأنه _عليه
الصلاة والسلام_ كان يصومه في مكة، (ومختصر ذلك أنه _صلى الله عليه وسلم_
كان يصومه كما تصومه قريش في مكة، ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه
فصامه أيضاً بوحي أو تواتر أو اجتهاد لا بمجرد أخبار آحادهم، والله أعلم).

قال الحافظ ابن حجر: "وقد كان _صلى الله عليه وسلم_ يحب موافقة أهل الكتاب
فيما لم يؤمر فيه بشيء ولا سيما إذا كان فيما يخالف فيه أهل الأوثان، فلما
فتحت مكة واشتهر أمر الإسلام أحب مخالفة أهل الكتاب أيضا كما ثبت في
الصحيح، فهذا من ذلك، فوافقهم أولا وقال: نحن أحق بموسى منكم، ثم أحب
مخالفتهم فأمر بأن يضاف إليه يوم قبله ويوم بعده خلافا لهم.

وقال بعض أهل العلم: قوله _صلى الله عليه وسلم_ في صحيح مسلم: "لئن عشت إلى
قابل لأصومن التاسع" يحتمل أمرين، أحدهما أنه أراد نقل العاشر إلى التاسع،
والثاني أراد أن يضيفه إليه في الصوم، فلما توفي _صلى الله عليه وسلم_ قبل
بيان ذلك كان الاحتياط صوم اليومين، وعلى هذا فصيام عاشوراء على ثلاث
مراتب: أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام التاسع معه، وفوقه أن يصام
التاسع والحادي عشر، والله أعلم).

قال: "قوله: "وأمر بصيامه" للمصنف في تفسير يونس من طريق أبي بشر أيضاً
"قال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم فصوموا ". واستشكل رجوعه إليهم في ذلك،
وأجاب المازري باحتمال أن يكون أوحى إليه بصدقهم أو تواتر عنده الخبر بذلك،
زاد عياض أو أخبره به من أسلم منهم كابن سلام، ثم قال: ليس في الخبر أنه
ابتدأ الأمر بصيامه ، بل في حديث عائشة التصريح بأنه كان يصومه قبل ذلك ،
فغاية ما في القصة أنه لم يحدث له بقول اليهود تجديد حكم ، وإنما هي صفة
حال وجواب سؤال ، ولم تختلف الروايات عن ابن عباس في ذلك، ولا مخالفة بينه
وبين حديث عائشة " إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه " كما تقدم إذ لا مانع من
توارد الفريقين على صيامه مع اختلاف السبب في ذلك، قال القرطبي: لعل قريشاً
كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم ، وصوم رسول الله _صلى الله
عليه وسلم_ يحتمل أن يكون بحكم الموافقة لهم كما في الحج ، أو أذن الله له
في صيامه على أنه فعل خير ، فلما هاجر ووجد اليهود يصومونه وسألهم وصامه
وأمر بصيامه احتمل ذلك أن يكون ذلك استئلافا لليهود كما استألفهم باستقبال
قبلتهم ، ويحتمل غير ذلك.

وعلى كل حال فلم يصمه اقتداء بهما ، فإنه كان يصومه قبل ذلك ، وكان ذلك في
الوقت الذي يحب فيه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه".

حينما يقرأ المسلم أو يسمع أن الصيام أصلاً كان هو صيام يوم واحد وهو
عاشوراء ، لكن لتأكيد مخالفتنا لليهود والنصارى سن رسولنا _صلى الله عليه
وسلم_ صوم التاسع ؛ تتأصل في نفسه عقيدة البراء من الكافرين وعملهم ،
وتنتصر نفسه على فتن التغريب وطغيان عادات الغرب في هذا العصر.

وأمل.. دائم:
التأمل في هذا اليوم الذي نجى الله _تعالى_ في موسى _عليه السلام_ وقومه
يبعث في النفس أملاً كبيراً ، وكلما تدبر المسلم آيات القرآن الكريم التي
تحكي لنا الشدة التي كان فيها موسى _عليه السلام_ وقومه ، وكيف نجاهم الله
_تعالى_ في مشهد عظيم ، ينشرح صدره ويطمئن إلى وعد الله _تعالى_ الدائم
بنصر المؤمنين ، ونجاتهم من عدوهم ، قال _تعالى_: "ثُمَّ نُنَجِّي
رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ
الْمُؤْمِنِين" [يونس : 103].




قصتا عاشوراء




محمد سعد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rakan-jordan.hooxs.com
الشام شامك لو الزمن ضامك
Admin
Admin
avatar


رقم العضوية : 1
انثى
عدد المشاركات : 1507
نقاط : 4004
التقيم : 13
تاريخ الميلاد : 20/07/1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
العمر : 33

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 7:17 am

قال تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ
عِندَ رَبِّهِ...}
وقال تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن
تَقْوَى الْقُلُوبِ }

الحمد لله الرحمن الرحيم المعطي الوهاب، والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى
الله عليه وسلم، وبعد:

لقد يسر الله لعباده سبل الخير، وفتح لهم أبواب الرحمة، وأنعم عليهم بمواسم
البر والخيرات واكتساب الأجر والمثوبة، ورتب الأجر الجزيل على العمل اليسير
تكرماً منه وفضلاً ومنَّة على عباده المؤمنين؛ ليستدركوا ما فاتهم ويكفروا عن
سيئاتهم، ومن مواسم الخير والمغفرة "يوم عاشوراء"، وهذه نبذة موجزة في فضله
وتاريخه وأحكامه، نسأل الله أن ينفع بها ويجعلها حجَّة لقارئها بفضله وكرمه.

فضل شهر الله المحرم
أ ـ
قال تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ
خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُم..ْ } [التوبة/36].

ب ـ
وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الشهور للصوم بعد صيام رمضان، فعن
أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل الصيام بعد
شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام
الليل" (صحيح مسلم).

قال ابن رجب في "لطائف المعارف": "وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله
عزّ وجل: أنه إشارة إلى تحريمه إلى الله عز وجل، ليس لأحد تبديله، كما كانت
الجاهلية يحلونه ويحرمون مكانه صفر، فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس
لأحد من خلقه تبديل ذلك وتغييره.

ج ـ
وقد نقل ابن رجب في "لطائف المعارف" أن عثمان النهدي ذكر عن السلف أنهم
"كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة،
والعشر الأول من محرم" اهـ.

د ـ
وقال ابن رجب: "وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم: شهر الله. وإضافته
إلى الله تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص
مخلوقاته، كما نسب محمداً وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء ـ صلوات
الله عليهم وسلامه ــ إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته" اهـ.

وـ
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (4/8/55) :" قوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل
الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم، وقد سبق
الجواب عن إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان دون المحرم، وذكرنا
فيه جوابين:
أحدهما:
لعله إنما علم فضله في آخر حياته.
الثاني:
لعله كان يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيرهما" اهـ.

عاشوراء وقصته في التاريخ :
أـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال:
ماهذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه
موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه" (رواه البخاري 1865).

ب ـ
وفي رواية لمسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه"
وقوله: "فصامه موسى" زاد مسلم في روايته: "شكراً لله تعالى فنحن نصومه"، وفي
رواية للبخاري: "ونحن نصومه تعظيماً له". ورواه الإمام أحمد بزيادة: "وهو
اليوم الذي استوت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح شكراً". وقوله "وأمر
بصيامه" في رواية للبخاري أيضاً: "فقال لأصحابه: أنتم أحق بموسى منهم
فصوموا".

ج ـ
وصيام عاشوراء كان معروفاً حتى على أيام الجاهلية قبل البعثة النبوية، فقد
ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه". قال
القرطبي: "لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه
السلام". وقد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة قبل أن
يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن
السبب فأجابوه كما تقدم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتخاذه عيداً، كما جاء
في حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً".
وفي رواية مسلم: "كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود وتتخذه عيداً". وفي رواية له
أيضاً: "كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم
وشارتهم"، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فصوموه أنتم" (رواه البخاري). لكنه
اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية.

قال ابن الأثير في جامع الأصول: (شارتهم) الشارة: الرواء والمنظر والحسن
والزينة.

وظاهر هذا أن الباعث على الأمر بصومه: محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون
فيه؛ لأن يوم العيد لا يُصام.

فضل عاشوراء
وردت أحاديث كثيرة في فضل يوم
عاشوراء، أذكر منها:
أـ
عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صيام يـوم عاشوراء: أحتسب على الله أن
يكفر السنـة التي قبله" (رواه مسلم:1976).

ب ـ
عن عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم
عاشوراء فقال: "ما علمت (أنَّ) رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوماً يطلب
فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولا شهراً إلا هذا الشهر ــ يعني: رمــضان ـ"
(أخرجه البخــاري"4/215 ــ216 ومسلم:1132).

يخلق الله ما يشاء ويختار
قال عز الدين بن عبدالسلام: "وتفضيل
الأماكن والأزمان ضربان: أحدهما: دنيويٌّ.. والضرب الثاني: تفضيل ديني، راجع
إلى أنَّ الله يجود على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان
على صوم سائر الشهور، وكذلك يوم عاشوراء.. ففضلها راجع إلى جود الله وإحسانه
إلى عباده فيها" (قواعد الأحكام1/38).

متى هو يوم عاشوراء؟
أ ــ
قال ابن قدامة في المغني
(3/174):"عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وهذا قول سعيد بن المسيب
والحسن؛ لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم" (رواه الترمذي وقال: حديث صحيح
حسن).

أيهما أفضل: يوم عرفة أم يوم عاشوراء؟
أـ
قال ابن حجر في "فتح الباري"
(4/315): "روى مسلم من حديث أبي قتادة مرفوعاً: "إن يوم يوم عاشوراء يكفر
سنة، وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين".

وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في
ذلك: "إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام، ويوم عرفة منسوب إلى النبي
صلى الله عليه وسلم؛ فلذلك كان أفضل" اهـ.

ب ــ
وقال ابن القيم في "بدائع الفوائد" (م2/ج4/ص293): "فإن قيل: لم كان عاشوراء
يكفر سنة، ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل: فيه وجهان:
أحدهما:
أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام، بخلاف عاشوراء.
الثاني:
أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعف ببركات المصطفى صلى
الله عليه وسلم".

هل كان عاشوراء قبل أن يفرض رمضان
واجباً أم مستحباً؟
"اختلف العلماء: هل كان صوم ذلك اليوم
واجباً أو مستحباً؟ على قولين مشهورين، أصحهما أنه كان واجباً، ثم إنه بعد
ذلك كان يصومه من يصومه استحباباً، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم العامة
بصيامه، بل كان يقول (هذا يوم عاشوراء يكفر سنة، وصوم يوم عرفة يكفر سنتين).
ولما كان آخر عمره صلى الله عليه وسلم، وبلغه أنّ اليهود يتخذونه عيداً، قال:
"لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع"؛ ليخالف اليهود ولا يشابههم في اتخاذه
عيداً،) اهـ.[ ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوي" (25/311)]

الحكمة من استحباب صيام اليوم التاسع
قال ابن حجر ـ رحمه الله ـ في تعليقه
على حديث "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع": "ما همَّ به من صوم التاسع
يحتمل معناه أن لا يقتصر عليه، بل يضيفه إلى اليوم العاشر، إما احتياطاً له،
وإمَّا مخالفة لليهود والنصارى، وهو الأرجح،"(فتح الباري 4/245).

أحوال النبي صلى الله عليه وسلم في
عاشوراء؟
أ ــ
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر الناس بصيامه، فلما فرض شهر رمضان
قال: "فمن شاء صامه، ومن شاء تركه" (رواه البخاري/2002 ومسلم /112 واللفظ
لمسلم).

ب ــ
والنبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون عاشوراء، وقالوا
إنّ موسى صامه، وإنه اليوم الذي نجوا فيه من فرعون وغرق فرعون، فصامه النبي
صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، وقال: "نحن أحق بموسى منهم" (رواه مسلم).

قال ابن حجر: "وعلى كل فلم يصمه النبي صلى الله عليه وسلم اقتداء بهم، فإنه
كان يصومه قبل ذلك، وكان ذلك في الوقت الذي يجب فيه موافقة أهل الكتاب فيما
لم ينه عنه" (فتح الباري4/291،288).

وقال النووي-رحمه الله- في شرحه لصحيح مسلم: "قال القاضي عياض: وقد قال
بعضهم: يحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصومه بمكة ثم ترك صيامه حتى
علم ما عند أهل الكتاب فصامه...ومختصر ذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومه
كما تصومه قريش في مكة، ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه فصامه أيضاً بوحي
أو تواتر أو اجتهاد، لا بمجرد إخبارهم، والله أعلم".

صيام التاسع والعاشر لمن عليه قضاء
رمضان
من الأخطاء صيام اليوم التاسع والعاشر
وعليه قضاء رمضان، وهذا خطأ يجب التنبه إليه؛ لأن القضاء فرض، وصيام اليوم
التاسع والعاشر سنة، ولا يجوز تقديم السنة على الفرض، فمن بقى عليه أيام
رمضان وجب صيام ما عليه ثم يشرع بصيام ما أراد من التطوع المنصوص عليه شرعاً،
كيوم عاشوراء والتاسع مثله

مراتب صيام عاشوراء
أ ــ
أن يصوم اليوم العاشر ويكون قد
صام عاشوراء.
ب ــ
أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده.

وكلما زاد الإنسان الصيام في شهر محرم كان أجره أعظم.

وأما حديث ابن عباس: "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله
يوماً وبعده يوماً" فالحديث ضعيف (ضعيف الجامع الصغير رقم3506).

عدم الاغترار بثواب الصيام
يغتر بعض الناس بالاعتماد على مثل صوم
يوم عاشوراء أو يوم عرفة، حتى يقول بعضهم: صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام
كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر.

قال ابن القيم: " لم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجلّ
من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنبت الكبائر،
فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، لا يقويان على تكفير الكبائر.

ومن المغرورين من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه؛ لأنه لا يحاسب نفسه على
سيئاته، ولا يتفقد ذنوبه، وإذا عمل طاعة حفظها واعتد بها، كالذي يستغفر الله
بلسانه أو يسبح الله في اليوم مئة مرة، ثم يغتاب المسلمين ويمزق أعراضهم بما
لا يرضاه الله طول نهاره، فهذا أبداً يتأمل في فضائل التسبيحات والتهليلات،
ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة المغتابين والكذّابين والنمّامين، إلى غير ذلك
من آفات اللسان، وذلك محض غرور" (الموسوعة الفقهية ج31).

هذه نبذة من أحكام شهر الله المحرم ويوم عاشوراء، أسأل الله أن يجعله حجّة
لنا لا علينا، والله هو حسبنا وحسيبنا.



المصدر : موقع لها أون لاين



عاشوراء   سلسلةعاشورا 3ashraa



عاشوراء...فضائل
وأحكام




خبّاب بن مروان الحمد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rakan-jordan.hooxs.com
الشام شامك لو الزمن ضامك
Admin
Admin
avatar


رقم العضوية : 1
انثى
عدد المشاركات : 1507
نقاط : 4004
التقيم : 13
تاريخ الميلاد : 20/07/1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
العمر : 33

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 7:18 am


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...
أسال الله أن يبارك لي ولكم ولبلادنا ولأمة الإسلام في هذا العام الجديد، و أن
يجعله عام خير وعز ونصر.
ونسأله أن يجعل من هلال المحرم فاتحة توفيق لهذه الأمة المحمدية.
ولقد جعل الله فاتحة العام شهراً مباركاً تشرع فيه الطاعة والعبادة، وكأنه يعلم
عباده أن يستفتحوا كل أمر بطاعته وتقواه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل
الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل))
[مسلم:1163].

فهذا الحديث صريح الدلالة على تفضيل
الصوم في هذا الشهر المحرم، غير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم من شعبان
أكثر مما يصوم من المحرم، وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة منها:


أنه عليه الصلاة والسلام لم يعلم بفضله إلا متأخراً ويشهد لذلك قوله: ((لئن
بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) ثم لم يدرك عاشوراء القابل.

أنه كانت تعرض له فيه الأسفار والأشغال .

أن المقصود بالفضل في المحرم الفضل المطلق، فأفضل الصيام المطلق صيام المحرم،
وأما صوم شعبان فهو متصل برمضان، فهو منه كالراتبة من الفريضة وكذلك شوال،
ومعلوم أن الرواتب أعظم قدرا من النافلة المطلقة. [لطائف المعارف:ص82] .

* من أسماء شهر المحرم :

وكانوا يسمون شهر المحرم شهر الله الأصم لشدة تحريمه. [لطائف:83]. قال أبو
عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان والعشر الأول من
ذي الحجة والعشر الأول من المحرم. [لطائف:84]. وقال قتادة: إن الفجر الذي أقسم
الله به في أول سورة الفجر هو فجر أول يوم من المحرم تنفجر منه السَنة. [فتح
القدير:5/429].
* ومما اختص به شهر الله المحرم يومه العاشر وهو يوم عاشوراء.
وهذا اليوم يوم مبارك معظم منذ القدم.
فاليهود ـ أتباع موسى عليه السلام ـ كانوا يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه
ويتخذونه عيداً لهم، ويلبسون فيه نساءهم حليهم واللباس الحسن الجميل ،، وسر
ذلك- عندهم - أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى
اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه
بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. [البخاري ح 2004 ومسلم ح 1130].
وكذلك النصارى كان لهم حظ من تعظيم هذا اليوم، والظاهر أنهم في هذا تبع لليهود،
إذ أن كثيراً من شريعة موسى عليه السلام لم ينسخ بشريعة عيسى بدليل قوله تعالى:
وَلاِحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرّمَ عَلَيْكُمْ [آل عمران:50]. وتأمل كيف
قال: بعض إشعاراً بأن الكثير من الشرائع ظل كما هو عند موسى عليه السلام، قال
ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن بني إسرائيل هم أولو العلم الأول والكتاب
الذي قال الله فيه: وَكَتَبْنَا لَهُ فِى الاْلْوَاحِ مِن كُلّ شَىْء
مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَىْء [الأعراف:145]. ولهذا كانت أمة موسى
أوسع علوماً ومعرفة من أمة المسيح، ولهذا لا تتم شريعة المسيح إلا بالتوراة
وأحكامها، فإن المسيح عليه السلام وأمته محالون في الأحكام عليها، والإنجيل
كأنه مكمل لها متمم لمحاسنها، والقرآن جامع لمحاسن الكتابين) [جلاء الأفهام:103].

وحتى قريش فإنها على وثنيتها وعبادتها الأصنام كانت تصوم يوم عاشوراء وتعظمه!
تقول عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول
الله يصومه في الجاهلية) [البخاري ح 2002 ومسلم ح 1129].
وأما سر صيامهم هذا، فلعله مما ورثوه من الشرع السالف، وقد روى الباغندي عن
عكرمة أنه سئل عن ذلك فقال: (أذنبت قريش ذنبا في الجاهلية فعظم في صدورهم،
فقيل: صوموا عاشوراء يكفر ذلك).

* عاشوراء في الأسلام :

حين جاء الإسلام، وهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ورأى اليهود
يصومون هذا اليوم فرحاً بنجاة موسى قال: ((أنا أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر
بصيامه. [متفق عليه]. وكان ذلك في أول السنة الثانية، فكان صيامه واجباً فلما
فرض رمضان فوض الأمر في صومه إلى التطوع ، وإذا علمنا أن صوم رمضان في السنة
الثانية للهجرة تبين لنا أن الأمر بصوم عاشوراء وجوباً لم يقع إلا في عام
واحـد، تقول عائشة رضي الله عنها: (فلما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة صامه ـ
أي عاشوراء ـ وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن
شاء تركه) [البخاري].

* فضائل يوم عاشوراء :

1)
صيامه يكفر السنة الماضية : ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام
عاشوراء فقال: ((أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)). تحري الرسول صلى
الله عليه وسلم صيام هذا اليوم: روى ابن عباس قال: (ما رأيت النبي يتحرى صوم
يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء) [البخاري]. وعنه رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا
شهر رمضان ويوم عاشوراء)) [رواه الطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات].
2)
وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه: عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله
المحرم)) ا[لترمذي وقال: حديث حسن].
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون فيه صبيانهم تعويداً لهم على الفضل فعن
الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى
الأنصار: ((من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم)) قالت:
فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على
الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. [البخاري]. وكان بعض السلف يصومون
يوم عاشوراء في السفر، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري، وكان الزهري
يقول: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء
في السفر. [لطائف:121].
* والسنة في صوم هذا اليوم أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)) [مسلم ].

وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد ( 2/76) أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب :
1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها .
2ـ صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث .
3ـ صوم العاشر وحده. ولا يكره ـ على الصحيح ـ إفراد اليوم العاشر بالصوم كما
قاله ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ص101.

* بدع عاشوراء :

وأما ما ورد في بعض الأحاديث من استحباب الاختضاب والاغتسال والتوسعة على
العيال في يوم عاشوراء فكل ذلك لم يصح منه شيء، قال حرب: سألت أحمد عن الحديث
الذي جاء في من وسع على أهله يوم عاشوراء فلم يره شيئاً. [لطائف:125]. وقال ابن
تيمية : لم يرد في ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه
ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين … ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً
… لا صحيحاً ولا ضعيفاً … ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون
الفاضلة. [مجموع الفتاوى:25/299-317]. قال ابن رجب: وأما اتخاذه مأتما كما تفعل
الرافضة لأجل قتل الحسين فهو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه
يحسن صنعاً، وولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم
مأتماً فكيف بمن هو دونهم. [لطائف:126].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rakan-jordan.hooxs.com
الشام شامك لو الزمن ضامك
Admin
Admin
avatar


رقم العضوية : 1
انثى
عدد المشاركات : 1507
نقاط : 4004
التقيم : 13
تاريخ الميلاد : 20/07/1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
العمر : 33

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 7:19 am


مَسَائِلُ فِي صِيَامِ المُحَرَّمِ وَعَاشُورَاءَ
<blockquote dir="rtl">


الحمدُ للهِ وبعدُ ؛

نحنُ مقبلونَ على شهرٍ من أشهرِ اللهِ الحُرمِ ، والتي ورد ذكرها في كتابِ
اللهِ من غيرِ تحديدٍ لأسمائها ، قال تعالى : " إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ
عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ " [ التوبة : 36 ] .


وجاءتِ السنةُ مبينةً أسمائها .

عَنْ أَبِي بَكْرَة : أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَطَبَ فِي حَجَّة الْوَدَاع , فَقَالَ : " أَلَا إِنَّ الزَّمَان قَدْ
اِسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْم خَلَقَ اللَّه السَّمَاوَات وَالْأَرْض ،
السَّنَة اِثْنَا عَشَرَ شَهْرًا ، مِنْهَا أَرْبَعَة حُرُم ، ثَلَاثَة
مُتَوَالِيَات : ذُو الْقَعْدَة ، وَذُو الْحِجَّة ، وَالْمُحَرَّم ،
وَرَجَب مُضَر الَّذِي بَيْن جُمَادَى وَشَعْبَان " .

أخرجهُ البخاري (1741) ، ومسلمٌ (1679) .

صيامُ شهرِ اللهِ المحرمِ :

ورد الترغيبُ في صيامِ شهرِ اللهِ المحرمِ ، وأنهُ من أفضلِ الشهورِ للصومِ
بعد رمضانَ .

‏1 - عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ : ‏قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏: " ‏أَفْضَلُ
الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ، وَأَفْضَلُ
الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ " .

أخرجهُ مسلمٌ (1163) .

وقد أعل الإمامُ الدارقطني في " الإلزماتِ والتتبعِ " ( ص 209 ) الحديثَ
بالإرسالِ ، ولكن رجح الإمامُ أبو حاتمٍ في " العللِ " (1/563 – 564 رقم
751) وصلهُ فقال : " والصحيحُ متصلٌ : حميدٌ ، عن أبي هريرةَ عن النبي صلى
اللهُ عليه وسلم " .

‏2 - عَنْ ‏عَلِيٍّ ‏‏قَالَ : ‏سَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : " أَيُّ شَهْرٍ
تَأْمُرُنِي أَنْ أَصُومَ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ " ، قَالَ لَهُ : " مَا
سَمِعْتُ أَحَدًا يَسْأَلُ عَنْ هَذَا إِلَّا رَجُلًا سَمِعْتُهُ يَسْأَلُ
رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،‏ ‏وَأَنَا قَاعِدٌ
عِنْدَهُ فَقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ أَيُّ شَهْرٍ تَأْمُرُنِي أَنْ
أَصُومَ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ ؟ " قَالَ : "‏ ‏إِنْ كُنْتَ صَائِمًا
بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصُمْ الْمُحَرَّمَ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ
فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ
آخَرِينَ " .

أخرجهُ الترمذي (741) ، وعبدُ اللهِ بنُ الإمامِ أحمدَ في " المسندِ "
(1/154) عن غيرِ أبيهِ .

قال الحافظُ ابنُ رجبٍ في " لطائفِ المعارفِ " ( ص 77 ) : " وفي إسنادهِ
مقالٌ " .

وقال الشيخُ شعيب الأرنؤوط في " تخريجِ المسندِ " (2/441 رقم 1322) : "
وإسنادهُ ضعيفٌ لضعفِ عبدِ الرحمن بنِ إسحاق أبي شيبةَ ، وجهالةِ النعمان
بنِ سعدٍ " .ا.هـ.

وضعفهُ العلامةُ الألباني في " ضعيفِ الترغيبِ " (1/312 رقم 614) .

3 - ‏عَنْ ‏‏ جُنْدَبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ ‏قَالَ : كَانَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول : " ‏أَفْضَلُ الصِّيَامِ
بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ الْمُحَرَّمَ
" .

أخرجهُ النسائي في " الكبرى " (2916) متفرداً به عن أصحابِ الكتبِ الستةِ ،
والبيهقي في " السننِ الكبرى " (4/291) وأعلهُ البيهقيُّ بمخالفةِ عبيدِ
اللهِ بنِ عمرو الرقي للجماعةِ الذين جعلوهُ من حديثِ أبي هريرةَ فقال : "
رواهُ مسلمٌ في الصحيحِ عن زهيرِ بنِ حربٍ عن جريرٍ وخالفهم في إسنادهِ
عبيدُ اللهِ بنُ عمرو الرقي " ، وأشار إلى ذلك العلامةُ الألباني في "
صحيحِ الترغيبِ " (1/592) ، وقال المزي في " التحفةِ " (2/445) : " وهو
الصحيحُ " .

قال الحافظُ ابنُ رجبٍ في " لطائفِ المعارفِ " ( ص 81 – 82 ) : " وقد سمى
النبي صلى اللهُ عليه وسلم المحرمَ شهرَ اللهِ ، وإضافتهُ إلى اللهِ تدلُّ
على شرفهِ وفضلهِ ، فإن اللهَ تعالى لا يضيفُ إليه إلا خواصَّ مخلوقاتهِ ،
كما نسبَ محمداً وإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ وغيرَهم من الأنبياءِ صلواتُ
اللهِ عليهم وسلامهُ إلى عبوديتهِ ، ونسبَ إليه بيتهُ وناقتهُ ، ولما كان
هذا الشهرُ مختصاً بإضافتهِ إلى اللهِ تعالى ، وكان الصيامُ من بين
الأعمالِ مضافاً إلى الله تعالى ، فإنهُ لهُ من بين الأعمالِ ، ناسبَ أن
يختصَّ هذا الشهرُ المضافُ إلى اللهِ بالعملِ المضافِ إليهِ ، المختصِّ به
، وهو الصيامُ " .ا.هـ.

المَسْأَلَةٌ الأُوْلَى :
أجاب الإمامُ النووي عن إكثارِ النبي صلى اللهُ عليه
وسلم من صومِ شعبان دون المحرم .

قال الإمامُ النوويُّ في " شرحِ مسلم " (8/55) : " ‏تَصْرِيح بِأَنَّهُ
أَفْضَل الشُّهُور لِلصَّوْمِ ، وَقَدْ سَبَقَ الْجَوَاب عَنْ إِكْثَار
النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَوْم شَعْبَان دُون
الْمُحْرِم ، وَذَكَرنَا فِيهِ جَوَابَيْنِ :

أَحَدهمَا : لَعَلَّهُ إِنَّمَا عَلِمَ فَضْلَهُ فِي آخِر حَيَاته .

وَالثَّانِي : لَعَلَّهُ كَانَ يَعْرِض فِيهِ أَعْذَار ، مَنْ سَفَرٍ أَوْ
مَرَضٍ أَوْ غَيْرِهِمَا " .ا.هـ.

المَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ :

ذهب جمهورُ الفقهاءِ من الحنفيةِ والمالكيةِ والشافعيةِ إلى
استحبابِ صومِ الأشهرِ الحرمِ .

واستدلوا :

عَنْ مُجِيبَةَ الْبَاهِلِيَّةِ عَنْ أَبِيهَا أَوْ عَمِّهَا أَنَّهُ أَتَى
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ انْطَلَقَ
فَأَتَاهُ بَعْدَ سَنَةٍ وَقَدْ تَغَيَّرَتْ حَالَتُهُ وَهَيْئَتُهُ ،
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : وَمَنْ
أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الْبَاهِلِيُّ الَّذِي جِئْتُكَ عَامَ الْأَوَّلِ ،
قَالَ : فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ ؟ قَالَ : مَا
أَكَلْتُ طَعَامًا مُنْذُ فَارَقْتُكَ إلَّا بِلَيْلٍ فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِمَا عَذَّبْتَ نَفْسَكَ ؟
ثُمَّ قَالَ : صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، قَالَ
: زِدْنِي فَإِنَّ بِي قُوَّةً ، قَالَ : صُمْ يَوْمَيْنِ قَالَ : زِدْنِي
، قَالَ : صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، قَالَ زِدْنِي ، قَالَ : صُمْ مِنْ
الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ، صُمْ مِنْ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ، صُمْ مِنْ
الْحُرُمِ وَاتْرُكْ ، وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ الثَّلَاثِ ، ثُمَّ
أَرْسَلَهَا .

أخرجهُ أبو داود (2428) ، وابنُ ماجه (1741) ، وأحمدُ (5/28) .

قال العلامةُ الألبانيُّ في " تمامِ المنةِ " ( ص 413 ) : " قلت : ليس
بجيدِ الإسنادِ ؛ لأنهُ اضطرب راويهِ فيه على وجوهٍ ذكرها الحافظُ في "
التهذيبِ " ، ومن قبلهِ المنذري في " مختصرِ السننِ " ، ثم قال : " وقد وقع
فيه هذا الاختلافُ كما تراهُ ، وأشار بعضُ شيوخنا إلى تضعيفهِ لذلك ، وهو
متوجهٌ " .

قلتُ : وفيه علةٌ أخرى ، وهي الجهالةُ ، كما بينتهُ في " ضعيفِ أبي داود "
(419) " .ا.هـ.

وقد ثبت عن ابنِ عمرَ أنه كان يصومُ الأشهرَ الحرمَ .

1 – عن ابنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما أنه كان يصومُ أشهرَ الحرم .
أخرجهُ عبدُ الرزاقِ في " المصنف " (4/292) ، وإسنادهُ صحيحٌ .

2 – عن نافع أن ابنَ عمرَ كان لا يكادُ يفطرُ في أشهرِ الحرمِ ولا غيرها .

أخرجهُ عبدُ الرزاقِ في " المصنفِ " (4/292) ، وإسنادهُ صحيحٌ .
وذهب الحنابلةُ إلى أنهُ يسنُ صومُ شهرِ المحرمِ فقط من الأشهرِ الحرمِ .

واستدلوا بحديثِ أبي هريرة في صحيحِ مسلم الآنف .

المَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ :

قال الشيخُ ابنُ عثيمين في " الشرحِ الممتعِ " (6/467) : "
واختلف العلماءُ – رحمهم اللهُ – أيهما أفضلُ صوم شهر المحرم ، أم صوم
شعبان ؟

فقال بعضُ العلماءِ : شهرُ شعبانَ أفضلُ ؛ لأن النبي صلى اللهُ عليه وسلم
كان يصومهُ إلا قليلاً منهُ ولم يُحفظ عنهُ أنه كان يصومُ شهرَ المحرمِ ،
لكنهُ حث على صيامهِ بقوله : " إنهُ أفضلُ الصيامِ بعد رمضان " .

قالوا : ولأن صومَ شعبانَ ينزلُ منزلةَ الراتبةِ قبل الفريضةِ ، وصومَ
المحرمِ ينزلُ منزلةَ النفلِ المطلقِ ، ومنزلةُ الراتبةِ أفضلُ من منزلةِ
المطلقِ ، وعلى كلٍ فهذان الشهران يسنُ صومهما ، إلا أن شعبانَ لا يكملهُ "
.ا.هـ.

المَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ :
سُئل الشيخُ ابنُ عثيمين في " فتاويه " (20/22)
سؤالاً نصهُ : " صيامُ شهرِ محرم كله هل فيه فضلٌ أم لا ؟ وهل أكونُ
مبتدعاً بصيامهِ ؟

فأجاب – رحمهُ اللهُ - : " بعضُ الفقهاءِ يقولون : يسنُ صيامُ شهرِ اللهِ
المحرمِ كله ، ويستدلون بقولهِ صلى اللهُ عليه وسلم : " ‏أَفْضَلُ
الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ " ، ولكن لم يرد
فيما اعلمُ أنه يصومهُ كله ، وأكثر ما يكونُ صيامهُ من الشهورِ بعد رمضان
شهر شعبان ، كما جاء في الحديثِ الصحيحِ عن عائشةَ رضي اللهُ عنها ، ولا
يقالُ لمن صامهُ كلهُ : إنهُ مبتدعٌ ؛ لأن الحديثَ المذكورَ قد يحتملُ هذا
؛ أعني صيامهُ كله كما ذكرهُ بعضُ الفقهاءِ " .ا.هـ.

المَسْأَلَةُ الخَامِسَةُ :

قال ابنُ رجبٍ في " لطائفِ المعارفِ " ( ص 79 – 80 ) : " وقد
اختلف العلماءُ في أي الأشهرِ أفضلُ ، فقال الحسنُ وغيرهُ : أفضلها شهرُ
اللهِ المحرمِ ، ورجحهُ طائفةٌ من المتأخرين ... وزعم بعضُ الشافعيةِ أن
أفضلَ الأشهرِ الحرمِ رجبٌ ، وهو قولٌ مردودٌ . وأفضلُ شهرِ اللهِ المحرمِ
عشرُهُ الأوَّلُ . وقد زعم يمانُ بنُ رئاب أنه العشرُ الذي أقسم الله به في
كتابهِ ، ولكن الصحيح أن العشرَ المقسمَ به عشرُ ذي الحجةِ " .ا.هـ.

ورُوي عن ابنِ عباس كما في تفسيرِ ابنِ جريرٍ الطبري (12/560) عند قولهِ
تعالى : " وليالِ عشرٍ " [ الفجر : 2 ] قال : ويقالُ : العشرُ أولُ السنةِ
من المحرمِ .

المَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ :
أشار العلماءُ الذين ألفوا في البدعِ المحدثةِ إلى
بدعةِ إحياءِ الليلةِ الأولى من المحرمِ ، وممن ذكر ذلك أبو شامةَ المقدسي
في " الباعثِ على إنكارِ البدعِ والحوادثِ " ( ص 121 – 122 ) فقال : " ومما
هذا جارٍ فيه من المدارسِ بدمشق مدرسةُ الزكي هبةِ اللهِ بنِ رواحةَ وهو
يومئذٍ بيدِ الشيخِ التقي رحمهُ اللهُ ، ثم أشار على واقفِ دارِ الحديثِ
الأشرفيةِ بدمشق حين وقفها ، والوقف عليها أن يشترطَ على كلِ من يحفظُ
القرآن من أهلها أن يحيوا خمس ليالٍ من ليالي كل سنةٍ ، وهن ليلةُ النصفِ
من شعبان ، وليلةُ سبعٍ وعشرين من رمضان ، وليلتا العيدين ، وليلةُ أول ِ
المحرمِ ، وصار يقعدُ بنفسهِ والجماعةُ حولهُ ، ويكثرُ الوقيد بالشمعِ
والزيتِ زائداً على المعتادِ في غير هذه الليالي بكثيرٍ ، ولا يزال إلى ذلك
الفراغِ من الختمِ .

وهذهِ أيضاً بدعةٌ متجددةٌ ، يظنُ العامةُ والجهالُ أن هذا الشيخَ المفتي
المقتدى به المُظهرُ من الخشوعِ والسكونِ فوق أضرابهِ لم ينتصب بنفسه لهذه
الليالي مخصصاً لها بذلك إلا ومعتقَدَهُ أن هذه الليالي متساويةٌ في الفضلِ
ومتقاربةٌ ، وأن لها فضلاً على غيرها ، وأن السنةَ تدلُ على ذلك ، فسيطولُ
الأمدُ ، ويبعدُ العهدُ ، ويُنسى أولُ هذا كيف كان ؟ فيتمادى الأمرُ ، فلا
يبعدُ أن يوضعَ فيه أحاديث على رسولِ الله صلى اللهُ عليه وسلم ، كما فُعل
في صلاتي الرغائبِ ونصفِ شعبان ، فليت شعري أي مقاربةٍ بين ليلةِ سبعٍ
وعشرين من رمضان وبين ليلةِ أولِ المحرمِ ، وقد فتشتُ فيما نقل من الآثارِ
صحيحاً وضعيفاً ، وفي الأحاديث الموضوعة فلم أر أحداً ذكر فيها شيئاً ... "
.ا.هـ.


</blockquote>
كتبه
عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rakan-jordan.hooxs.com
الشام شامك لو الزمن ضامك
Admin
Admin
avatar


رقم العضوية : 1
انثى
عدد المشاركات : 1507
نقاط : 4004
التقيم : 13
تاريخ الميلاد : 20/07/1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
العمر : 33

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 7:19 am



عاشوراء يوم عزة وتمكين، يوم مغفرة وتطهير، يوم شكر وتحدث بالنعم.
ما أعظم معانيه! وما أجل عظاته!
لك فيه أيها المؤمن وقفات لا ينقطع نفعها، ومعين لا ينضب صفاؤها، ورؤى تقر
بها العين أفسح ما تكون رحابة وسعة...
ودع عنك دعاوى أقوام أحدثوا فيه أقوالا وأفعالا ما أنزل الله تعالى بها من
سلطان.
فقف...وتفكر... وسر بيقين دربك إلى موعود ربك.
واعلم أن الأيام شواهد، فاستوقفها تنطق لك ملء سمعك وفؤادك.
فاستنطق شهادة هذا اليوم ليحدثك بما يلي:

أولا. هذا اليوم يحدثك.... أن العاقبة لمن
اتقى، وأن نصر الله تعالى لأوليائه قريب، وأن الكافر وإن غرته مهلة الزمان،
وركن إلى قوة رأى بها أنه الأغلب والأظهر فقال" من أشد منا قوة" فإن أمره
إلى بوار، وقوته إلى صغار، ومنظور عينه سراب ما قاد نفسه إلا إلى هلكة
وعذاب، ففرعون رأى في قوته وملكه ما دعاه أن ينادي ويقول " أنا ربكم
الأعلى" فإذا عاقبة لم يحسب لها حسابا صار بها أسفل ما يكون أرضا، وما
استطاع أن يعلو حتى على الماء الذي تعلوه أضعف الكائنات خلقة..... فيوم
عاشوراء دليل على تنوع النصر بالنسبة للمسلمين ، فقد لا يكون النصر على
الأعداء بهزيمتهم والغنيمة منهم، بل أحياناً يكون النصر عليهم بهلاكهم
وكفاية المسلمين شرهم كما حدث مع موسى عليه السلام، وكما حدث مع النبي صلى
الله عليه وسلم في غزوة الخندق .

ثانيا. هذا اليوم يحدثك ... أن النعم حين لا
يقارنها الشكر فهي مهددة بالزوال، فبالشكر تدوم النعم وتزيد، فلما كانت
النجاة لموسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ في هذا اليوم، سارع
بالشكر والتحدث بالنعمة بأن صام ذلك اليوم لله تعالى، ولذلك أيضا صامه
نبينا صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه فكانت نجاة موسى ـ عليه الصلاة
والـسـلام ـ وقـومــه من فرعون.. منَّة كبرى أعقبها موسى بصيام ذلك اليوم،
فكان بذلك وغيره من العبادات شــاكــرًا لله تعالى ؛ إذ الـعـمــل
الـصـالـح شـكر لله كـبـيـر، قــال ربـنــا ـ عز وجل ـ: "اعْمَلُوا آلَ
دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" [سبأ: 31]، وأساس
الـشـكــر مبني على خمس قواعد: الخضوع للمنعم، وحبه، والاعتراف بنعمته،
والثناء عليه بها، وألا تصرف النعمة فيما يكرهه المنعم. والبشر مهما بالغوا
في الشكر قاصرون عن الوفــاء، فكيف إذا قصّروا وغفلوا عن الشكر من الأساس؟!
والشكر يكون بالفعل كما هو بالقول حتى عند الأمم السابقة، فقد صامه موسى
عليه السلام شكراً لربه سبحانه، وهذا منهج الأنبياء كما فعل داود عليه
السلام وختاماً بالنبي صلى الله عليه وسلم في صلاته بالليل، فلما سئل عنها
قال: أفلا أكون عبداً شكوراً " متفق عليه ..

ثالثا. هذا اليوم يحدثك.... أن الولاء معقود
بين المؤمنين بإيمانهم، وإن تباعد أمد الزمان، وامتد طرف المكان، وأن
الكافرين لا حظ لهم في ذلك الولاء وإن ادعاه من ادعاه بهتانا وزورا،
فاليهود وإن جمعهم مع موسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ نسبهم من
بني إسرائيل، إلا أن الأحق به ولاء واتباعا هم المؤمنون الصادقون، وهـكذا
تتوحــد المشاعر، وترتبط القلوب مع طول العهد الزماني، والتباعد المكاني،
فيكون الـمــؤمنون حزباً واحداً هو حزب الله ـ عز وجل ـ؛ فهم أمة واحـــدة،
مــن وراء الأجيال والقرون، ومـن وراء المكان والأوطان .. لا يحول دون
الانتماء إليها أصل الإنسان أو لونه أو لغته أو طـبـقــتــه .. إنما هو شرط
واحد لا يتبدل، وهو تحقيق الإيمان، فإذا ما وجد كان صاحبه هو الأوْلى
والأحق بالولاية دون القريب ممن افتقد الشرط؛ ولذا استحقت هذه الأمة ولاية
موســـى دون الـيـهـــــود الـمـغـضـوب عليهم. ((إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ
أُمَّةً واحِدَةً وأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)) [الأنبياء: 29]. وعَنْ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ
صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟"
فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ
وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ
نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
"فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ".متفق عليه عند
البخاري (2004) ومسلم (1130).

رابعا. هذا اليوم يحدثك... أنك من أمة لها من
المكانة أسماها، وأن التطلع إلى بضاعة مخالفيها دنو تذل به النفس وتضيق به
النظرة، فكان على أفرادها اجتناب التشبه بأعدائها إبقاء للتميز وحفاظا على
سمو المكانة، ولذك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود في صيام
هذا اليوم بأن يصام التاسع معه، فقد روى مسلم(1134) من حديث عَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ
بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ
الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ
صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ" قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ
حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

خامسا. هذا اليوم يحدثك....بأنه يوم صوم له
من فضائل الصوم العامة التي لا تغيب عنك، وأخرى تحبها النفس فصيامه يكفر ما
مضى من أيام عامك المنصرم، وأنت قريب عهد بها ولا تدري كم من مثقال قد كتب
عليك! وكم من ذنب فعلت ! فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام عاشوراء
فقال:" يكفر السنة الماضية" رواه مسلم 1162)من حديث أبي قتادة رضي الله
عنه، قـال البـيـهـقـي: وهذا فيمن صادف صومه وله سيئات يحتاج إلى ما
يكفِّرها؛ فإن صادف صومه وقد كُفِّرت سيئاته بغيره انقلبت زيادة في درجاته.


سادسا. هذا اليوم يحدثك....أن أمر العبادة
قائم على الاتباع، فلا يجوز إحداث عبادات لم تشرع، كما لا يجوز تـخـصـيـص
عـاشــوراء ولا غيره من الأزمان الفاضلة بعبادات لم ينص عليها الشـارع في
ذلك الزمـن، فالتعرض لنفحات الله عز وجل يكون باتباع شرعه واقتفاء أثر نبيه
صلى عليه وسلم فيها.

سابعا..... هذا اليوم هو العاشر من أيام عامك
الجديد تبدأ معها مرحلة من مراحل حياتك وأنت لا تدري متى ينقضي أجلك فيها،
فلتكن بداية طريقك دائما المسارعة في الخيرات والمبادرة إليها، واجعل حياتك
قربات تتطلع بها إلى رضوان مولاك ومنازله العلا جعلني الله وإياك من أهل
طاعته ورضوانه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم
بإحسان إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ysmf@islamway.net




عاشوراء يوم عظيم
يحدثك!!!




يسري صابر فنجر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rakan-jordan.hooxs.com
الشام شامك لو الزمن ضامك
Admin
Admin
avatar


رقم العضوية : 1
انثى
عدد المشاركات : 1507
نقاط : 4004
التقيم : 13
تاريخ الميلاد : 20/07/1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
العمر : 33

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 7:20 am



س1) ما وُرد في فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر
محرّم :


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفضل
الصّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرم". ( رواه مسلم 1982 )

قوله : " شهر الله " إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم، قال القاري :
الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم .

ولكن قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير
رمضان، فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا
صومه كله .

وقد ثبت إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم في شعبان، ولعلّ لم يوح
إليه بفضل المحرّم إلا في آخر الحياة قبل التمكّن من صومه .. ( شرح النووي
على صحيح مسلم ) .

الله يصطفي ما يشاء من الزمان والمكان .

قال العِزُّ بن عبدِ السَّلام رحمه الله : وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان :
أحدهما : دُنْيويٌّ .. والضرب الثاني : تفضيل ديني راجعٌ إلى أن الله يجود
على عباده فيها بتفضيل أجر العاملين، كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر
الشهور، وكذلك يوم عاشوراء .. ففضلها راجعٌ إلى جود الله وإحسانه إلى عباده
فيها .. ( قواعد الأحكام 1/38 .

(بتصرف - للشيخ محمد صالح المُنجد حفظه الله )






س2) ما فضل صيام عاشوراء ؟

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "ما رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم
يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلاَّ هذا اليوم يومَ عاشوراء، وهذا الشهر
يعني شهر رمضان " [ رواه البخاري 1867]. ومعنى "يتحرى" أي : يقصد صومه
لتحصيل ثوابه والرغبة فيه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن
يكفر السنة التي قبله " [ رواه مسلم 1976 ] وهذا من فضل الله علينا أن
أعطانا بصيام يوم واحد تكفير ذنوب سنة كاملة، والله ذو الفضل العظيم .

(للشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله )






س3) أي يوم هو عاشوراء؟

قال النووي رحمه الله : عاشوراءُ وتاسوعاءُ اسمانِ ممدودان، هذا هو المشهور
في كتب اللغة . قال أصحابنا : عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم،
وتاسوعاء هو التّاسع منه .. وبه قال جُمْهُورُ العلماء… وهو ظاهر الأحاديث
ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة. (المجموع( .

وهو اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية .
( كشاف القناع ج2 صوم المحرم) .

وقال ابن قدامة رحمه الله : عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم . وهذا قول
سعيد بن المسيب والحسن، لما روى ابنُ عبّاس، قال : "أمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم" .
( رواه الترمذي. وقال : حديث حسن صحيح) .

(للشيخ محمد صالح المُنجد ( حفظه الله ) )






س4) استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء

روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : حين صام رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله، إنه يوم تعظمه
اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فإذا كان العام
المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع" . قال : فلم يأتِ العام المقبل حتى
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم 1916(

قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون : يستحب صوم التاسع والعاشر
جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.

وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب : أدناها أن يصام وحده، وفوقه أن يصام
التاسع معه، وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب .

للشيخ محمد صالح المُنجد ( حفظه الله )






س5) الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء

قال النووي رحمه الله : ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم
تاسوعاء أوجهاً :

أحدها : أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر .

الثاني : أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم، كما نهى أن يصام يوم الجمعة
وحده، ذكرهما الخطابي وآخرون.

الثالث : الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلطٍ، فيكون
التّاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر . انتهى .

وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله : نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل
قوله في عاشوراء: " لئن عشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع " . ( الفتاوى
الكبرى ج6 سد الذرائع المفضية إلى المحارم) .

وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث : "لئن بقيت إلى قابل لأصومن
التاسع" : ما همّ به من صوم التاسع يحتمل معناه ألا يقتصر عليه بل يضيفه
إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح،
وبه يُشعر بعض روايات مسلم. ( فتح 4/245 )

( للشيخ محمد صالح المُنجد ( حفظه الله ))






س6) هل يجوز لمن عليه قضاء من رمضان أن يصوم ست من
شوال أو يوم عاشوراء ؟


فأجاب من فتوى صوتية للشيخ بن عثيمين رحمه الله :
الذي عليه قضاء من رمضان ، يصوم عاشوراء ويصوم يوم عرفة ويصوم الأيام
البيض، ولكن الأفضل أن يبدأ بالواجب .






س7) ماذا يجب على المسلم يوم عاشوراء أن يقوم به وهل
تجب فيه زكاة الفطر؟


الإجابة من فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية :

يشرع للمسلم في يوم عاشوراء صيامه؛ لما ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم
أمر بصيام عاشوراء، فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر، وليس ليوم
عاشوراء زكاة فطر كما في عيد الفطر بعد شهر رمضان.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .






س8) مـا حكم إفراد عاشوراء بالصيام ؟

قال شيخ الإسلام : صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم ..
( الفتاوى الكبرى ج5 ) .

وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده…
( ج3 باب صوم التطوع )

( للشيخ محمد صالح المُنجد حفظه الله )






س9) صيام عاشوراء ماذا يكفّر ؟

قال الإمام النووي رحمه الله : يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه
كلها إلا الكبائر . ثم قال رحمه الله : صوم يوم عرفة كفّارة سنتين، ويوم
عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من
ذنبه… كل واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر
كفَّره، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات
وإن صادف كبيرة أو كبائر ولم يصادف صغائر رجونا أن تخفف من الكبائر .
(المجموع شرح المهذب ج6 صوم يوم عرفة ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وتكفير الطّهارة، والصّلاة، وصيام
رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصّغائر فقط .
( الفتاوى الكبرى ج5 ) .

( للشيخ محمد صالح المُنجد حفظه الله )






س10) أيهما أفضل: يوم عرفة أم يوم عاشوراء؟


أـ قال ابن حجر في "فتح الباري" (4/315): "روى مسلم من حديث أبي قتادة
مرفوعاً: "إن يوم يوم عاشوراء يكفر سنة، وإن صيام يوم عرفة يكفر سنتين".


وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام يوم عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في
ذلك: "إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى عليه السلام، ويوم عرفة منسوب إلى
النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلذلك كان أفضل" اهـ.

ب ــ وقال ابن القيم في "بدائع الفوائد" (م2/ج4/ص293): "فإن قيل: لم كان
عاشوراء يكفر سنة، ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل: فيه وجهان:

أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام، بخلاف
عاشوراء.
الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعف ببركات
المصطفى صلى الله عليه وسلم".

( للشيخ محمد صالح المُنجد حفظه الله )






س11) هل كان عاشوراء قبل أن يفرض رمضان واجباً أم
مستحباً؟


"اختلف العلماء: هل كان صوم ذلك اليوم واجباً أو مستحباً؟ على قولين
مشهورين، أصحهما أنه كان واجباً، ثم إنه بعد ذلك كان يصومه من يصومه
استحباباً، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم العامة بصيامه، بل كان يقول
(هذا يوم عاشوراء يكفر سنة، وصوم يوم عرفة يكفر سنتين). ولما كان آخر عمره
صلى الله عليه وسلم، وبلغه أنّ اليهود يتخذونه عيداً، قال: "لئن عشت إلى
قابل لأصومن التاسع"؛ ليخالف اليهود ولا يشابههم في اتخاذه عيداً،) اهـ.[
ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوي" (25/311)

( للشيخ محمد صالح المُنجد حفظه الله )






س12) هل يجوز صيام عاشوراء يوماً واحداً فقط؟


الجواب :

الحمد لله
يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم
بعده، وهي السنة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ? بقوله: "لئن
بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (يعني مع
العاشر) .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال رقم (13700)






س13 ) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ‏:‏ عن
حكم صيام يوم عاشوراء‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود
يصومون اليوم العاشر من شهر المحرم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏"‏أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه‏"‏‏.‏ وفي حديث ابن عباس ـ رضي
الله عنهما ـ المتفق على صحته أن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء
وأمر بصيامه‏.‏ وسئل عن فضل صيامه فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أحتسب على
الله أن يكفر السنة التي قبله‏"‏‏.‏ إلا أنه صلى الله عليه وسلم أمر بعد
ذلك بمخالفة اليهود بأن يصام العاشر ويوماً قبله وهو التاسع، أو يوماً بعده
وهو الحادي عشر‏.‏

وعليه فالأفضل أن يصوم يوم العاشر ويضيف إليه يوماً قبله أو يوماً بعده‏.‏


وإضافة اليوم التاسع إليه أفضل من الحادي عشر، فينبغي لك أخي المسلم أن
تصوم يوم عاشوراء وكذلك اليوم التاسع‏.‏

(المجلد 20 - من فتاوي الشيخ بن عثيمين رحمه الله)






س14) من كان عليه قضاء صيام من شهر رمضان أو من كانت
عليها قضاء من شهر رمضان ثم أراد أن يصوم تطوعاً أو يصوم يوم عاشوراء، أي:
يصوم يومي 10، 11 بنية أنهما قضاء وليس صيام يوم عاشوراء فما هو الحكم؟ وهل
يجوز صيام يوم عاشوراء لمن كان عليه صيام من شهر رمضان؟ وهل يجوز لمن كان
عليه قضاء صيام أيام من رمضان أن يصوم يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده بنية
القضاء؟


الجواب :

الحمد لله
لا يصوم تطوعاً وعليه قضاء صيام يوم أو أيام من رمضان، بل يبدأ بقضاء صيام
ما عليه من رمضان ثم يصوم تطوعاً.
ثانياً: إذا صام اليوم العاشر والحادي عشر من شهر محرم بنية قضاء ماعليه من
الأيام التي أفطرها من شهر رمضان جاز ذلك، وكان قضاء عن يومين مما عليه؛
لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ?: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل
امرئ ما نوى".
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) السؤال رقم (6774)






س15) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ‏:‏ إذا
اجتمع قضاء واجب ومستحب وافق وقت مستحب فهل يجوز للإنسان أن يفعل المستحب
ويجعل قضاء الواجب فيما بعد أو يبدأ بالواجب أو لا مثال‏:‏ يوم عاشوراء
وافق قضاء من رمضان‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ بالنسبة للصيام الفريضة والنافلة لا شك أنه من
المشروع والمعقول أن يبدأ بالفريضة قبل النافلة، لأن الفريضة دين واجب
عليه، والنافلة تطوع إن تيسرت وإلا فلا حرج، وعلى هذا فنقول لمن عليه قضاء
من رمضان‏:‏ اقض ما عليك قبل أن تتطوع، فإن تطوع قبل أن يقضي ما عليه
فالصحيح أن صيامه التطوع صحيح مادام في الوقت سعة، لأن قضاء رمضان يمتد إلى
أن يكون بين الرجل وبين رمضان الثاني مقدار ما عليه، فمادام الأمر موسعاً
فالنفل جائز، كصلاة الفريضة مثلاً إذا صلى الإنسان تطوعاً قبل الفريضة مع
سعة الوقت كان جائزاً، فمن صام يوم عرفة، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من
رمضان فصيامه صحيح، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء رمضان حصل له
الأجران‏:‏ أجر يوم عرفة، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء، هذا بالنسبة
لصوم التطوع المطلق الذي لا يرتبط برمضان، أما صيام ستة أيام من شوال فإنها
مرتبطة برمضان ولا تكون إلا بعد قضائه، فلو صامها قبل القضاء لم يحصل على
أجرها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من صام رمضان ثم أتبعه بست من
شوال فكأنما صام الدهر‏"‏ ومعلوم أن من عليه قضاء فإنه لا يعد صائماً رمضان
حتى يكمل القضاء، وهذه مسألة يظن بعض الناس أنه إذا خاف خروج شوال قبل صوم
الست فإنه يصومها ولو بقي عليه القضاء، وهذا غلط فإن هذه الستة لا تصام إلا
إذا أكمل الإنسان ما عليه من رمضان‏.‏

(المجلد 20 - من فتاوي الشيخ بن عثيمين رحمه الله)






س16) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ‏:‏ هل
يجوز صيام يوم عاشوراء وحده من غير أن يصام يوم قبله أو بعده، لأنني قرأت
في إحدى المجلات فتوى مفادها أنه يجوز ذلك لأن الكراهة قد زالت حيث اليهود
لا يصومونه الان‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ كراهة إفراد يوم عاشوراء بالصوم ليست أمراً متفقاً
عليه بين أهل العلم، فإن منهم من يرى عدم كراهة إفراده، ولكن الأفضل أن
يصام يوم قبله أو يوم بعده، والتاسع أفضل من الحادي عشر، أي من الأفضل أن
يصوم يوماً قبله لقول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لئن بقيت إلى قابل
لأصومن التاسع‏"‏ يعني مع العاشر‏.‏، وقد ذكر بعض أهل العلم أن صيام
عاشوراء له ثلاث حالات‏:‏

الحال الأولى‏:‏ أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده‏.‏
الحال الثانية‏:‏ أن يفرده بالصوم‏.‏
الحال الثالثة‏:‏ أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده‏.‏

وذكروا أن الأكمل أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده، ثم أن يصوم التاسع
والعاشر، ثم أن يصوم العاشر والحادي عشر، ثم أن يفرده بالصوم‏.‏ والذي يظهر
أن إفراده بالصوم ليس بمكروه، لكن الأفضل أن يضم إليه يوماً قبله أو يوماً
بعده‏.‏

(المجلد 20 - فتوى رقم 893 - من فتاوي الشيخ بن عثيمين رحمه الله)






س17) سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ‏:‏ من أتى
عليها عاشوراء وهي حائض هل تقضي صيامه‏؟‏ وهل من قاعدة لما يقضى من النوافل
وما لا يقضى جزاك الله خيراً‏؟‏


فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ النوافل نوعان‏:‏ نوع له سبب، ونوع لا سبب له‏.‏
فالذي له سبب يفوت بفوات السبب ولا يُقضى، مثال ذلك‏:‏ تحية المسجد، لو جاء
الرجل وجلس ثم طال جلوسه ثم أراد أن يأتي بتحية المسجد، لم تكن تحية
للمسجد، لأنها صلاة ذات سبب، مربوطة بسبب، فإذا فات فاتت المشروعية، ومثل
ذلك فيما يظهر يوم عرفة ويوم عاشوراء، فإذا أخر الإنسان صوم يوم عرفة ويوم
عاشوراء بلا عذر فلا شك أنه لا يقضي، ولا ينتفع به لو قضاه، أي لا ينتفع به
على أنه يوم عرفة ويوم عاشوراء‏.‏

وأما إذا مر على الإنسان وهو معذور كالمرأة الحائض والنفساء أو المريض،
فالظاهر أيضاً أنه لا يقضي، لأن هذا خص بيوم معين يفوت حكمه بفوات هذا
اليوم‏.‏

(المجلد 20 - فتوى رقم 993 - من فتاوي الشيخ بن عثيمين رحمه الله)






س18) هل يُصام عاشوراء ولو كان يوم سبت أو جمعة ؟


ورد النهي عن إفراد الجمعة بالصوم، والنهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة
ولكن تزول الكراهة إذا صامهما بضم يوم إلى كل منهما أو إذا وافق عادة
مشروعة كصوم يوم وإفطار يوم أو نذراً أو قضاءً أو صوماً طلبه الشارع كعرفة
وعاشوراء .. ( تحفة المحتاج ج3 باب صوم التطوع – مشكل الآثار ج2 باب صوم
يوم السبت) .

وقال البهوتي رحمه الله : ويكره تعمد إفراد يوم السبت بصوم لحديث عبد الله
بن بشر عن أخته : " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم " [ رواه
أحمد بإسناد جيد والحاكم وقال : على شرط البخاري ] ولأنه يوم تعظمه اليهود
ففي إفراده تشبه بهم .. ( إلا أن يوافق ) يوم الجمعة أو السبت (عادة ) كأن
وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء وكان عادته صومهما فلا كراهة؛ لأن العادة لها
تأثير في ذلك ( كشاف القناع ج2 باب صوم التطوع) .

(للشيخ محمد صالح المُنجد ( حفظه الله ))






من بدع عاشوراء

ذبح الذبائح عند أضرحة الأولياء شرك وفاعله ملعون

س19) هناك أضرحة للأولياء تذبح فيها كل سنة في
عاشوراء أكثر من 40 غنم وغنمة تقريبا وأكثر من 10 أبقار تقريبا‏.‏ يجتمع
فيها بعض المسلمين المخرفين يقرءون القرآن باسم الدعاء للأموات ثم يأكلون
هذه الذبائح‏,‏ المطلوب من سماحتكم أن تفتونا في هذه المشكلة مع الدليل‏.‏


ج 2‏:‏ أولا‏:‏ ما ذكرت من ذبح الذبائح عند أضرحة الأولياء شرك وفاعله
ملعون‏;‏ لأنه ذبح لغير الله‏,‏ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال‏:‏ لعن الله من ذبح لغير الله وعلى هذا لا يجوز الأكل من الغنم
والأبقار التي ذبحت عند قبور الأولياء‏.‏

ثانيا‏:‏ قراءة القرآن على الأموات بدعة محدثة‏,‏ وقد ثبت أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال‏:‏ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على
صحته‏.

المجلد الأول : اللجنة الدائمة.( س 2 و3 ) - فتوى رقم ‏(‏6208‏)‏‏






س20) سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:


عمّا يفعله النّاس في يوم عاشوراء من الكحل، والاغتسال، والحنَّاء
والمُصافحةِ، وطبخ الحبوب وإظهار السرور، وغير ذلك .. هل لذلك أصلٌ أم لا؟


الجوابُ : الحمد لله رب العالمين، لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي
صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، ولا استحبَّ ذلك أحدٌ من أئمة المسلمين
لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم، ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئاً، لا
عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصّحابة، ولا التابعين، لا صحيحاً ولا
ضعيفاً، ولكن روى بعض المتأخرين في ذلك أحاديث مثل ما رووا أن من اكتحل يوم
عاشوراء لم يرمد من ذلك العام، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام،
وأمثال ذلك .. ورووا في حديث موضوع مكذوبٍ على النبي صلى الله عليه وسلم :
( أنَّهُ من وسَّع على أهله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر السنّة).
ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب .

ثم ذكر رحمه الله ملخصاً لما مرّ بأول هذه الأمة من الفتن والأحداث ومقتل
الحسين رضي الله عنه وماذا فعلت الطوائف بسبب ذلك فقال :

فصارت طائفة جاهلة ظالمة : إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية، تظهر
موالاته وموالاة أهل بيته، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، وتظهر
فيه شعار الجاهليّة من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتَّعزي بعزاء الجاهلية
.. وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصّدق فيها
ليس فيه إلاّ تجديد الحزن، والتعصب، وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن
بين أهل الإسلام، والتّوسل بذلك إلى سبِّ السَّابقين الأولين.. وشرُّ هؤلاء
وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرّجل الفصيح في الكلام. فعارض هؤلاء قوم
إمّا من النّواصب المتعصّبين على الحسين وأهل بيته، وإما من الجُهّال
الّذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والكذب بالكذب، والشَّرَّ بالشَّرِّ،
والبدعة بالبدعة، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء
كالاكتحال والاختضاب، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن
العادة، ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم، فصار هؤلاء يتخذون يوم
عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح، وأولئك يتخذونه مأتماً يقيمون فيه
الأحزان والأفراح، وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة .. ( الفتاوى
الكبرى لابن تيمية ).

وذكر ابن الحاج رحمه الله من بدع عاشوراء تعمد إخراج الزكاة فيه تأخيراً أو
تقديماً، وتخصيصه بذبح الدجاج واستعمال الحنّاء للنساء :
( المدخل ج1 يوم عاشوراء )

نسأل الله أن يجعلنا من أهل سنة نبيه الكريم، وأن يحيينا على الإسلام
ويميتنا على الإيمان، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى. ونسأله أن يُعيننا على
ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يتقبل منا ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .






# عدم الاغترار بثواب الصيام

يغتر بعض المغرورين بالاعتماد على مثل صوم يوم عاشوراء أو يوم عرفة، حتى
يقول بعضهم : صوم يوم عاشوراء يكفّر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة
في الأجر . قال ابن القيم : لم يدرِ هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات
الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفّر ما بينهما
إذا اجتنبت الكبائر، فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة لا يقويان على
تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على
تكفير الصغائر . ومن المغرورين من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه، لأنه لا
يحاسب نفسه على سيئاته، ولا يتفقد ذنوبه، وإذا عمل طاعة حفظها واعتد بها،
كالذي يستغفر الله بلسانه أو يسبح الله في اليوم مائة مرّة، ثم يغتاب
المسلمين ويمزق أعراضهم، ويتكلم بما لا يرضاه الله طول نهاره، فهذا أبداً
يتأمّل في فضائل التسبيحات والتهليلات ولا يلتفت إلى ما ورد من عقوبة
المغتابين والكذّابين والنمّامين، إلى غير ذلك من آفات اللّسان، وذلك محض
غرور . ( الموسوعة الفقهية ج31، غرور ).

( للشيخ محمد صالح المُنجد ( حفظه الله ))






والله اعلم -تم بفضل الله -بجمع وترتيب ما يسّره الله علينا عن يوم عاشوراء
من مصادر مُتنوعة ذكرتها بعد كل فتوى .

والدال على الخير كفاعله .. وجزاكم الله خيراً .



20 فتوى مُتعلقة
بيوم عاشوراء




داعية








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rakan-jordan.hooxs.com
الشام شامك لو الزمن ضامك
Admin
Admin
avatar


رقم العضوية : 1
انثى
عدد المشاركات : 1507
نقاط : 4004
التقيم : 13
تاريخ الميلاد : 20/07/1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
العمر : 33

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 7:21 am



عبادة وتربية..!
أمة الوسطية في عاشوراء.. هُدى لا هوى!
لله دَرُّ هذا اليوم العظيم؛ كم فيه من الدروس والعبر تستحق أن يكون للبيوت
معها وقفات وعظات!
وقفة مع الأحقية والخيرية.. وأخرى مع العبادة وفضائلها.. وثالثة مع رسالة
أمة الوسطية!
ورابعة.. وخامسة.. وهلم جرّاً من الدروس والعبر الحية، لأولي الألباب الذين
لا يفوتهم استثمار مواسم العام المباركة في التربية والتزكية.. كما لا
يفوتهم اغتنام شعائرها التعبدية!

أحقية وخيرية..!
في هذا اليوم تذكير بخيرية أمة محمد صلى الله عليه وسلم (نحن أحق بموسى
منكم!) وأنها أمة الخيرية إلى قيام الساعة.

درس كما يغرس العزة في النفوس.. يبرز المسؤولية عن هذا الدين الخاتم الذي
تتعطش البشرية إلى نوره المبين؛ في خضم أمواج متلاطمة من الانحرافات
والتحريفات والاعتداءات والانتهاكات!

درس من قصة موسى عليه السلام أحد الرسل أولي العزم.. وفرعون وهامان
وجنودهما الذين أغرقهم الجليل في اليم؛ يجلّي حقيقة الصراع بين الحق
والباطل، وأيهما أحق بالنصرة والغلبة، وحسن العاقبة والرفعة، ولو بعد حين..
{فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}!

هُـــدَى لا هَــــوَى..!
في هذا اليوم الكريم تصوم البيوت المباركة؛ اتباعاً لسنة النبي المصطفى صلى
الله عليه وسلم، فيترقب أفراد البيت ليالي التاسع والعاشر والحادي عشر؛
كلها أو بعضها، لابتدارها بالسحور والاستعداد للصوم؛ رغبة وطمعاً في ثواب
المولى جل وعلا.

كما يستحب حث الصغار على صومه، كما في حديث الربيِّع بنت معوذ رضي الله
عنها قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى
الأنصار: "مَن أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم" قالت:
فكنا نصومه بعد ونصوِّمه صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى
أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار" (رواه البخاري ومسلم).

وما بين سنة متبعة.. وعبادة فاضلة.. درس آخر منظور في حقيقة الأهواء التي
ابتدعها أناس لا تكفيهم السنة المطهرة! ولا تغنيهم العبادة المشروعة!
فيسلمون عقولهم وقلوبهم للشياطين تعبث بها في أودية الهوى والبدعة بطقوس
ضالة ما أنزل الله بها من سلطان {وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ
الْهُدَى}..!

أمة ورسالة..!
"أمة الوسطية" هي "الحقيقة الكبرى" التي تتجلّى في هذا اليوم.. واقعاً
وتاريخاً ورسالة!
أمة الوسط (الحق والعدل) بين أهل الغلو.. وأهل الغفلة!
أمة القرآن والسنة.. بين أهل الهوى والبدعة!
أمة التوقير والتعظيم للرسل أولي العزم والهمة!
هذه أمتنا.. وهذه رسالتها.. فمن أراد أن ينتسب ويحتسب؛ فالله جل وعلا
بثوابه وفضله أكرم وأقرب!
و"كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"!

حروف الختام..
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا؟" قالوا: هذا يوم صالح، هذا
يوم نجّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: "فأنا أحق بموسى
منكم" فصامه وأمر بصيامه (رواه البخاري).
وعنه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لئن بقيت إلى
قابل لأصومن التاسع" (رواه مسلم).
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام
يوم عاشوراء فقال: "يكفر السنة الماضية"(رواه مسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل
الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" (رواه مسلم).




عاشوراء.. وقفات
ودروس!




خالد عبداللطيف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rakan-jordan.hooxs.com
الشام شامك لو الزمن ضامك
Admin
Admin
avatar


رقم العضوية : 1
انثى
عدد المشاركات : 1507
نقاط : 4004
التقيم : 13
تاريخ الميلاد : 20/07/1990
تاريخ التسجيل : 26/05/2011
العمر : 33

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء يوليو 27, 2011 7:22 am



لا شك أن التشبه والمحاكاة للآخرين يتنافى مع الاعتزاز بالذات والاستعلاء على
الكفار،
لذلك حرص النبي الكريم على تمييز الجماعة الدينية وذلك لزيادة تماسكها،
واعتزازها بذاتها
يتضح ذلك في تمييزها بالقبلة واتجاهها إلى الكعبة بعد أن اتجهت ستة عشر أو
سبعة عشر شهراً إلى بيت المقدس
ويمضى النبي صلى الله عليه وسلم يميز أتباعه عمن سواهم في أمور كثيرة،
ويوضح لهم أنه يقصد بذلك مخالفة اليهود،
من ذلك: أن اليهود لا يصلون بالخفاف فأذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
أن يصلوا بالخف، واليهود لا تصبغ الشيب فصبغ المسلمون شيب رؤوسهم بالحناء
والكتم،
واليهود تصوم عاشوراء والنبي صلى الله عليه وسلم يصومه أيضاً ثم اعتزم
أواخر حياته أن يصوم تاسوعاء معه مخالفة لهم
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم وضع للمسلمين مبدأ مخالفة غيرهم والتميز
عليهم فقال: «من تشبه بقوم فهو منهم» وقال: «لا تشبهوا باليهود» والأحاديث
في ذلك كثيرة وهي تفيد معنى تميز المسلمين واستعلائهم على غيرهم،
، ولكن هذا التميز والاستعلاء لا يشكل حاجزًا بين المسلمين وغيرهم، فكيان
الجماعة الإسلامية مفتوح وقابل للتوسع ويستطيع الانضمام إليه من يؤمن
بعقيدته

وإذا كان المسلمون يجتهدون هذه الأيام لاغتنام موسم الخير المتمثل في يوم
عاشوراء
فإن علينا معشر الدعاة انتهاز تلك الفرصة لتأصيل منهج مخالفة اليهود في
نفوس المسلمين..
فقد ورد في الصحيحين عن ابن عباس صلى الله عليه وسلم قال: قدم رسول الله
صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
"ما هذا اليوم الذي تصومونه؟
قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه
موسى شكرا، فنحن نصومه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه"..
ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالإخبار أنه هو وأمته أولى وأحق من اليهود
بإتباع الأنبياء الكرام والسير على سير المرسلين العظام في جميع ما قصدوه
من شرائع وأحكام
وإنما أصدر قرارا صريحا بمخالفة اليهود بقوله: "صوموا يوم عاشوراء وخالفوا
اليهود، صوموا قبله يوما وبعده يوما" وفي رواية: "أو بعده".. وفي رواية
"خالفوا اليهود، صوموا التاسع والعاشر".

* نحن أحق بموسى منكم
فجعل رسول الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من
النفخة الإلهية الكريمة . جعلها آصرة العقيدة في الله . . فعقيدة المؤمن هي
وطنه ، وهي قومه ، وهي أهله . . ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها
وذلك ليعلم المؤمن أنه ذو نسب عريق ، ضارب في شعاب الزمان . إنه واحد من
ذلك الموكب الكريم ، الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم:نوح وإبراهيم
وإسماعيل وإسحاق ، ويعقوب ويوسف ، وموسى وعيسى ، ومحمد . . عليهم الصلاة
والسلام . .
وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون
هذا الموكب الكريم ، الممتد في شعاب الزمان من قديم ، يواجه مواقف متشابهة
، وأزمات متشابهة ، وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكر الدهور ، وتغير
المكان ، وتعدد الأقوام .
يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى ، والاضطهاد والبغي ، والتهديد
والتشريد .
ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو ، مطمئن الضمير ، واثقا من نصر الله ،
متعلقا بالرجاء فيه ، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد: وقال
الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا . فأوحى إليهم
ربهم لنهلكن الظالمين ، ولنسكننكم الأرض من بعدهم . ذلك لمن خاف مقامي وخاف
وعيد . .
موقف واحد وتجربة واحدة . وتهديد واحد . ويقين واحد . ووعد واحد للموكب
الكريم . .





وعد بالنصر والتمكين

وقبل أن نختم نناديك
يا سليل المجد
يا حفيد الموكب النوراني الرباني
استشعر تميزك
واحرص عليه
ولا تنس وأنت تصوم هذه الأيام
أن تعي هذه المعاني
وتعلمها غيرك
ولا تنس كذلك أن تدعو لنا عند الغروب

معاني نتعلمها من ذكرى عاشوراء
تعلمها معكم


د/ عمرو الشيخ
المدير التنفيذي لمؤسسة نور للتنمية البشرية



عاشوراء وتميز أمة




د/ عمرو الشيخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://rakan-jordan.hooxs.com
شيرين
اعضاء فعالين
اعضاء فعالين
شيرين


رقم العضوية : 313
عدد المشاركات : 102
نقاط : 108
التقيم : 22
تاريخ الميلاد : 05/03/1976
تاريخ التسجيل : 12/08/2012
العمر : 48

عاشوراء   سلسلةعاشورا Empty
مُساهمةموضوع: رد: عاشوراء سلسلةعاشورا   عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالإثنين أغسطس 13, 2012 8:49 pm

موضوع رائع
رفع الله قدرك في الدارين وأجزاك لك العطاء
شكرا لطرحك المميز
وانتقائك الهادف
جعلة المولي في موازين حسناتك
بوركت جهودك
عاشوراء   سلسلةعاشورا 9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عاشوراء سلسلةعاشورا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يوم عاشوراء .. أحكام وفوائد ..مطويات عن فضل عاشوراء وشهر الله المحرّم للتوزيع
» فضل عاشوراء
» فضل صيام عاشوراء
» 22 فضيلة لمن صام عاشوراء
» شهر محرم ويوم عاشوراء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham :: المنتديات الاسلامية قسم عام ..بوابة بلاد الشام :: المنتدى الاسلامي العام .منتديات الشام بلادي-
انتقل الى:  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تبادل اعلاني

مساحة اعلانية
مواقع صديقة
Feedage.com RSS
Feedage Grade B rated
!-- Feedage.com RSS Feed Tracking
Preview on Feedage: %D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85- Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki
Meta Tag Analyzer

Meta Tag Analyzer

عدد زوار بلاد الشام
Free counter and web stats
المواضيع الأخيرة
» تحميل برنامج البروكسي
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأحد أكتوبر 12, 2014 7:13 am من طرف heba fathy

» سوريا المحتلة العرب
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأحد أكتوبر 28, 2012 3:32 am من طرف يعقوب محمد

» الطفولة تتفض.. ( من اطفال العراق الى اطفال سوريا المحتلة ) .. جراحاتكم نعيشها
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2012 4:23 am من طرف يعقوب محمد

» من الذي اساءة للنبي الكريم ياقتلة الشعب السوري ؟؟؟
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالجمعة سبتمبر 21, 2012 4:36 am من طرف يعقوب محمد

» ModemMAX , برنامج ModemMax , تسريع الانترنت , برامج تسريع الاتصال , زيادة سرعة الاتصال , سرعة الاتصال , تحميل برنامج ModemMAX , برنامج ModemMAX الجديد , برنامج ModemMAX كامل مجانا , download ModemMAX
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:31 pm من طرف rakan-jordan

» S.S.N-تصريحات هامة للعقيد عبدالجبار العكيدي 25-8.mp4
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:27 pm من طرف rakan-jordan

» الرباعية تسعى لمنظور مشترك حول سوريا المحتلة
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:26 pm من طرف rakan-jordan

» استشهاد 142 شخص مقتل 40 عنصر من “جيش الاسادي” في سوريا المحتلة
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:25 pm من طرف rakan-jordan

» نورا الجيزاوي حرة: سمعت بدموع الفرح واليوم تذوقت لذتها on 2012/09/18 09:57 / لا يوجد اي تعليق منذ نعومة أظفاري و أنا بسمع “بدموع الفرح” بس لليوم لحتى تذوقت لذتهم ♥ الله لا يحرم حدا هالشعور يااااا
عاشوراء   سلسلةعاشورا Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:24 pm من طرف rakan-jordan

سحابة الكلمات الدلالية
والنشر بدون الاول عليه الجزء الريف غليص إساءة الرحيل وخيمة مالك حقوق الطبع يحدث انتهاك يترتب اللبناني