موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
عزيزي آلزآئر
دعوة للانضمام قروب أهل الشام
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
عزيزي آلزآئر
دعوة للانضمام قروب أهل الشام
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة الشام آخباأحدث الصورالتسجيلدخولrss
قيّم موقع الشام من هنا

مساحة اعلانية br /> مساحة اعلانية
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

 

 مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2]

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الاشواق
مشرفات
مشرفات
الاشواق


رقم العضوية : 25
انثى
عدد المشاركات : 169
نقاط : 374
التقيم : 3
تاريخ الميلاد : 07/09/1992
تاريخ التسجيل : 17/03/2012
العمر : 31
الأقامة : السعودية
العمل/الترفيه : جالسة بالمنزل
المزاج : عادي

مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Empty
مُساهمةموضوع: مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2]   مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالجمعة أبريل 13, 2012 10:37 am


مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2]
عدد التعليقات : 0
الكاتب:

[right][right]
[/right]
(قراءة شرعيَّة في واقع كثير من المجتمعات مع قضيَّة التدين)

بقلم / أ. خباب الحمد .

(يتبع) نماذج من طرائق الناس في تديُّن المصلحة:
رابعاً:
عَنْ جَابرٍ رضي الله عنه أنه سمع رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُول:
(عام الفتح قَاتَلَ الله اليَهُودَ؛ إنَّ الله لَمَّا حَرَّمَ شُحُومَهَا جَمَلُوهُ، ثُمَّ بَاعُوه، فَأكلُوا ثَمَنَهُ)
.
حديث صحيح
إنَّ دعوة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم على يهود بأن يقاتلها الله ليست كدعوة أي أحد؛ فهو رسول الله، وأن يدعو رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ربَّه أن يتولَّى قتال يهود لهو وربي أمرٌ خطير للغاية، وقد ذكر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ من أسباب الدعاء على اليهود: تحايُلهم على الأوامر الشرعيَّة؛ فحينما حرَّم الله تعالى عليهم شُحُوم الميتة أذابوها ثم باعوها زيتاً، فأكلوا ثمنها ,والمحرَّم يبقى محرَّمًا لكنَّ القلوب المستوحشة من طاعة الرحمن؛ لن تكون إلاَّ مأوى لوساوس الشيطان؛ حيث يلْعَب بِعُقُولهم، ويقرقر في آذانهم، ويُوَسْوِس في خلجات صدورهم؛ فيستجيبونَ له طائعين بالقيام بهذه الحيلة الخبيثة.
لهذا يُحذر الإمامُ ابن قيم الجوزية من التوثُّب على محارم الله باسم الحيل؛ فيقول:
(فحقيق بمن اتقى الله وخاف نكالَهُ أنْ يحذرَ استحلال محارم الله بأنواع المكر والاحتيال، وأنْ يَعْلمَ أنه لا يُخَلِّصُه من الله ما أظْهَرَهُ مكراً وخديعةً مِنَ الأقوال والأفعال، وأن يعلمَ أنَّ لله يوماً تُبلى فيه السرائر، ويُحَصَّل ما في الصدور، هنالك يعلم المخادعون أنهم لأنفسهم كانوا يخدعون، وبدينهم كانوا يلعبون، وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون)
.
إنَّ حيَل الناس في هذه الأزمنة كثيرة جدًّا؛ فمنهم المتلاعبون بأموالهم بطُرُق قد لا تخطر على البال؛ ويعتقدون أنَّهم بمِثْل هذه الأساليب مُحتَرِفون في العمل المالي، ومتَمَيِّزون بتحايُلهم، وقد يجلس أحدهم معك يُحاول إقناعك أنَّه مِن خلال ممارساته لأنشطته الماليَّة لم يقعْ في الربا أو الغَرَر، أو الظلم للآخرين بأكل أموالهم بالباطل؛ وما درى أو قد درى بيد أنَّه يُكابِر أنَّه يفعل الحيل الرِّبويَّة وغيرها بكلِّ وضوحٍ وسهولة لمن يدرك حقيقة المال المحرَّم، لكن ما أقبح المال حين يُفسد الروح؛ فيكون البصرُ أعمى، والبصيرة صماء عمياء, وكذلك الحال في المسابقات التجارية؛ فما أكثر المَيْسر والقُمار فيها متعاملين فيها بطرُق خفيَّة وهم يعلمون أنَّ المآلَ واحِدٌ، وإن كان قد اختلف الحال, وتراهم يَحْتَجُّون بفتوى شرعيَّة صدرتْ من ذلك العالِم التي أجازتْ ضرباً من المسابقات التجارية والمقيدة بضوابط وشروط محددةٍ، فتراهم يأخذون المسألة على عمومها دونما تطبيق لما أصلَّه ذلك العالِم، والسبب في ذلك أنَّ مصلحتهم الباطلة توافقتْ مع هوى أنفسهم فضلُّوا عن سبيل الله، وقد حذَّر المولى من ذلك فقال:
{وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}
[ص26]
، ثمَّ توعَّد تعالى مَن اتَّبَع هواه فقال:
{إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}
.
[ص26]
.
إنَّ هؤلاءِ القوم الذين يأخذون ما راقَ لَهُم من فتاوى العلماء العامَّة، ثمَّ يُجْرُون أحكام إباحتها على كثير مِن معاملاتهم ومسابقاتهم وتصرفاتهم الماليَّة ليس لهم هَمٌّ من جرَّاء ذلك إلاَّ رواج سلعهم، وقد يُحاولون التلاعب بأقوال العلماء لترويج باطلهم - وقد حصل هذا مراراً، واشتكى بعض أهل العلم من كثيرٍ من هذه الأعمال الصبيانيَّة إذ إنَّهم يعلمون أنَّه لولا فتوى ذلك العالِم لما راجَتْ بِضاعتُهم ولما نَفَقَ سُوقُهُم، ولربما تكون الفتوى عامة أو خاصة في شيء ما؛ فيأتي هؤلاءِ ويُلبِّسون على الناس دينهم؛ فيكونون ممن لبسوا الحق بالباطل، والله تعالى يقول:
{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
[البقرة42]
، وهم بالفعل يعلَمُون ذلك، ولهذا فكثيرٌ من هؤلاء لايطيقون ربما سماع دُرُوس العلم وفتاوى العلماء التي تُبيِّن أنواعاً مِن الانْحِراف الاقتصادي والمالي والمصرفي الذي يقومون به، بحجَّة أنَّهم مُتَشَدِّدون ومتَنَطِّعُون، ولربما همزوهم ولمزُوهم؛ لأنَّ مَصْلَحتَهم تَوافَرَتْ على ذلك الشَّيْءِ الذي أخذوا به فقد أخذوا من الدين ما تَشْتَهِيه أنفسُهم؛ فقد قال تعالى:
{فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ}
.
[البقرة79]
[right]
[/right]
خامساً:
في هذه الفقرة سأتحدث عن موقفٍ غريب وقصَّة حقيقيَّة وقعتْ معي؛ فلقد كنتُ قاعدًا في المسجد أتدارس مع بعض الإخوة مِن طلبة العلم كتاباً من كُتُب العلم، وأثناء استغراقنا في ذلك، رأيتُ رجلاً دخل المسجد، وصلَّى صلاة العصر التي تبدو أنَّها فاتَتْه، وبعد أنِ انتهى من صلاته، ورآنا قعوداً نتدارس أحاديث المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم وكنتُ ألحظه بعيني أثناء التفاته إلينا وأقول في نفسي: عند هذا الرجل أمرٌ ما، خصوصاً وهو يرمقنا كثيراً ببصره, قام هذا الشخص من مكانه، واتَّجه إلينا وتحدَّث معي قائلاً: "يا شيخ لدي سؤال، وأريد الجواب الشافي الكافي عنه؛ لأنَّ هنالك موضوعاً قد حيَّرني أنا وأختي، وأريد الجواب عنه لو سمحت" ,فقلت له: استعن بالله وألق السؤال, فقال لي: "إنَّ أختي قد وضعتْ مالاً لها في بنكٍ رِبَوِيٍّ، وضعتْ فيه ما يقارب مائتي دولار في حسابها وجعلته في بند (حساب التوفير), وبعد مدَّة من الزمن اتَّصل أحد موظفي البنك بها، وقال لها: إنَّك قد ربحتِ جائزة كبرى مقدارها: 150 ألف دولار، وطلب منها المجيء لاستِلامها، والاحتفال بهذه الجائزة الكبرى، والتي حازت عليها دون أن تشارك في مسابقة, بل كان هنالك سحبٌ من البنك على أرقام الحسابات، فكان مِن حظها الفوز بهذه الجائزة, ومضى يقول لي: يا شيخ ما رأيُك في استلام هذه الجائزة؟ وأرجو أن تجيبني جواباً أنتَ متأكد منه, وفي الحقيقة أثناء حديثِه معي كنتُ أُفَكِّر في الطريقة التي سأجيبه بها؛ لأنَّ الموضوعَ واضحٌ بالنسبة لي، وخصوصاً حينما وضعتْ أختُه مالَها في حساب التوفير في البنك الربوي, بعد ذلك استعنتُ بالله في جواب الرجل، وقلت له: والله يا أخي لأجيبنك جواباً لربما يكون أثقل عليك وعلى أختك مِن حمل جبل (أُحُد) ؛فاستغرب الرجل، وقال لي: مه يا شيخ، ألهذه الدرجة، وما جوابك؟ فقلتُ له:هذا المالُ الذي فازتْ به أختُك مالٌ محرَّم وهو سُحت، لا يجوز انتفاعُها به مطلقًا، وقد وقعتْ أختُك في الحرام كذلك مذْ وضعتْ مالَها في الحساب الربوي, في الحقيقة وأنا أتحدَّث للرجل بجوابي هذا، كنتُ ألحظ تفاعُلَه الحركي والنفسي مع جوابي، حيث رأيتُ حماليق عينيه تدور (استغرابًا)، ويبدو لي أنَّه وأخته يعيشان في وضع ماديٍّ عادي، فلم تكنْ أخته تَتَوَقَّع أن تفوزَ بمبلغٍ هائل كهذا بالنسبة لها، خصوصاً أنَّ الخبرَ كان بالنسبة لها شيئاً مفاجئاً، فلا هي بالتي شاركتْ بمسابقة، ولا ما يحزنون, لكن الرجل قال لي وهو شِبهُ مصدومٍ من الجواب: يا شيخ أأنتَ مُتأكِّد من جوابك؟ قلت له: نعم، ولكنِّي أرى أن تستلمَ أختُك المال؛ لكي لا يكون راجعًا للبنك وتصرفه في مصالح البر والإحسان، ولا تعتبر ذلك صدقة منها، فإنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، وأضيف إلى ذلك أن تسحبَ أختُك مالَها من البنك الربوي إلى بنكٍ إسلامي؛ فإن لَم يَتَيَسَّر لها ذلك، فعليها أن تضعَ مالَها في الحساب الجاري لا حساب التوفير, ومع هذا كلِّه؛ فيبدو أنَّ الرجل مِن وقع الجواب الصادم له والذي بالفعل صدق حدسي حينما قلتُ: إنَّه قد يكون أثقل عليه مِن حمل جبل أحد؛ فالرجل لم يكنْ يُفَكِّر معي، فقد كان يُفكِّر في أمر آخر، حيث باغتني بقوله:لو سمحتَ هل من الممكن أن تسأل شيخاً ثانياً لربما يكون له رأي آخر؛ لكي نتأكَّد, ومضيتُ مع ذلك الرجل قُدُماً، وقلتُ له: لا حرج، سأُحيلك على شيخٍ آخر من العلماء، وهو متَخَصِّص في مجال المُعاملات المالية لعلَّه يفيدك, اتَّصَلْتُ على الشيخ وأنا جالس مع هذا الأخ، وبعض إخواني من طلبة العلم، وقلتُ له: يا فضيلة الشيخ، السؤال كذا وكذا، والرجل يجلس بجانبي، وهو يسمع جوابك، فما رأيُك في استلام أخته للمال، هل يجوز أو لا؟ فغضب الشيخ وقال:قل لهذا الرجل: هذا المال حرام حرام حرام, وأنهيتُ المكالمة بعد شكره, ورأيتُ هذا الرجل بعدما سَمِع مني ومن ذلك العالِم تلك الإجابة؛ حيثُ قام مباشرة وهو يقول لي:شكراً يا شيخ أتعبتك معي، ومضى خارجاً من المسجد، وشعرتُ أنَّه كذلك غير مُقتنع بكل ما جرى، ويبدو أنَّه كان يعيش أزمةً نفسيَّةً حادَّةً.
إنَّ ما أرمز إليه بعد سرد هذه القصَّة أنَّ كثيراً من الناس يُحاولون الذهاب لعدد من أهل العلم وطلبته؛ لكي يعثروا على جوابٍ يناسب المقاس الذي يُفصِّلونه هم، ولربما يسأل السائل ويحاول الإجابة؛ لكي يستنطق الشيخ أو المفتي بنفس الإجابة التي يُريدها، وللناس في مثل هذه الأحابيل فنونٌ لا تخفى على ذي عينين مِمَّن قام لإفتاء الناس والإجابة عن أسئلتهم ومشكلاتهم.
إنَّ مَن يَقُوم بمِثْل هذه التصرُّفات، حتَّى لو سأل عدداً مِن أهل العلم؛ فسيكون قصارى جهده استصدار حكم، واستخراج تأشيرة جواز من ذلك الشيخ، أو حتَّى لو كان تحريماً لأمر ما يَمر في نفسه ذلك لكي ينتفع به ويكون ذلك الجواب مصلحة له، وحينئذ قد ينقل عن المفتي ذلك الجواب ويقول: إنني لا أنقل عن شخص عاديٍّ؛ بل أنقل لكمْ عن العالِمِ الفُلاني، وإنني أتعبَّد الله بجوابه، وما كان والله يقصد ذلك، ولم يسأل لأجل إبراء الذمة، فيكون الدليل قائده، والبرهان رائده، بل يهمه أثناء سؤاله الرخصة في الأمر، والتساهل والتمييع بحجَّة (الدين يُسر), فيسأل عالماً أو عالمين أو ثلاثة، والمهم أن يحصل على فتوى تجيز له وتبيح ما يبتغيَّاه ويقصده من ملابسة أمرٍ، قد يكون هو أول من يعلم أنَّ فيه شبهةً، ولربما يكون مُحرَّماً لأنه سيستخدمه فيما لا يجوز، فيلجأ إلى مثل أولئك الشيوخ والعلماء؛ فيفتونه بما يرجحونه حتى يعثر على بغيته أو مراده، أو أن يركب فتوى عالم من العلماء على فتوى آخر، ويحضر لنفسه المقاس الذي يريده من فتح كوَّة الإباحة على معاملته التي يريد، وبعد ذلك يقارفها باسم الدين والتديُّن، وهو يعلم في حقيقة الأمر أنَّه ما أخذ ذلك الأمر لأجل الله؛ بل لأجل هوى نفسه ومبتغاها, يقول ابن القيم رحمه الله:
(إنَّ الحقَّ إذا لُبس بالباطل يكون فاعلُه قد أظهَرَ الباطلَ في صورةِ الحقِّ، وتكلَّم بلفظٍ له مَعنَيَان: معنى صحيح، ومعنى بَاطِل، فيتوهَّم السامعُ أنه أرادَ المعنى الصّحيح، ومُرادُه في الحقيقةِ هو المعنى الباطِل)
.
سادساً:
هنالك مِمَّن ينْتَسِبون للتديُّن يتعامَلون معه من باب المصلحة الشخصيَّة، فقد يرى أحدهم أنَّ بعض الناس فتح الله عليهم بواسع رزقه حينما صاروا من أهل العلم؛ فيهيئ نفسه لطلب العلم والازدياد من النهل من أنواع المعارف، ويكون مقصده نَيْلَ وزارة ما أو منصب رفيع، وبعد ذلك لربما نسي العلم والتعليم، وكان حظُّه منه مجرد المظهر واللباس الذي يلبسه كثير من أهل العلم، ويبقى ملاحقًا للكاميرات أينما تتوجه يتوجه معها.
يقول ابن القيِّم في مثل هؤلاء القوم:
(كلُّ مَن آثر الدُّنيا من أهل العلم واستحبَّها، فلا بد أن يقول على الله غير الحَقِّ في فتواه وحكمه، في خبره وإلزامه؛ لأنَّ أحكام الربِّ سبحانه كثيراً ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيَّما أهل الرِّئاسة، والذين يتَّبعون الشبهات؛ فإنَّهم لا تَتِمُّ لهم أغراضهم إلاَّ بمخالفة الحقِّ ودفعه كثيراً؛ فإذا كان العالِم والحاكم مُحِبَّيْن للرِّئاسة، مُتَّبِعَيْن للشَّهوات، لم يتم لهم ذلك إلاَّ بدفْع ما يُضادُّه من الحق، ولا سيَّما إذا قامت له شبهة، فتتَّفق الشبهة والشهوة، ويثور الهوى، فيخفى الصواب، وينطمس وجه الحق، وإن كان الحقُّ ظاهراً لاخفاء به، ولا شبهة فيه أقدمَ على مخالفته، وقال: لي مَخْرجٌ بالتوبة)
.
سابعاً:
قد يكون بعض الناس جاسوساً أو عميلاً لأعداء المسلمين؛ فتراه مصلياً محافظاً على جميع الصلوات ومنها صلاة الفجر، لكنَّه والعياذ بالله يتكسَّب بصلاته هذه من الأموال والنقود خدمة لأعداء المسلمين، وإرصاداً لمن أطاع الله ورسوله، ولربما ظنَّ به كثير من الناس الخير واعتبروه حمامة المسجد من كثرة تعبده في الظاهر، وقد يبكي أمامك فتظنه يبكي من خشية الله، وما هو بباك من خشية الله، وإنَّما مُهرج يجيد فنون التمثيل التي لا تنطلي على أهل الدين، ولهذا فحين سُئل شميط بن عجلان رحمه الله:
(هل يبكي المنافق؟ فقال: يبكي من رأسه، أما من قلبه فلا)
؛ لَعَمْرُ الله لقد رأيتهم بأم عيني، وقد كنت سجيناً في سجون اليهود، بمن يُطلق عليهم (العصافير) وهم جواسيس العدو الصهيوني الذين يزرعونهم في السجون، وقد سموهم عصافير كناية عمَّا ينقلونه لليهود من أخبار السجناء؛ فلقد كنتُ أرى من بعضهم عجباً : يقومون الليل مع السجناء, وقد يبكون أمامهم، وقد يقوم أحدهم خطيباً يخطب في السجناء يدعو أمامهم على يهود ويقول لهم: اصبروا، ثمَّ بعد ذلك يجلسون مع بعض السُّجناء ويحاولون استلال معلومات واعترافات لم يعترفوها أمام يهود، ثمَّ إن عثروا على شيء من ذلك أخرجهم اليهود بحجَّة نقلهم لسجن آخر، ويأخذون منهم كامل المعلومات؛ فويل لهم, وما كان أولئك الجواسيس المجرمون عياذاً بالله سوى ذئاب مجرمة، تضحك على الناس بصلواتهم، فلا يُصَلُّونها إلا لكي يقولون عنه: إنه يصلي معهم الفجر جماعة، كما قال تعالى:
{وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}
[النساء142]
، ومن أهدافهم في ذلك: أن ينفوا عن أنفسهم كل شيء قد يُشين لهم ليدفعوا عن أنفسهم التُّهَمة بالجاسوسية والنفاق، وقد يكونون خارج السجن، فيكونون عملاء يقتاتون أموالاً على كل صلاة يصلونها في المسجد، وقد يوقظهم الضابط العسكري اليهودي للمنطقة التي يشرف عليها لكي يصلوا الفجر جماعة مع المصلين، وقد حدث ذلك بعد اعترافاتِ عددٍ مِن العُمَلاء أمام المجاهدين, ثمَّ حينما يقومون ويصلون الفجر في المسجد أو لأي صلاة يترصدون فيها لأهل الدين والصلاح، ويبلغون فيها أعداء الله ورسوله بما يحصل في المسجد من أنشطةٍ وفعاليات, إنَّه بالفعل تديُّن المصلحة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع الجزء الثالث ..
[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شيرين
اعضاء فعالين
اعضاء فعالين
شيرين


رقم العضوية : 313
عدد المشاركات : 102
نقاط : 108
التقيم : 22
تاريخ الميلاد : 05/03/1976
تاريخ التسجيل : 12/08/2012
العمر : 48

مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Empty
مُساهمةموضوع: رد: مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2]   مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالإثنين أغسطس 13, 2012 6:45 pm


بارك الله فيك
وجزاك كل خير
لا حرمك الله وايانا من لذة النظر الي وجهه الكريم
يعطيك العافية


مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] 11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [3]
» مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham :: المنتديات الاسلامية قسم عام ..بوابة بلاد الشام :: المنتدى الاسلامي العام .منتديات الشام بلادي-
انتقل الى:  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تبادل اعلاني

مساحة اعلانية
مواقع صديقة
Feedage.com RSS
Feedage Grade B rated
!-- Feedage.com RSS Feed Tracking
Preview on Feedage: %D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85- Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki
Meta Tag Analyzer

Meta Tag Analyzer

عدد زوار بلاد الشام
Free counter and web stats
المواضيع الأخيرة
» تحميل برنامج البروكسي
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالأحد أكتوبر 12, 2014 7:13 am من طرف heba fathy

» سوريا المحتلة العرب
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالأحد أكتوبر 28, 2012 3:32 am من طرف يعقوب محمد

» الطفولة تتفض.. ( من اطفال العراق الى اطفال سوريا المحتلة ) .. جراحاتكم نعيشها
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2012 4:23 am من طرف يعقوب محمد

» من الذي اساءة للنبي الكريم ياقتلة الشعب السوري ؟؟؟
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالجمعة سبتمبر 21, 2012 4:36 am من طرف يعقوب محمد

» ModemMAX , برنامج ModemMax , تسريع الانترنت , برامج تسريع الاتصال , زيادة سرعة الاتصال , سرعة الاتصال , تحميل برنامج ModemMAX , برنامج ModemMAX الجديد , برنامج ModemMAX كامل مجانا , download ModemMAX
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:31 pm من طرف rakan-jordan

» S.S.N-تصريحات هامة للعقيد عبدالجبار العكيدي 25-8.mp4
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:27 pm من طرف rakan-jordan

» الرباعية تسعى لمنظور مشترك حول سوريا المحتلة
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:26 pm من طرف rakan-jordan

» استشهاد 142 شخص مقتل 40 عنصر من “جيش الاسادي” في سوريا المحتلة
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:25 pm من طرف rakan-jordan

» نورا الجيزاوي حرة: سمعت بدموع الفرح واليوم تذوقت لذتها on 2012/09/18 09:57 / لا يوجد اي تعليق منذ نعومة أظفاري و أنا بسمع “بدموع الفرح” بس لليوم لحتى تذوقت لذتهم ♥ الله لا يحرم حدا هالشعور يااااا
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:24 pm من طرف rakan-jordan

سحابة الكلمات الدلالية
الطبع الرحيل الجزء الاول حقوق مالك يحدث غليص والنشر الريف يترتب اللبناني انتهاك عليه إساءة بدون وخيمة