موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
عزيزي آلزآئر
دعوة للانضمام قروب أهل الشام
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
عزيزي آلزآئر
دعوة للانضمام قروب أهل الشام
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةمجلة الشام آخباأحدث الصورالتسجيلدخولrss
قيّم موقع الشام من هنا

مساحة اعلانية br /> مساحة اعلانية
مساحة اعلانية
مساحة اعلانية

 

 مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1]

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الاشواق
مشرفات
مشرفات
الاشواق


رقم العضوية : 25
انثى
عدد المشاركات : 169
نقاط : 374
التقيم : 3
تاريخ الميلاد : 07/09/1992
تاريخ التسجيل : 17/03/2012
العمر : 31
الأقامة : السعودية
العمل/الترفيه : جالسة بالمنزل
المزاج : عادي

مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Empty
مُساهمةموضوع: مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1]   مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالجمعة أبريل 13, 2012 10:39 am


مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1]









(قراءة شرعيَّة في واقع كثير من المجتمعات مع قضيَّة التدين)


بقلم / أ. خباب الحمد .

الحمدُ لله وحده، وسَمِعَ الله لمن حمده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعدُ:
فأثناء مسيرة الإنسان في هذه الحياة لا ينفكُّ- طوعًا أو كرهًا - عن مطالعة طبائع الناس، وطرائق الشعوب، وتعاملات الأمم بعضها مع بعض، غير أنَّ الهم الذي يحتوي مجامع قلب كلِّ مؤمن، حينما يُشاهد ترهل حالة التديُّن داخل المجتمعات العربية والإسلامية، وكذلك في أقاليم إقامة الجاليات الإسلاميَّة في الدول غير الإسلامية.
لقد صار كثيرٌ من الناس يتعاملون مع الدين لأجل مصالحهم الخاصة، وذلك لأنَّ التديُّن عندهم عادة لا عبادة، وعرفاً وتقاليد لا عقيدة وشريعة، وتديُّن مصلحة فحسب، لا قياماً بواجب التدين ومصلحة القيام به.
لا جرم أنَّ ما يدعو إليه كثيرٌ من الناس الآن في طبيعة تعامُلهم مع التديُّن يُخالفُ تمامًا ما كان يدعو إليه وينصاع له جيلُ الرعيل الأول من صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذين تشرفوا بالقرآن المُنزَّل في وقتهم، فلم يكنْ هذا الدينُ عندهم إلاَّ على حالته التي عُرِف بها:
(الدين المنَزَّل)
،بعيداً عن أن يكونَ مِن قبيل المبدَّل أو المؤوَّل، ولهذا نرقب حالة سماع الصحابة للوحي، فلا تنطق ألسنتهم إلا بقوله تعالى:
{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}
.
[البقرة 285]
إنَّ مَنْ فَهِم حقيقة الإسلام يعلم أنَّ هذا الدين تكمُن رَوْعتُه في حيويته، وطلاوته في فهم معاني آياته، وسعادة أمَّة الإسلام بالتزام ما أنزله الله تعالى على رسوله محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذ لو أنَّ كل شخص أخَذ مِن الدين ما يشتهيه قلبُه، وتهواه نفسه؛ لما شعر بطعم التديُّن الحقيقي الذي يشعر به كلُّ مَنْ تمسَّك بأهداب الدين، حيث يشعر بطعم الإيمان وحلاوته التي لا يعرفها إلا من ذاقها بروحه ونفسه.
تقريرٌ وتنويرٌ:

لقد قرَّر عُلماء الإسلام أنَّ كلَّ خيْرٍ للعباد يكْمُن بطاعة الله - عزَّ وجل - وكل شر فإنَّه يجتمع حول معصيته سبحانه وتعالى.
إنَّ شرائع الإسلام لم تُشرَع إلا لإسعاد البشريَّة؛ ليستشعروا أثناء تطبيقهم لها سرورَ أنفسهم وحُبُورها، ومُتْعَة حياتهم وهناءها، وأنَّ مَنْ أَعْرَض عن ذِكْر الرحمن؛ فالشيطانُ قرينُه.
قال تعالى:
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ*وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}
[الزخرف36-37]
,ومن خالف شِرعة الإسلام فسيكون في حياة صعبةٍ، ونفسيَّةٍ تعيسةٍ مُلازمة له.
فقد قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}.
[طه 124-126]
؛إذا عُلِم هذا، فالمؤمن لا يعيش في هذه الحياة إلا ببسمة الإيمان، وتذوقه لحلاوة عبادة الإحسان، وتزكية قلبه بمطالَعة القرآن، ومشاهدة بديع الأكوان، ويرى أنَّ قيامَه بهذه العبادة سبيل سعادته، وأنَّ إعراضَه عنها سبب ضلاله وشقائه، وأنَّ كلَّ خيْرٍ فيما شَرَعَهُ الله تعالى، وكل شر فيما حذَّر منه رسوله - صلى الله عليه وسلم - فالمصلحة كل المصلحة للنفس البشرية كامِنَةٌ في شريعة الإسلام.
شريعة الإسلام يقوم أساسها على المصلحة:

إنَّ هذه الشريعة اعتَبَرَتِ المصلحة بجوهرها المقاصدي، ولم تُهمل مصالح العباد في الدارين، فليست المصلحة الحقيقيَّة للنفس البشرية خارجة عن مدارك المنظور الإسلامي، فلقد جاءت الشريعة بكُلِّ مصلحة لنا، وأبْعدَتْنا عن كلِّ مفسدة قد تضرنا، حتَّى لو كان في المفسدةِ جَلْب مصلحة؛ لأنَّ دَرْءَ المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح.
يقول الإمام الغزالي:
(أما المصلحة فهي عبارةٌ في الأصل عن جلْبِ منفعةٍ أو دفع مضرَّة؛ ولسنا نعني بها ذلك؛ فإنَّ جلب المنفعة أو دفع المضرة مقاصدُ الخَلْق؛ وصلاحُ الخَلْق في تحصيل مقاصدهم، لكنَّا نعني بالمصلحة: المحافظةَ على مقصود الشرع) .
ويقول شيخ الإسلام ابنُ تيميَّة:
(والقولُ الجامع: أنَّ الشريعةَ لا تُهمل مصلحةً قط، بل اللهُ تعالى قد أكْمَل لنا الدِّينَ وأَتَمَّ النِّعْمَة) .
ويقول الإمامُ ابنُ القَيِّم:
(إنَّ الشريعةَ مبناها وأساسُها على الحِكَم ومصالِح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدلٌ كلها، ورحمةٌ كلها، ومصالِحُ كلُّها، وحكمةٌ كلها، فكلُّ مسألة خرجتْ عن العدل إلى الجَوْر، وعن الرحمة إلى ضِدِّها، وعن المصلحةِ إلى المفْسَدَةِ، وعن الحِكْمة إلى العَبَث، فلَيْسَتْ من الشريعة، وإن أُدْخِلَتْ فيها بالتأويل) .
وقال الإمام الشاطبيُّ:
(المعلومُ من الشريعة أنَّهَا شُرِعَتْ لمصالح العباد ؛فالتكليفُ كلُّه، إمَّا لدَرْءِ مفْسدةٍ، وإما لجلْبِ مصلحة، أو لَهُما معًا) .
هذا نَزْرٌ يسير مِمَّا سطَّره عددٌ من مشاهير علماء الإسلام؛ كالغزالي، وابن تيميَّة، وابن القيم، والشاطبي، حيال هذه القضيَّة التي أوضحتْ كمال هذا الدين، وأنَّه دين أتى للبشرية بكُلِّ ما يسعدها من مصالحهم التي قد ارتضاها لهم اللهُ - تبارك وتعالى - فكلُّ ما جاء في شِرعته فهو خيْرٌ ومصلحة للعباد في الدارَيْن.
إذا عَلِمَ العبدُ أنَّ الشريعة لن تُقَدِّم له إلا كُلَّ نافع ومصلحة، ولن تُبعد عنه إلا كلَّ ضارٍّ له ومفسدة، وأنَّ لهذه الشريعةِ الإسلامية مقاصدَ ساميةً، وأسراراً بديعة فإنَّه سيُدرك عظمتَها وروعتها، لكن للخطر المنْهَجيَّ في طريقة التصوُّر والاستدلال ظَنَّ بعضُ الأشخاص أنَّ مصلحتَهم تكْمُن في اختياراتهم النفسيَّة ورغباتهم الشخصيَّة، ولرُبَّما رأى أحدهم الخير في ارتكاب ما يظنُّه مصلحةً؛ مسوغًا ذلك بأنَّه: قضيَّة خيريَّة، وضرورة شرعيَّة، لكنَّها في حقيقةِ أمْرِها لا تنْفَصِل عن أن تكونَ مفسدةً كبرى في حقه، ولربما يُخالف نصوص الشرع بحجَّة المصلحة؛ فيقع في المفسدة الكبرى، وهي: مُخالَفة شريعة رب العالمين، مع أنَّه سبحانه وتعالى يعلم سِرَّ المصلحة فهو القائل:
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
[الملك14]
، ويقول عزَّ مِن قائل:
{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}
[الأعراف54]
، وذلك لأنَّ
(المصالح التي تقوم بها أحوال العبد لا يعرفها حق معرفتها إلا خالِقُها وواضعها، وليس للعبد بها علمٌ إلا مِن بعض الوجوه، والذي يخفى عليه منها أكثرُ مِن الذي يبدو له؛ فقد يكون ساعيًا في مصلحة نفسه مِن وجهٍ لا يُوَصِّله إليها، أو يوصِّله إليها عاجلاً لا آجلاً، أو يوصله إليها ناقصةً لا كاملة، أو يكون فيها مفسدةٌ تربو في الموازنة على المصلحة؛ فلا يقوم خَيْرُها بشرها)
؛ كما يقول الإمام الشاطبي.
نماذج من طرائق الناس في تديُّن المصلحة:

لن أجعل ما هو مكتوب في هذه الورقة مجرد خيال أسبح به في الفضاء، دونما نظر في الواقع المعيش، فإنَّ المُشكل حقًّا أنَّ كثيراً من الناس حينما يتعامَلون مع نُصوص الشريعة فإنَّهم يتعامَلون فيها بحسب أهوائِهم ومَصالِحهم الشخْصِيَّة، ولْنَضْرِب على ذلك أمثلة، فلعله يتضح المقال بذكرها:
أولاً:

هنالك مَن يتعامل مع قضية الميراث بمبدأ:
(حيثما كانت مصلحتي فثمَّ ديني)
، فتراه يَحْرِم بعض قريباته من الميراث؛ بحجَّة أنَّ المرأة هنالك مَن يعولها ويُنفق عليها، وأنها لا تعمل، وأنَّها أقل قدراً من الرجال إلى غير ذلك من الأقوال التي تُلقى على عواهنها.
قِبَالَة ذلك لو أنَّ زوجته حُرِمت الميراث أو أنَّ زوج ابنته مات، وحَرَمها أهلُه من الميراث لانْقَلَب الحال رأسًا على عقب، وبدأ يُنادي بتحكيم شريعة الإسلام، وهو نفسه قد حارب إعطاء المرأة ميراثها، ولم يُعطِ لأخواته حقهن من الميراث، مع أنَّه كان يُذكَّر بالآيات القرآنيَّة، ومع هذا يكون حاله كما قال تعالى:
{وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا}
[لقمان7]
،ويتحجَّجُ بأنَّ عاداتهم وتقاليدهم ورسومهم وأعرافهم لا تُعطي المرأة ميراثها, وبهذا نستذكر قولَ الحق تبارك وتعالى:
{وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ*وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ*أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ*إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
.
[النور48-51]
[right]
[/right]

ثانياً:

كثيرٌ من طلبة المدارس والجامعات لا يُصَلُّون الصلوات الخمس في المسجد، وبعضُهم قد لا يُصَلِّيها أصلًاً، فإذا جاءت الاختباراتُ النهائيَّة أقبلوا إلى المساجد يُصَلُّون فيها ركَّعاً سجداً، وعلى رأسها صلاة الفجر، وحالما تنتهي الاختباراتُ يُودِّعُون هذه المساجد إلى غيْرِ رجْعةٍ, أو لربما يعيدون الكرَّة فيها إن كانتْ هنالك اختباراتٌ قادمة في الجامعة، وقليل منهم من يرتبط بالمسجد بعدما يذوق حلاوة الطاعة فيه.
والطالبُ يعلم أنَّه قد قدم لهذا المسجد لكي يدعو ربه جل جلاله وَيَتَقَرَّب إليه بالعبادة، لكنَّه حينما ينال الشهادة، يرجع كأنَّ شيئاً لَم يكن، وقد كان يعلم أنَّه ما أتى المسجد إِلاَّ لسؤال ربِّه مصلحتَه؛ لكي ينجح في اختباراته.
وقت كتابتي لهذه الورقة تذكرت شخصاً كنتُ أعرفه بملازَمَتِه للصلاة في المسجد عدَّة سنوات، حتَّى إنه كان يحضر للمسجد قبل الأذان، وكُنت أعلم أنَّه (عاطل عن العمل)، وحينما كان يسألُه بعضُ المُصَلِّين كان يَشْكُو لهم حالتَه؛ فيقوم أحدُهم بإعطائه ما تَيَسَّر معه من المال، وحينما منَّ الله عليه بالعمل كمُراقبٍ على عمَّال يقومون ببناء عمارة قرب المسجد؛ هَجَر الصلاة في المسجد ولم يَعُدْ يأتيه إلاَّ نادراً، مع أنَّه بإمكانه الذهاب إليه, ولربما نصحته فيبدأ يتعلَّل ويتعذَّر بأعذار واهيةٍ، فقلتُ في نفسي: ما أسوأ مَن يتعلَّق بربِّه عندما يُريد مصلحة منه، وينساه حينما تتحقَّق تلك المصلحة, ما أشْبَهَ هذا بقوله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }.
[الحج: 11]
ثالثاُ:

نعوذ بالله أنْ نكونَ مِمَّن قال تعالى فيهم:
{وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ}
[لقمان: 32]
,
كثيرٌ من الناس لا يلْجَؤون إلى الله بالدعاء إلاَّ في وقت الشدَّة، وينسون دعاءه وقت الرخاء، ولربما حينما كانوا يُذكرون بالدعاء وقت الرخاء لا يأبهون بمَن كان يَتَحَدَّث إليهم في ذلك، ومع هذا فإنَّهم يُلحُّون على الله بالدعاء ويُنادونه : (يارب، يارب) لكنَّ مطعمهم حرام، ومشربهم حرام، وغُذُوا بالحرام، وحين يرون أنَّ الله لا يستجيب دعواتهم، يسألون مستنكرين: ندعو الله، فلا يستجيب لنا، فلماذا؟!
ولعلَّهم يظنون أنَّ الله تعالى كان غافلاً عمَّا يعملون ويفعلون في حقِّه، حينما كانوا يأكلون أموال الناس بالباطل، ويعيثون في الأرض فساداً، ويشربون الحرام، وقد يكونون على متْنِ الطائرة التي تحلق بهم في الأجواء وهم في لَهْوِهم وعبثهم يرتعون.
هؤلاء يُذكِّرونني بقولِ الإمام أيوب السَّخْتِياني:
(يُخادعون الله، كأنما يخادعون الصبيان، ولو أتوا الأمر على وجهه لكان أهون عليَّ)
.
إنَّ مَن يتعامل مع الله تعالى على مبدأ:
(سأفعل لك حتَّى تفعل لي)
ولو لَم ينطقْ بها لسانُه فَفِعلُهُ أشد وأنكى ؛فإنَّه لَم يُقَدِّر الله تعالى حقَّ قَدْره، ولَم يعلم أنَّ الله تعالى غَنِيٌّ عنه وعن عبادته، بل نحن الفقراء إليه سبحانه المُحْتَاجُون إليه في السِّرِّ والعلانية، والسَّرَّاء والضَّرَّاء.
وبتأمُّل شخصيٍّ في حال هؤلاء:
فإنَّهم في الغالب يتعامَلون مع الناس بِمِثْلِ هذه الطريقة، فَيَتَقَرَّبُون إليهم ويَتَوَدَّدُون لأجل مَصَالِحهم الشخصية، فما أن تَنْتَهي مصلحتُهم حتَّى يقلبوا لهم ظَهْر المِجَنِّ، أولا يعرفونهم، ويظن هؤلاءِ الأغبياءُ أنَّهم وإن استطاعوا فعل ذلك مع الناس، فكأنَّهم يستطيعون فعل ذلك مع رب الناس، وهو المُطَّلِعُ على خفاياهم,
ونَسَوْا أنَّ الله تعالى يعلم ما تُضْمِرُه القلوب وما تُخْفِيه الأنفس، والإنسان كذلك يعلم عن نفسه مُرادها، ويدرك سبب فعله لمرضاة ربه وإحجامه عن طاعة ربه، حتَّى لو أقسم الأَيْمان المغَلَّظَة، فهو يُدرِك حقيقةَ الأمر؛ كما قال تعالى:
{بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ*وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }
.
[القيامة 14-15]
والنَّصُّ الشرعي يوضِّح لنا هذه الخاصيَّة المهمة في علاقة العبد بربه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
(إنَّ الله لا ينْظُر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)
. أخرجه مسلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع الجزء الثاني ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شيرين
اعضاء فعالين
اعضاء فعالين
شيرين


رقم العضوية : 313
عدد المشاركات : 102
نقاط : 108
التقيم : 22
تاريخ الميلاد : 05/03/1976
تاريخ التسجيل : 12/08/2012
العمر : 48

مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Empty
مُساهمةموضوع: رد: مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1]   مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالإثنين أغسطس 13, 2012 6:50 pm

بارك الله فيك
وجزاك كل خير
لا حرمك الله وايانا من لذة النظر الي وجهه الكريم
يعطيك العافية


مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] 11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [3]
» مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة؟! [2]

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع بوابة بلاد الشام ،belad-alsham :: المنتديات الاسلامية قسم عام ..بوابة بلاد الشام :: المنتدى الاسلامي العام .منتديات الشام بلادي-
انتقل الى:  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تبادل اعلاني

مساحة اعلانية
مواقع صديقة
Feedage.com RSS
Feedage Grade B rated
!-- Feedage.com RSS Feed Tracking
Preview on Feedage: %D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85- Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki
Meta Tag Analyzer

Meta Tag Analyzer

عدد زوار بلاد الشام
Free counter and web stats
المواضيع الأخيرة
» تحميل برنامج البروكسي
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالأحد أكتوبر 12, 2014 7:13 am من طرف heba fathy

» سوريا المحتلة العرب
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالأحد أكتوبر 28, 2012 3:32 am من طرف يعقوب محمد

» الطفولة تتفض.. ( من اطفال العراق الى اطفال سوريا المحتلة ) .. جراحاتكم نعيشها
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالأربعاء أكتوبر 10, 2012 4:23 am من طرف يعقوب محمد

» من الذي اساءة للنبي الكريم ياقتلة الشعب السوري ؟؟؟
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالجمعة سبتمبر 21, 2012 4:36 am من طرف يعقوب محمد

» ModemMAX , برنامج ModemMax , تسريع الانترنت , برامج تسريع الاتصال , زيادة سرعة الاتصال , سرعة الاتصال , تحميل برنامج ModemMAX , برنامج ModemMAX الجديد , برنامج ModemMAX كامل مجانا , download ModemMAX
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:31 pm من طرف rakan-jordan

» S.S.N-تصريحات هامة للعقيد عبدالجبار العكيدي 25-8.mp4
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:27 pm من طرف rakan-jordan

» الرباعية تسعى لمنظور مشترك حول سوريا المحتلة
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:26 pm من طرف rakan-jordan

» استشهاد 142 شخص مقتل 40 عنصر من “جيش الاسادي” في سوريا المحتلة
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:25 pm من طرف rakan-jordan

» نورا الجيزاوي حرة: سمعت بدموع الفرح واليوم تذوقت لذتها on 2012/09/18 09:57 / لا يوجد اي تعليق منذ نعومة أظفاري و أنا بسمع “بدموع الفرح” بس لليوم لحتى تذوقت لذتهم ♥ الله لا يحرم حدا هالشعور يااااا
مصلحة التديُّن أم تدين المصلحة [1] Emptyالثلاثاء سبتمبر 18, 2012 3:24 pm من طرف rakan-jordan

سحابة الكلمات الدلالية
بدون الجزء الاول عليه الطبع يترتب الريف يحدث حقوق غليص إساءة والنشر اللبناني انتهاك مالك وخيمة الرحيل