انت قرقر قرقر. شوف نفر. مرتدى منصور يسوي ترتيب. قالها لي صحفي هندي يعمل في الامارات بلغة عربية مهجنة مازحا، محذرا من لجوئه لمرتضى منصور إذا لم أتوقف عن الرغي!
ليس مستغربا أن يصير مرتضى منصور بكرباجه الشهير الذي يوجهه ضد خصومه، ظاهرة أممية، يعرفها القاصي والداني، فقد دخل السجن وخرج دون أن ينهد أو يستكين. ما زال يهدد بفتح الملفات وتجريس المستور ويتناول أي شخص يريده دون خوف أو قلق من لجوء من يستهدفهم إلى القضاء، كأن على رؤوسهم عورات يخشون عليها من الفضيحة!
صحيح أن مرتضى منصور لم يفتح حتى الآن ملف أي خصم له ولم يقدم مستندات على ما يقوله لسانه وهو كرباجه القوي المخيف، لكن المدهش أيضا والمثير لكل علامات التعجب أن كل من استهدفهم لم يجرؤ على مقاضاته، كما يقاضي هو من يتعرض له ولو ببنت شفة!
لقد استمعت إلى الحلقتين الأخيرتين من برنامج الكابتن أحمد شوبير على قناة الحياة والتي أفرد فيهما مشاهد حية لكرابيج مرتضى منصور، وأحدها استهدفه شخصيا، طالبا منه أن يسكت وإلا فانه سيفتح له ملفاته من السرقة والحريم والشذوذ.. ثلاثة اتهامات خطيرة، لم يفعل أمامها شوبير شيئا، سوى أن يقول له من فضلك.. تعال بمستنداتك وقل ما عندك.. وسأخصص لك حلقة من البرنامج لتعرضها على الناس، وأبلغ النائب العام أو المحامي العام. بل سأقوم أنا بابلاغهم لو أتيت بمستنداتك ضدي، وسأطلب بنِفَسٌ ي رفع الحصانة البرلمانية عني حتى يمكنني المثول أمام أجهزة التحقيق!
بالطبع كلام شوبير دليل ثقة البرئ بنِفَسٌ ه.. لكن هل هذا هو كل ما يجب أن يفعله برئ، يُمرمَغ بعرضه وشرفه سوءات الدنيا ورذائلها وأبغض ما فيها؟!
لمجرد أن استمع مرتضى منصور لبعض المداخلات ضده في الحلقة الأولى، أعلن أنه سيقوم بمقاضاة شوبير وقناة الحياة بتهمة السب والقذف والاستهانة بأحكام القضاء. لم يكتف بتعليقه على البرنامج في تصريحات صحفية مصورة وهي تلك التي أوردها شوبير في الحلقة الأخيرة مقرونة بتهديد منصور بأنه سيخرج المتخبي إذا لم يتوقف، ومشيدا بالدكتور سيد بدوي رئيس مجلس ادارة القناة ونزاهته وسجله النظيف!
لكن الكابتن أحمد شوبير اكتفى بمناشدته أن يفضحه بالمستندات وأن يحوله إلى التحقيق. نعم البينة على من أدعى، إلا أن حقه الطبيعي نحو شخصيته التي يغتالها كرباج مرتضى منصور، اللجوء إلى القضاء ليدرأ عنها تلك الشبهات ويحمي شرفها.
لقد ذهلت وأنا استمع إلى المقاطع المصورة التي جاءت في البرنامج والتي تحوي اتهامات مباشرة تحط من شأن الدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة، وهو الرجل الثاني في هرم الدولة، والمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة والذي بلغ حدا لم يسبقه إليه أحد في اهانة مسئول بالدولة بدرجة وزير، عندما أهان ماضيه وجدارته بمنصبه بقوله إنه كان يعمل مساعد كهربائي في الامارات!
ولا ينتهي عند هذا الحد، بل يتحدث عن علاقات بزنس مريبة بلسان صريح لا ألغاز فيه ولا ستائر تحمي ألفاظه، عن شقة منحها نظيف لصقر وشقة منحها الأخير لرئيس حكومته، وعلاقات عمرو نجل صقر وأيمن نجل ممدوح عباس، والثالث الذي نسي اسمه ويقصد به تقريبا نجل أحمد نظيف!
والله لو نال أحد من دابة لي في قريتي بصعيد مصر، للجأت إلى القضاء.. فكيف يسكت كل هؤلاء عن اتهامات علنية تمس الشرف والنزاهة والكبرياء والعرض وتغتال كرامتهم جهرا وعلنا، لا سيما أن بينهم رئيس حكومة ووزيرا للرياضة؟!
عندما تحدث أحد أنصاره الرئيسيين في برنامج شوبير، قال بكل ثقة إن هؤلاء الذين يهددهم بفضح ملفاتهم لا يستطيعون الرد. بالطبع يقصد أنهم لن يلجأوا إلى مقاضاته.. فما السر الذي يجعل رئيس الحكومة ووزير الرياضة والسيد ممدوح عباس يسكتون عن اللسع الشديد المؤثر من كرباج مرتضى منصور، فيتمادى ويتمادى، فإذا تناوله أحد فانه يسارع برفع دعوى قضائية ضده!
لماذا نِفَسٌ وكرامة وكبرياء مرتضى منصور عزيزة عليه أبية على خصومه.. أما الآخرون فانهم يستسهلون اتهامهم ورميهم بكل ما يحط من شأنهم؟!
يقول في لقطة أخرى من البرنامج إن ممدوح عباس يقوم برشوة الاعلاميين ومعروف أن الاعلاميين مرتشون!.. حتى هذه الوصمة اللسانية مرت مرور الكرام. لم يرد أحد ولم تثر أحدا كما أثار مثلا اتهام من أحمد شوبير بأن الصحفيين كانوا يتقاضون مرتبات من المجلس القومي للرياضة أثناء تنظيم الدورة العربية، فقامت قومة الصحفيين ونقابتهم وكادوا يقاضون شوبير في أزمة شهيرة لم تنته إلا بالاعتذار!
هل كان مرتضى منصور ذكيا عندما اختار لفظ اعلاميين قاصدا به العاملين في القنوات الفضائية، فهؤلاء لحومهم لذيذة ومشاعة، لا نقابة تحميهم، ولا تعريفا صحيحا يميزهم، فالاعلامي قد يكون موظفا في العلاقات العامة أو مسئول الاعلام في شركة عقارات أو نظافة، بينما يحمل الصحفي ميزة كارنيه نقابة الصحفيين التي لا تزال قوية ومؤثرة وقادرة على رد من يهين أعضائها، وقد فعلت ذلك مرة عندما طلبت من جميع الصحف عدم نشر أخبار مرتضى منصور وأنشطته وتصريحاته، فحوصر في دائرة الصمت والتجاهل فترة طويلة؟!
علامات الاستفهام كثيرة وعويصة.. فحتى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الدكتور زكريا عزمي، وهو نائب قوي وشجاع في مجلس الشعب، لاذ بالصمت أمام اتهامات مرتضى منصور ذات يوم بأنه يقوم بتدمير نادي الزمالك!
لماذا كرباح مرتضى قوي ولاسع ومعذب إلى هذا الحد، ومع ذلك فضحاياه يكتفون بالدموع الصامتة والتضرع إلى الله بأن يستمر في عجزه عن تقديم الملفات التي يزعم أنها تحت يديه؟!