كتب أبو باسل في تعليقه أمس وهو يقسم بأغلظ الأيمان.. "جاءت سيدة لابن عمها الأستاذ المرموق فى الاقتصاد والعلوم السياسية طالبة منه أن يتوسط لدخول ابنها كلية الشرطة لان الولد مجموعه تعبان ووحيد أمه وأبوه ومش هاينفع وقالت لابن عمها البروفيسير لن اترك بيتك الا اذا ادخلته الشرطة، فذهب الدكتور الجامعى الى الكلية و احضر ابنة وزير الداخلية التى تعد الماجستير تحت يده وقال لها الولد يدخل الشرطه تاخدى الماجستير، فذهبت الى أبيها الوزير فوضع ختمه على ملف الولد الذى لم يذهب للكشف على الاطلاق بل على كلية الشرطة عدل"!!
دخول كلية الشرطة بالواسطة شئ مألوف نعرفه من زمان. لكن الأنكى هو قيام مسؤولين كبار حاليين وسابقين – أحدهم وزير سابق كبير قوي ينتمي قلبا وروحا وقالبا للحزب الوطني – بتخصيص مكاتب لاستقبال طلبات الراغبين سنويا في دخول الكلية مقابل مبالغ باهظة جدا.
هذا يجوز في ظل الفساد. كله يكسب من كله!.. والنتيجة هي ما نراه من تعشش الفساد لدى من يجب أن يطاردوه بكلابيشهم!
لكن ما لا يجوز أن يتوسط وزير الداخلية بنِفَسٌ ه، وأن يختم على الطلب الذي قدمته ابنته مقابل أن يمنحها أستاذ العلوم السياسية درجة الماجستير!
لا نملك دليلا على ما ذكره أبو باسل. كيف وصله كلام المفروض أنه لا يخرج من ثلاثة، الأستاذ وتلميذته ووالدها الوزير السيادي؟!
كان يمكن ترك تعليق كهذا يمر، لكني بصراحة توجست أمام قسمه العظيم، وكتبته هنا لعله يصل إلى الوزير الذي لن يرضيه أبدا أن يكون رب البيت بالدف ضاربا، ولا أقصده وحده بذلك بل كل مسئول في موقعه.
إنني هنا أرجوه أن يعيد للشرطة قوتها وعدلها بالعدالة في الحاق الناس بها، أما أن يدخلها من يملك مئات الآلاف فهذا فساد وإفساد يجب أن نوقفهما سريعا وأن نضرب بيد من حديد على من يتسلقونه لضخ الملايين سنويا إلى خزائنهم.
الطالب المؤهل المستحق يتخرج ضابطا مؤهلا عادلا قويا في الحق لا يخشى في الله لومة لائم. أذكر ضابطا من هؤلاء أوقف "باص" سياحيا في الغردقة عندما كان اللواء حسن الألفي وزيرا للداخلية، ففوجئ بأن السائق لا يحوز رخصة قيادة، فأصر على حجزه رغم تدخلات حاولت افهامه بأنه يعمل لقرية يملكها علاء مبارك.
قوة وعدل الضابط قوبلا بتدخل مباشر من الألفي، فقد قام بارهابه ونقله لوحدات الأمن المركزي في منطقة نائية جزاء وعقابا. وزير متساهل لا يفهم شغله وأهمية وزارته السيادية يسقط بسهولة غير مأسوف عليه، وهذا ما حصل له بعد شهور قليلة، إذ طرده الرئيس مبارك شر طردة من طريقه في مدينة الأقصر عندما حدثت مذبحة الدير البحري في التسعينيات، ورفض أن يعود على نِفَسٌ الطائرة معه إلى القاهرة!
لا يستطيع أحد حتى الآن التشكيك في أحمد رشدي. عدله وقوته اللذان استمدهما من إيمانه بأنه على الحق، ومثله ممدوح سالم الذي أصبح رئيسا للوزراء في عهد السادات.
الآن لا نستغرب أن بعض ضباط الشرطة يأخذ اللحم مجانا من محلات الجزارة مستخدما نفوذه. أصحاب الرتب المتوسطة وصاعدا يحولون "العساكر" إلى خدم لزوجاتهم وأبنائهم. ينامون في سيارات الشرطة ليلا أسفل العمارة التي يسكنها الضابط رهن إشارة منه أو من المدام أو من أطفالهما.
بعضهم يجلس بعيدا أثناء الكمائن ولا أدري إذا كان يعلم أن الأمين أو الشاويش أو العسكري يفاوض سائقي السيارات المخالفة على المعلوم!
وبمناسبة الواسطة.. ماذا عن الشرطة النسائية التي نكلت ببنات 6 ابريل يوم المظاهرات الماضية وشدتهن من شعورهن؟!.. ما هي مواصفات قبولهن، وهل يدخلن بالواسطة أيضا أو بالفلوس، وما المهمات التي يمكن أن يقمن بها مع المعتقلات؟!
يبدو أنه لا واسطة في اختيارهن حتى الآن، فوكالات الأنباء ذكرت حينها أن الواحدة منهن كالوحش.. جسم وقوة وطول وعرض ما شاء الله. لو خبطت بكفة يدها واحدا ضعيفا مثلي فقل عليه يا رحمن يا رحيم!
طبعا من الصعب أن تكون الواحدة منهن متزوجة.. من هو الرجل الذي يسلم روحه لفك مفترس؟!