هناك ما ينتظر محافظ الاسماعيلية أو أي محافظ ووزير ومسئول في مصر، أكثر من تبديد وقته ووقت الناس في مهرجانات ومبادرات هزلية من نوعية "يوم في حب مصر".
بمجرد أن أعلنه السيد علاء مبارك، سارعت أجهزة الحكومة في مدن المحافظة لتبني "يوم في الهجايص" بلافتات زينت الشوارع والحواري وسيارات انطلقت في الشوارع، وحشد إعلامي من الذين يخربون مصالحنا العربية كما حدث مع الجزائر.
ما أنفقه المحافظ على المبادرة الهزلية يستحقه فقراء ومرضى ومستشفيات ومدارس. لا أفهم الموجة السائدة هذه الأيام بأن أحداث مباراتنا مع الجزائر وحدتنا وجمعتنا.
أي وحدة.. هل أصبحت الكرة عنوان مصر، والتلاحم بين جماهير الأندية هو غاية اتحادها وتحديثها؟!
الحق أن الهجص والهلس أصبحا ظاهرة على الساحة وبوقاحة لم نر مثيلا لها من قبل. زاد المنافقون فلم يقتصروا على الإعلاميين الفضائيين الجدد، بل انضم إليهم محافظون ومرتجفون غاية أمانيهم الحصول على رضا علاء مبارك!
إني مندهش مثلا مما قاله الزميل عاطف حزين في قناة "الحياة" بأن علاء محبوب من الشعب المصري كله؟.. هل أجرى استقصاء أو استفتاء أو دراسة بحثية جعلته يتكلم باسم الجميع بجرأة ويقين يحسد عليهما، أم أنه رأى ذلك فيما يرى النائم؟!
يبدو أننا أمام تيارين، أحدهما يمثل لجنة السياسات ورجلها الأول جمال، والثاني البرامج والفضائيات الرياضية ورجلها علاء، وأن مصر انقسمت إلى دولتين، أو إلى منافسين شقيقين كل منهما يطمع في كرسي والده بوسائله الخاصة!
نحن إذن أمام تطور في عملية التوريث المرتقبة. فمثل تلك المبادرة التي تابعناها طوال الأيام الماضية في الفضائيات والصحف الحكومية تحضيرا لمباراة كرة في الدوري العام، تحول الأنظار من جمال إلى شقيقه الذي بدأ يعلن عن نِفَسٌ ه ثاني يوم من مبارة أم درمان، وكان إعلانا صاخبا شعوبيا إنسحابيا من دور مصر وموقعها الاستراتيجي والمعنوي منذ دخلها الإسلام.
اختار علاء مبارك طريقا غير حزبي لنِفَسٌ ه، رأى أن يكون من سكان الحي الشعبي رغم ثروته العريضة، فشد الكرويين حوله، بداية من حسن شحاتة ومنتخبه، وصولا إلى الأندية ذات الجماهيرية، ثم سخر المحافظين والوزراء والأمن لما يريد.
دعونا نحلل كيف دخل الملعب أمس متوسطا محافظ الاسماعيلية وكبار قادة الرياضة، وأسلوب رفع يديه للمشجعين، ثم اقتصار الكاميرا عليه وحده فيما بعد وهو بين حراسه يدفعون من يحاول الاقتراب منه.. كرة ايه بأه ونيلة إيه وحب إيه؟!
لا أرى أي براءة في ما يحدث. علاء لم يخرج اعتباطا من كمونه ليطل علينا بهذه الأضواء المبهرة بزعم التضامن مع غضب الشعب، فقد شعرت عندما بكى خالد الغندور الذي قدمه في أول إطلالة جماهيرية، أننا أما حكاية كبيرة مغسولة!
أظن أن مخططا مرسوما يدفع علاء مبارك.. لا أعرف حتى الآن هل هو لصالحه، أم لتسهيل نقل السلطة إلى شقيقه الأصغر؟!
بقي أن أقول إنني وجدت في نِفَسٌ ي في حيرة، فقد كنت أكتب قبل الآن، مبارك الأب ومبارك الابن فيفهم فورا أن "جمال" هو المقصود بالثاني.. الآن ما هو المصطلح الذي يمكن أن أكتبه، فلا يحتار أحد هل هو أم شقيقه؟!