انتهت" الدورة البرلمانية وبدأت عملية التقييم السنوى لمولد سيدى الموقر، واكتشفنا أن عدد الموقرين الذين لم ينطقوا ارتفع هذا العام، وهو أمر يحسب للحزب الوطنى الذى تعلم نوابه أو " نوامه" الحكمة القائلة إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ثم إن نواب الوطنى يعتبرون أدوات المحاسبة والرقابة البرلمانية مثل الاستجواب أو طلب الإحاطة، هى سلوكيات لا تليق بالنائب المؤدب المنتمى إلى حزب الأغلبية، ولهذا يعتبر نوام الوطنى الاعتراض فى حد ذاته نوعا من الخروج عن الالتزام الحزبى، ولهذا يفضلون الوسية الأعرق للحزب ألا وهى التصفيق، والتصفيق معروف أنه أحد وسائل العمل البرلمانى المخترعة على يد الحزب ذو الأغلبية، ألا وهى التصفيق والموافقة، وبالتالى فإن الإحصاءات تظلم السادة الموقرين أعضاء الموقر وأبناء الحزب الموقر، عندما يحاسبوهم على عدم الكلام أو الصمت، ويتجاهلون عدد التصفيقات التى يطلقها هؤلاء النواب، أو رفع الأيدى المعبر الذى يبدو كنوع من التناغم الحزبى، خلف أوركسترا عز السيمفونى.
لقد اخترع الحزب وسوف تنسب له أدوات الرقابة البرلمانية الجديدة والمبتكرة ومنها التصفيق أو الموافقة الشفهية، أو مهاجمة الأعداء الذين هم نواب المعارضة وكل من يجرؤ على انتقاد حكومة الحزب أو حزب الحكومة.
وعلى المقيمين خارجها أن يعذروا النواب الصامتين أو آباء الهول، لأنهم يتعبون من كثرة التصفيق، فيصومون عن الكلام المباح أو غير المباح، بل إن النواب الصامتين أطول عمرا فى مجلس الشعب، ومن النواب من عاش ومات دون أن ينطق بكلمة واحدة، باستثناء طلب الطعام والشراب والبدلات التى يصرفها " النوام" مقابل نومهم وصمتهم، وحتى لو تحدث هؤلاء النواب، فلن يقولوا شيئا أكثر مما يقولوه بصمتهم، وفى كثير من الأحيان يحرص نواب الوطنى على الظهور كثيرا والتحدث كثيرا، حتى يصنعوا شو إعلامى، ويطلعوا فى التلفزيونات، والبعض منهم يحوش كل كلامه إلى نهاية الدورة حتى لايصبح من بين آباء الهول، وفى الغالب لا يخرج كلام الموقر عن الدفاع عن الحكومة وحزبها، ومتابعة حركة أيدى أوركسترا الوطنى فى البرلمان، والدفاع عنها ظالمة أو ظالمة.
وعليه ومن تحته فإن أغلب نواب الوطنى يلعبون دور الكومبارس، أو يصمتون مثل الحجر، وإذا تحدثوا من أجل المنظرة والظهور، ليصبح النواب نوعين: إما أبو الهول، أو أبو الشو.