عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((قال الله عز وجل
( إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه )).
أخرجه البخاري
وفي
حديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه -قالت
عائشة : _أو بعض أزواجه-: إنا لنكره الموت . قال : ليس ذاك ولكن المؤمن
إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيئ أحب إليه مما أمامه فأحب
لقاء الله وأحب الله لقاءه .وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته
.فليس شيئ أكره إليه مما أمامه .كره لقاء الله وكره الله لقاءه )) أخرجه
البخاري
ان العمل الصالح في الدنيا هو وحده من يقرر لنا أي
اللقائين أخترنا محبة اللقاء أو كره اللقاء .وهذا ماتؤكده الآية الكريمة في
سورة الكهف : ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة
ربه أحدا )) .
سعادة المؤمن لا تتحقق إلا إذا بشر برضوان الله وهذه
البشارة تكون عند اللقاء واللقاء لا يتحقق إلا بحضور الموت .والإنسان بطبعه
محب للحياة كاره للموت وهذا يتضح من ظاهر الحديث في قول احدى زوجات الرسول
صلى الله عليه وسلم ((إنا لنكره الموت )) لكن هل يعني كره الموت كره لقاء
الله ؟
كره الموت حاصل بحكم الطبيعة البشرية يتساوى فيه المؤمن والكافر
على حد سواء إنما عند الإحتضار والحشرجة تفترق الأماني فيصبح المؤمن متشوقا
ومتلهفا للقاء ربه مما أراه الله من البشارات جزاء اخلاصه وصدقه وبره .
إنما الكافر عند الحشرجة يرى مقعده من النار فتكون أمنيته أن يعود للدنيا
لعله يعمل صالحا لأنه عند ساعة الاحتضار رفضت توبته فلم يبقى له إلا خيار
فهو كاره لهذا اللقاء
فالله عز وجل كاره للقاءه .
والحديث فيه تشجيع
على ترك شهوات الدنيا والزهد فيها والإعداد لذلك اللقاء متى حان بل فيه
تنبيه للمؤمن : هل تحب أن يكون لك الله كاره للقاءك !!!
إجابة المؤمن طبعا لا والحال ليس باللسان إنما بالعمل .
اللهم أرزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك