وقفة تأمل:
ماذا
كانت تعنى السيده نفيسة لما سئلت عن الامام الشافعىوقالت: ذاك امرؤ يحسن
الوضوء؟ وهل نحن أمة تتوضأ كما ينبغى؟ وهل الوضوء غسل أعضاء مخصوصة بنية؟
أم ان الوضوء يلخص حياة الامة كلها؟
كلنا يعرف معنى الوضوء والادلة عليه من القرأن الكريم ومن السنه النبوية.
ورغم كل ما سبق ارغم ان بعض الناس لا يهتمون بفقه الوضوء الذى كان يحسنه الشافعى.
لقد اختزل الاسلام كل معانى الحياة فى الوضوء ليخرج بالمتوضئ من حيز مكان الوضوء الى رحابة وسعة وافاق الكون فيترجم الوضوء الى عمل.
وهذه
اليد التى غسلت الى المرفقين ايليق بها ان تختلس او ترشى او تمتد الى ما
لا يحل لها. وهذا الوجه الذى غسل وراعينا حدوده من منبت الشعر الى اسفل
الذقن طولا وما بين شحمتى الاذن عرضا ايليق بالعين التى فيه ان تنظر الى
المحرمات ؟ وبالفم وباللسان الذى تمضمض ان يرتكب الموبقات من غيبة ونميمة
وهل يليق بالرأس التى مسحت بماء الوذوء ان تذل او تنحنى لغير خالقها؟ وهل
يليق بالرجلين اللتين غسلتا الى الكعبين ان يكون لهما طريق الا الطاعة؟
وكذلك الموالاة: ان الموالاة تعنى فى مفهومها الواسع علو الهمة والمتابعة والنشاط وعدم الكسل الذى كان النبى صلى الله عليه وسلم يستغيذ بالله منه؟
فهل الامة (أفراد وجماعات ودولا) عندها علو همة؟
لو فقه المسلمون هذا المعنى ما باتوا والاقصى فى يد عدوهم ولاعدوا العدة لاسترداد المقدسات ونصرة الدين.
ومن السنن التخليل والدلك والتثليث:
الذى يعنى الاتقان فى غسل العضو فهل المتوضئ الصانع متقن فى عمله؟ ان الذى
يخلل لحيته دون ان يتقن صنعته توضأ وضوءا فقهيا ولكن لم تنعكس معانى
الوضوء الحقيقية عليه فى واقع الحياة.
الفقه العقائدى فى الوضوء:فالبسملة قد حوت كمال الطاعة لله ففيها اسم الله وصفاته ليعلم المتوضئ ان صاحب الفقضل عليه هو الله باسمه نتوضا وله نستجيب.
وبالنية فى الوضوء يتحدد اجل شئ من حياة الانسان وهو عنصر الاخلاص والتجرد.
الفقه الاجتماعى فى الوضوء:
اذ
يبدأ الوضوء بالبسملة التى تذكرنا بصلة الرحم اذ يقول الله : " انا الرحمن
خلقت الرحم وشققت لها اسما فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته " فما حال
الامة مع صلة الرحم؟
الفقه الاقتصادى فى الوضوء: يظهر ذلك فى قول النبى صلى الله عليه وسلم " لاتزد عن الثلاث فمن فعل ذلك فقد اساء وتعدى وظلم" لا تسرف وان كنت على نهر جار" .
فهل تعلمت الامة الاقتصاد والاعتدال والوسيطة فى جميع امور حياتها ؟
الفقه الصحى والجمالى فى الوضوء:عندما يكون السواك من سنن الوضوء وعندما يتكرر الوضوء خمس مرات هل يبقى من دون المتوضئ شئ ؟
الفقه العسكرى فى الوضوء:امرنا
الرسول صلى الله عليه وسلم ان نبدأ باليمين لنعلم نقطة البدايه والنهاية
كما فى الحج اذا طفنا حول الكعبه نبدأبالحجر الاسود واذا سعينا بالصفا
لقوله صلى الله عليه وسلم ابدءوا بما بدأ الله به.
وفى الصلاة نتجه الى قبلة محددة والا لاختلف اهل المسجد الواحد وفعل كل انسان ما يحلو له.
وفى نواقض الوضوء فقه: فهى
اشارة الى ان المسلم لا ينقض العهد ولا الايمان بعد توكيدهما وان الانسان
بلا وضوء كأنه انقاض هدم لن تعود اليه الحياة الا بفقه الوضوء.
فيا كل متوضئ: اجعل وضوءك انعاكسا لحياتك كلها كى تنتظم الحياة وفق امر الله .