{وَالْفَجْرِ (1)وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)وَالشَّفْعِ
وَالْوَتْرِ (3)وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي
حِجْرٍ (5)} [الفجر:1-5]،
ابدأ صفحة جديدة مع الله.. في خير أيّام الله..
انتبه أخي في الله..
إنّها أعظم فرصة في حياتك..
إنّها صفحة جديدة مع الله..
إنّها أفضل أيّام الله..
تخيل أنّها أفضل من العشر الأواخر من رمضان!!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما
من أيّام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، يعني أيّام
العشر، قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في
سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء».
انظر كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا: ولا الجهاد؟!!
إنّها فرصة هائلة..
فرصة لبدء صفحة جديدة مع الله..
فرصة لكسب حسنات لا حصر لها تعوض ما فات من الذنوب..
فرصة لكسب حسنات تعادل من أنفق كل ماله وحياته وروحه في الجهاد..
فرصة لتجديد الشحن الإيماني في قلبك..
ماذا أعددت لهذه العشر وماذا ستصنع؟؟
إذا كان الأمر بالخطورة التي ذكرتها لك:
فلابد من تصور واضح لمشروعات محددة تقوم بها لتكون في نهاية العشر من الفائزين..
دعك من الارتجال والاتكال وحدد هدفك..
إليك هذه المشاريع، لا أعرضها عليك عرضًا.. وإنّما أفرضها عليك فرضًا..
افعلها كلها ولو هذه المرة الواحدة في حياتك:
مشروع ختم القرآن:
{وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً} [الإسراء :82]..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف»..
لابد من ختمة كاملة في هذه العشر على الأقل.. بدون فصال..
وأنت تتلو القرآن.. أنزل آيات القرآن على قلبك دواء..
ابحث عن دواء لقلبك في القرآن.. فتأمل كل آية .. وتأمل كل كلمة.. وتأمل كل حرف..
ولكي تختم القرآن في هذه العشرة أيّام عليك أن تقرأ ثلاثة أجزاء يوميًا..
ولكي تتحفز أبشرك أنّ ثلاثة أجزاء على حساب الحرف بعشرة حسنات تعادل نصف مليون حسنة يوميًا..
هيا انطلق.. نصف مليون حسنة مكسب يومي صافي من القرآن فقط ..
ثم مفاجأة أخرى أنّه في هذه الأيّام المباركة تضاعف الحسنات..
قرآن.. وملايين.. هيا.. هيا..
مشروع وليمة لكل صلاة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزُلا في الجنّة كلما غدا أو راح»، والنُزُل هو الوليمة التي تعد للضيف..
تعال معي.. أعطيك مشروع الوليمة:
أن تخرج من بيتك قبل الأذان بخمس دقائق فقط بعد أن تتوضأ في بيتك..
ثم
تخرج إلى المسجد وتردد الأذان في المسجد، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه
وسلم، والدعاء له صلى الله عليه وسلم بالوسيلة والفضيلة، ثم صلاة السنة
القبلية بسكينة وحضور قلب ثم جلست تدعو الله لأنّ الدعاء لا يرد بين الأذان
والإقامة.
وما أحلاك لو اصطفاك ربّك واجتباك ودمعت عيناك...
ثم
صليت في الصف الأول على يمين الإمام وقرت عينك بتلك الصلاة فجلست قرير
العين تستغفر الله وتشكره وتذكره، ثم صليت السنة البعدية بعد أن قلت أذكار
الصلاة، إذا فعلت ذلك، فإليك الثمرات:
- ثواب تساقط ذنوبك أثناء الوضوء.
- كل خطوة للمسجد ترفع درجة وتحط خطيئة.
- ثواب ترديد الأذان مغفرة للذنوب.
- ثواب الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم نوال شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
- ثواب صلاة السنة القبلية.
- ثواب انتظار الصلاة فكأنّك في صلاة.
- ثواب الدعاء بين الأذان والإقامة.
- ثواب تكبيرة الإحرام، صلاة الجماعة، الصف الأول، ميمنة الصف.
- ثواب أذكار الصلاة، والسنة البعدية، وثواب المكث في المسجد، و..... و......
بالله عليكم.. أليست وليمة؟!!.. بالله عليكم من يضيعها وهو يستطيعها .. ماذا تسمونه؟!
مشروع الذكر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيّام أعظم عند الله، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيّام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير»..
فأعظم
كلمات الذكر عموما في هذه الأيام: ((سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ
الله، والله أكبر)) وهن الباقيات الصالحات، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنّ لكل كلمة منها شجرة في الجنّة، وأنّ ثواب كل كلمة منها عند
الله كجبل أحد..
وإنّني أعتقد أيّها الأحبة أنّه كما أنّ رمضان دورة تربوية مكثفة في القرآن، فالعشر الأوائل دورة تربوية مكثفة في الذكر..
وتقول لي: ومتى أقول هذه الكلمات؟؟
أقول لك: عود نفسك.. عود نفسك.. عود نفسك..
أثناء سيرك في الطريق لأي مشوار.
وأنت مستلق على السرير قبل النوم.
أثناء الكلام اقطع كلامك واذكرها، وأثناء الأكل.
أن تذهب للمسجد مبكرا وتنهمك في هذا الذكر حتى تقام الصلاة.
إذا
التزمت وتعودت ما قلته لك لن تقل يوميا غالبا على حسب ظنّي ذكرك عن ألف
مرة، ممّا يعني 4000 شجرة في الجنّة يوميا، هل تعلم أنّك لو واظبت على هذا
في الأيّام العشرة كلها كيف ستكون حديقتك في الجنّة؟؟
هل تتخيل 100 ألف فدان في الجنّة تملكها في عشرة أيّام!! أليست هذه فرصة المغبون من يضيعها؟!!