أفادت دراسة بريطانية بأن تناول
الأمهات للوجبات السريعة أثناء فترتي الحمل والرضاعة تعرض أطفالهن لمخاطر
الإفراط في الأكل والإصابة بالبدانة، حسب ما ورد في بيان ويلكوم ترست.
وتشير دراسة فريق بحث بكلية البيطرة الملكية بلندن نشرت بالمجلة البريطانية
للتغذية لوجوب تجنب الحامل أو المرضع الأطعمة الدهنية والسكرية والمالحة
بافتراض أنها تغذية لـ"شخصين".
غذّى الباحثون الفئران بأغذية غير صحية، ككعك الدونتس المحلاة المقلية،
وفطائر المَفِن، والبسكويت، ورقائق البطاطس ودقيق الذرة المقلية،
والحلويات، أثناء الحمل والرضاعة.
عملية مركبة
ولدت هذه الإناث ذرية مفرطة في الأكل، وتفضل الغذاء الغني بالدهون والسكر
والملح، مقارنة بذرية أمهات تلقت غذاء اعتياديا. ويرى الباحثون أن هذه
النتائج تنطبق كثيرا على البشر.
تقول ستيفاني بايول، مؤلفة الدراسة، إن تناول الحامل أو المرضع لأطعمة غنية
بالدهون والسكر والملح يعزز رغبة الأبناء بتذوقها، ويعطل السيطرة
الطبيعية على الشهية، ما يدفعهم للبدانة.
فالسيطرة على الشهية عملية مركبة، تشمل هرمونات ترسل للدماغ إشارات لتقنين
مستوى الطاقة، والجوع والشبع. لكن الأكل ليس مجرد تنظيم للطاقة، فهو خبرة
ممتعة متصلة بمراكز الإثابة في الدماغ، بحيث يتجاوز ثنائي الأكل واللذة
تنظيم الشعور الاعتيادي بالشبع.
"
بايول: تعرض الجنين والرضيع لغذاء الأم غير الصحي يفسر صعوبة السيطرة على
استهلاك الوجبات السريعة لاحقا لدى أفراد رغم توفر الغذاء الصحي، مقارنة
بغيرهم
"
وكانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن الغذاء الغني بالدهون والسكر يثبط إشارات
الشعور بالشبع، ويعزز الإحساس بالجوع، ويحفز نشاط مراكز الإثابة بالدماغ
لطلب الطعام.
تقول الدكتورة بايول إن تعرض الجنين والرضيع لغذاء الأم غير الصحي يفسر
صعوبة السيطرة على استهلاك الوجبات السريعة لاحقا لدى أفراد رغم توفر
الغذاء الصحي، مقارنة بغيرهم.
وباء البدانة
الأسبوع الماضي، قدرت شبكة البدانة الكندية الكنديين زائدي الوزن بـ11
مليونا، منهم نصف مليون مريض بالبدانة بحاجة لعلاجات، كالجراحة مثلا، بينما
المستشفيات والعيادات غير مجهزة للتعامل مع الوباء.
وتصاعد عدد زائدي الوزن عن الطبيعي بـ45 إلى 90 كيلوغراما، وبين كل أربعة
أطفال كنديين بدين واحد. ويتوقع الخبراء أن يتجاوز وباء البدانة مدى وباء
التدخين.
تتابعت في العامين الماضيين الدراسات حول أضرار الوجبات السريعة، فوجدت
إحداها ارتباطا وثيقا بينها وبين البدانة ومقاومة الجسم للإنسولين، ما يزيد
مخاطر النوع الثاني من السكري. وجاءت النتائج في سياق تطور مخاطر مرض
الشريان التاجي لدى الراشدين الشبان.
وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن البدانة تؤثر على بنية ووظيفة عضلة القلب،
وتفاقم شراسة وعواقب سرطان المبيض، ولها علاقة بعقم الرجال وبالإجهاد
العصبي أيضا.
بيئة غذائية سامة
كذلك وجدت مراجعة بحثية لبدانة الطفولة، أكثر أمراض الأطفال انتشارا، أن
أحد أسبابها الرئيسة الغذاء عالي السعرات ومنخفض الألياف، ما يعزز
الاختلالات الهرمونية المؤدية لإفراط الأطفال في الأكل، يعتبر الباحثون أن
ممارسات صناعة الغذاء خلقت "بيئة سامة" تفضي بالأطفال للبدانة.
من ناحية أخرى استكشف باحثون العلاقة بين قلة النوم وهرموني إشعار المخ
بالجوع (غِريلين) أو بالشبع (ليبتين). فوجدوا أن قلة النوم تخفض مستوى
الثاني وتزيد مستوى الأول، ولوحظ ازدياد الشهية للسكريات والملوحة، لا
للأغذية عالية القيمة كالخضروات والفاكهة. وهذا يفسر علاقة البيئة ونمط
العيش بزيادة البدانة.
كذلك، ظهر أن هرمون التحكم في التمثيل الغذائي، يفرز بمعدلات عالية لدى
البدناء، ويؤثر سلبا على قدراتهم الإدراكية وتحصيلهم الدراسي، ووجدت دراسة
أخرى تناسبا عكسيا بين وزن الشخص ومستوى ذكائه.
وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد البدناء وزائدي الوزن عالميا بـ1.6 مليار
شخص، منهم 400 مليون بدين. وأصبحت البدانة تصيب السكان مبكرا، كالأطفال دون
الخامسة