هل أعبد الله حباً به؟! أم خوفاً منه؟! أم رجاءً فيه؟!!
السلام عليكم ورحمة الله وبــــركاته
هل أعبد الله حباً به؟! أم خوفاً منه؟! أم رجاءً فيه؟!!
قال العلامة صالح الفوزان:
"هذا ويجب أن نعلم أن الخوف منالله سبحانه يجب أن يكون مقرونا بالرجاء والمحبة؛
بحيث لا يكون خوفا باعثاعلى القنوط من رحمة الله؛ فالمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء،
بحيث لايذهب مع الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله،
ولا يذهب مع الرجاء فقط حتى يأمنمن مكر الله؛ لأن القنوط من رحمة الله والأمن من مكره
ينافيان التوحيد:
قال تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَاللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
وقال تعالى: {إِنَّهُلَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
وقال: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّاالضَّالُّونَ}
قال إسماعيل بن رافع: "من الأمن من مكر اللهإقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة".
وقال العلماء:القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه، وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلاهما ذنبعظيم.
فلا يجوز للمؤمن أن يعتمد على الخوف فقط حتى يقنط من رحمةالله، ولا على الرجاء
فقط حتى يأمن من عذاب الله، بل يكون خائفا راجيا؛ يخافذنوبه، ويعمل بطاعة الله،
ويرجو رحمته؛ كما قال تعالى عن أنبيائه:
{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَارَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} .
وقال:{أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَأَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَرَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
والخوف والرجاء إذا اجتمعا؛ دفعا العبد إلىالعمل وفعل الأسباب النافعة؛ فإنه مع الرجاء
يعمل الطاعات رجاء ثوابها، ومعالخوف يترك المعاصي خوف عقابها.
أما إذا يئس من رحمة الله؛ فإنه يتوقف عنالعمل الصالح،
وإذا أمن من عذاب الله وعقوبته؛ فإنه يندفع إلى فعلالمعاصي.
قال بعض العلماء:
من عبد الله بالحب وحده؛ فهوصوفي ..
ومن عبده بالخوف وحده؛ فهو حروري ..
ومن عبده بالرجاءوحده؛ فهو مرجئ ..
ومن عبده بالحب والخوف والرجاء؛ فهو مؤمن ..
كماوصف الله بذلك خيرة خلقه حيث يقول سبحانه:
{أُولَئِكَ الَّذِينَيَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُوَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} .
من كتاب: الإرشاد إلىصحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد
مـنـقـوؤل