هذا ملخص لبحث مثير يتحدث عن قدرة الجنين على السماع في الرحمِ وبعض هذه النتائج.
لطالما ساد اعتقد بأن الأجنة يمكنهم سماع الأصوات الخارجية دون وجود إشارات
واضحةَ عن ماذا وكيف يمكن أن يسمعوا. وقد وجد الباحثون بأن الجنين في
أسبوعه العشرين يملك ذاكرة، وقدرة إدراكية في الجزء الأسفل من الدماغ،
المهاد. بينما اعتقد العلماء في وقت سابق بأنّ، الجزءَ الأعلى للدماغ --
اللحاء -- لا يتطوّرْ حتى الأسابيع اللاحقة، فأن الطفل غير المولود بعد لا
يستطيع أَن يسمع. في هذه الدراسة، استخدم الباحثون الموسيقى للأطفالِ غير
المولودينِ في أسبوعهم العشرين. ثمّ اختبروا رَدَّ فعل الأطفال الرضع الذين
يبلغون من العمر 2-3 أسابيع، فلاحظوا بأنّ ردود أفعالهم أشارت إلى أنهم
تَذكّروا الاختيارات الموسيقية، وسكنوا نتيجة لذلك.
وفي محاولة لفهم الأصوات التي تصل إلى آذان الأجنةَ، قام الباحثون بعمل
اختبار على أجنة النعاج، حيث تم إدخال أنبوب اختبار إلكتروني صغير جداً في
أذنِ الجنين الداخليةَ للمقارنة، كما وضع الباحثون أيضاً مكبّر صوت داخل
رحم النعجةَ وآخر في الهواء الطلق. سجّل الباحثون جمل في الهواء المفتوح،
وفي رحم النعجةَ، وفي أذن أجنة الخراف الداخلية ثم أعادوا تشغيلها بشكل
عشوائي إلى 30 مستمع. فوجدوا بأن 99 % من الجمل التي سجّلت في الهواء الطلق
مفهومة، و 73 % من الجمل التي سجّلت في الرحمِ كَانت واضحة وفقط 41 % من
تلك الجمل المسجّلة في أذنِ الخراف الداخلية مفهومة. لقد كانت تسجيلات
الأذنِ الداخلية غير مسموعة لأنه تبين أن حروف التذبذب العالي الساكنةَ قد
غربلت.
هذا يشير ضمناً إلى أن الأجنةَ يمكن أَن تسمع أحرف العلة بسهولة. تَمتص
جدران الرحم الحروف الساكنة، الواضحة في الترددات الأعلى، والصوت المكتوم.
لذا الأمهات اللواتي يعزفن الموسيقى إلى أطفالهن الأجنة يجب أَن يختاروا
الموسيقى العميقة مثل الباس. على الأرجح بأن الجنين سيسمع صوت الطبولِ أكثر
من الكمانِ وربما النوتات المنخفضة على البيانو.
في الحقيقة تقوم جدران الرحم بترشّيح أغلب الصوت من الخارج مما يعني راحة
لكل الأمهات اللواتي يعملن في المصانع أَو يعشن بالقرب أماكن الضجيج
العالية. ولكن هذا لا يعني بأن الرحم مكان هادئ، بل على العكس يمكن أَن
يكون الرحم مكانا صاخبا جداً حتى في الجوّ الهادئ، فأكثر الضوضاء التي تَصل
الجنين هي من أمه، حركتها، تنفّسها، وعمليات الهضم.
أيضاً، الأجنة لا "تسمع" نفس القدر بآذانها لأن آذانَهم مملوئة بالسائلة،
وهذا يعني بأن الضوضاء تنتقل إلى آذانهم الداخلية من خلال الاهتزازات.
نتيجة لذلك، يميل صوت الأمَّ إلى أن يكون الصوت المهيمن والأكثر ترددا في
الرحم. بينما الأجنة معزولون عن العديد من الترددات الخارجية، فأن الأطفال
الخدّج يتعرضون إلى كلّ ترددات الأصوات في الحضانة. وتهدف هذه الدراسة
لمعرفة التأثيرات التي يتعرض لها طفل الخداج عندما يبتعد عن صوت أمه
المعتاد فجأة في مرحلة مبكرة.