إن
هذا الإعلام الفاسد الذي يتزعمه ويتملك معظمه ذلك الإخطبوط الإعلامي
اليهودي المتهم في الفضيحة الأخيرة روبرت مردوخ , والذي يؤثر في الحياة
السياسية تأثيرا بالغا وفي العقلية الغربية فيشكل مفرداتها وأفكارها عبر
مجموعة ضخمة ومتنوعة من الجرائد والمجلات والقنوات والإذاعات , لا يمكنه أن
يتمسك بشرف إعلامي ولا يلتزم بحقائق ثابتة ولا يتخلق بخلق مهني
لا
ينكر أي متابع للإعلام الغربي هذا الكم الكبير من تحيزه وعداوته للإسلام
والمسلمين , فلا يذكرهم إلا بانتقاص وهجوم شديدين وإلصاق كل التهم بهما
لدرجة أن تساوى عند المتلقي للإعلام الغربي ولكل المفتونين به يتساوى لفظ
المسلم مع لفظ الإرهابي .
ففي
أي خبر أو أية مشكلة تقع عند الغرب يبحث أولا عن مسلم كقربان لإرضاء الهوى
الغربي الذي لا ينفك عن إظهار عداوته للإسلام وللمسلمين , فقبل أي تحقيقات
, وفور وقوع أي حدث تتوجه أصابع الاتهام إلى المسلمين منعوتين دوما
بالمتعصبين الإسلاميين أو الإرهابيين المسلمين .
ولكنها
تختلف دوما تلك الفرضية الإعلامية الغربية عندما يأتي الحدث بأصابع غير
إسلامية , فترى الخبر لا يصاغ أبدا بهوية الشخص وانتمائه السياسي أو العقدي
أو الفكري ولكن باسمه أو بصفته فقط , وكأنهم يمنحون أنفسهم فقط هذا الحق
الأصيل أن " المسئولية عن أي جريمة تكون دوما مسئولية فردية ولا يجوز جعلها
مسئولية جماعية " , في حين يمنعون هذا الحق عن المسلمين .
عندما
ألصق حادث البرجين في 11 سبتمبر بالقاعدة – على افتراض صحة هذا الزعم -
فبعد عدة دقائق من وقوعه أعلنت مسئولية المسلمين عنه لا القاعدة بمفردها ,
فلم تعاقب القاعدة وحدها جراء هذا الفعل بل تحركت الجيوش بالطائرات
والدبابات وأبيدت أمم إسلامية كاملة وقتل الرجال والنساء والأطفال وتمت
معاقبة الأمة الإسلامية كلها واحتلت بلد إسلامية لا تزال للآن محتلة بجيوش
سلبت كل خيراتها , وعندما اتهم صدام حسين باتهامات دولية – لم تثبت صحتها
مع خلاف في كونها اتهاما - لم يحاكم عليها ولم يعاقب بمفرده , بل جردت
الجيوش وتحركت الأساطيل ودمرت مدن كاملة ودكت المباني فوق الرؤوس ودفعت
الأمة الإسلامية الثمن غاليا من دمائها وأموالها وخيراتها ولا تزال أيضا
العراق محتلة إلى اليوم .
ولكن
عندما يأتي شاب نرويجي - ويقتل أكثر من 93 شخصا على الأقل ويجرح 97 آخرين
في هجوم بقنبلة وإطلاق نار عشوائي وذلك في أكبر هجوم وأكثر خسائر للنرويج
منذ الحرب العالمية الثانية - لا يأتي أحد ويتحدث عن الإرهاب المسيحي على
الرغم من انتماء المتهم لليمين المتطرف كما يصف نفسه فيقول أنه " صليبي يقف
في وجه مد إسلامي وأنه أصولي مسيحي معاد للإسلام والمهاجرين " وذلك في
مذكرات له من 1500 ورقة تم نشرها على صفحات الإنترنت .
وكان
ذلك الإرهابي قد أعلن أيضا أنه قد ذهب إلى العاصمة البريطانية لندن في شهر
مارس الماضي لكي يستمع إلى مثله الأعلى زعيم حزب الحرية الهولندى جيرت
فيلدرز - الذي يؤيد إسرائيل ويعادي الإسلام بكل قوته والذي وصفه الإرهابي
بقوله أنه القائد الذي أتمنى لقاءه – الذي سرعان ما تركه هذا القائد في عرض
المحيط متخليا عنه واصفا إياه بالجنون متنصلا منه ومن فعلته .
وربما
يكون أقصى استنتاج لهذا الإرهابي أن سيتهم بالجنون كما وضح ذلك محاميه
الذي رجح احتمال إصابته بلوثة عقلية لكي يخفف الحكم الذي سيحكم عليه به ,
والذي لن يزيد عن 21 عاما بحسب القانون النرويجي , ولكنه إذا وجهت له تهمة
ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فربما يُحكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين سنة !!!
إن
هذا الإعلام الفاسد الذي يتزعمه ويتملك معظمه ذلك الإخطبوط الإعلامي
اليهودي المتهم في الفضيحة الأخيرة روبرت مردوخ , والذي يؤثر في الحياة
السياسية تأثيرا بالغا وفي العقلية الغربية فيشكل مفرداتها وأفكارها عبر
مجموعة ضخمة ومتنوعة من الجرائد والمجلات والقنوات والإذاعات , لا يمكنه أن
يتمسك بشرف إعلامي ولا يلتزم بحقائق ثابتة ولا يتخلق بخلق مهني , بل كل
الأخبار والمواقف تبنى على توجهات مسبقة بعقليات كاذبة تمتلئ غيظا وحقدا
على المسلمين