ولذا
فقد أكد أحد النشطاء السوريين في بيان تلاه نيابة عن أهالي حمص بأنهم
ينفون حدوث أي فتنة طائفية بينهم, مؤكدين على أن القتلى الذين سقطوا خلال
اليومين الماضيين قتلوا برصاص قوات الأمن والشبيحة, نافياً حدوث أي اشتباك
بين أهالي حمص.
لقد
أفرغ النظام السوري كل ما في جعبته من الحيل والمؤامرات، ولم تبق معه غير
حيلة وحيدة، وهي ورقة الفتنة الطائفية واللعب عليها، وهي الورقة نفسها التي
لعب عليها كل نظام ممن سبقه، في مصر واليمن.... فزج
بشار بجيشه وعناصر أمنه الخاصة والمسماة بـ"الشبيحة"، لإثارة تلك الفتنة،
التي عمل على استثمارها طيلة فترة رئاسته، ومن قبل فعلها أبوه.
كما
سعى الإعلام السوري الموجه بكل ما أوتي من قوة للترويج لهذه الفتنة، عبر
منابره المرئية والمسموعة والمقروءة، وكذلك سعت بعض الأنظمة الداعمة للنظام
السوري، للترويج لهذه الفتنة، خاصة النظام الإيراني، الذي يسعى بكل قوة،
لإخماد هذه الثورة، والإبقاء على نظام الأسد.
وظل
الإعلام السوري ليل نهار يؤجج نيران هذه الفكرة، ويزيف تلك الوقائع وهذه
الأحداث لإيهام الناس وخداعهم، وبنظرة سريعة لبعض العناوين المثارة عبر هذه
الأبواق تتضح لنا- وبجلاء- أبعاد هذه المؤامرة، حتى كتب أحدهم في إحدى
صحفهم ما نصه:" ما حصل في مدينة حمص من تطور خطر تمثل في إقدام مجموعات
متطرفة إرهابية على خطف شبان وتقطيع أوصالهم ورميهم في الشارع لتجري بعدها
اشتباكات بين الأهالي، وتسيل دماء السوريين، إنما يندرج في سياق مخطط
استعماري ينفذ بأدوات داخلية تكفيرية أطلت علينا في بدايات الأزمة بشعارات
طائفية ومذهبية هدفها تأليب بعض الناس على بعض...."
ولذا
فقد أكد أحد النشطاء السوريين في بيان تلاه نيابة عن أهالي حمص بأنهم
ينفون حدوث أي فتنة طائفية بينهم, مؤكدين على أن القتلى الذين سقطوا خلال
اليومين الماضيين قتلوا برصاص قوات الأمن والشبيحة, نافياً حدوث أي اشتباك
بين أهالي حمص.
واتهم
المعارض السوري الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية السورية لحقوق
الإنسان، النظام السوري بالترويج والعمل على إثارة الفتنة الطائفية في
سوريا بغرض إفشال الثورة.
وأشار
إلى أنه لا توجد فتنة طائفية في سوريا، ولكن الإعلام السوري التابع للنظام
وقنوات أخرى موالية له، خاصة قنوات إيرانية تحدثت عن فتنة طائفية في حمص،
واصفا تلك القنوات بأنها تبث سموم الطائفية.
وقال
قربي إن النظام هو أول من روج للفتنة من خلال مستشارة الرئيس السوري،
وأوضح قربي أن النظام يدفع باتجاه الفتنة الطائفية لأنها وسيلة الخلاص من
الثورة التي تلف الحبل على عنقه، وهو يجد في الفتنة الخلاص بعد استنفاذ كل
الحيل مثل المندسين والمسلحين والعراق وفلسطين وغيرها من الأمور التي كان
يحتمي بها وسقطت جميعها.
وأضاف
قربي أن الفتنة ترسل ثلاث رسائل، الأولى للغرب وهي أن البديل للنظام هو
الإسلاميين، والرسالة الثانية موجهة للشعب لتخويف بعض الأقليات ودفعها
للابتعاد عن الثورة، والرسالة الثالثة الهدف منها تشويه الثورة.
وأكد
قربي على أنه لا يوجد خطر لانزلاق سوريا للفتنة، مبينا أن الثورة دخلت في
إطار تنظيم وهياكل منتشرة في كل قرية وكل حي، وهي متواصلة على مستوى
البلاد، وأن هناك ثوابت للتنسيقات وللمعارضة أولها أنه لا وجود للطائفية...
وحذر
برهان غليون الناشط السوري، ومدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة
«السوربون» الفرنسية في مقابلة أجرتها معه قناة «روسيا اليوم»، من أن
النظام السوري يلعب بعدة أوراق، بينها تخويف الناس من الفتنة الطائفية ودفع
الناس نحو هذه الفتنة، ولكنه سيخسر، كما خسر الحل العسكري ولعبة المؤامرة
الأجنبية... إلى آخر ذلك.
وسوريا
بلد بها العديد من الطوائف الدينية، الغالبية العظمى من مسلمي سوريا من
السنة، حيث تبلغ نسبتهم 74%، ولا تمثل باقي الطوائف سوى 16%، من إجمالي عدد
المسلمين، تتوزع على عدة طوائف؛ وهي الشيعة والعلوية والدروز
والإسماعيلية، أما نسبة المسيحيين فتترواح بين 10 إلى 12% باختلاف
الإحصاءات، وبها بضع مئات من اليهود، إضافة إلى بضعة آلاف من اليزيديين.
وقد
أشارت حقوقية في لقاء بجريدة الشرق الأوسط، إلى أنه لا وجود للفتنة
الطائفية في سوريا، وأن كل الطوائف تعيش في مودة ووئام عبر الزمن، وما يحدث
في حمص هو من افتعال "شبيحة" النظام الذين يحاولون قدر استطاعتهم هدم
الجسم السوري المتوحد.
وأكدت
على أن نظام بشار الأسد يستخدم الفتنة كآخر أوراقه، وهي ورقة ضعيفة ونتنة
ومكشوفة وتدل على أنه استنفد كل أوراقه الأخرى،..وهو بذلك يعيد إنتاج
أوراقه التي استخدمها سابقا في بانياس لتخويف الناس.
وفي
سؤال لها عن الدور الإيراني في هذه الأحداث، أشارت إلى أن إيران هي من
تدير الدفة الآن في سوريا...؛ لأن بقاء النظام السوري أمر استراتيجي
بالنسبة لإيران، فالعلاقات إستراتيجية بين النظامين، وكما نجحت إيران في
قمع انتفاضة شعبها في يونيو2009م فمن المتوقع أن تقوم بمساعدة سوريا لقمع
ثورة الشعب السوري.
وأشارت
إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية تحاول تارة بث الفرقة في صفوف المعارضة
عبر نشر إشاعات عن خلافات بين المعارضين، وتارة تتحدث عن فتنة طائفية في
سوريا وهو أمر لا وجود له.
وأوضحت
أن إيران تقدم مساعدات مالية وعسكرية للنظام السوري، وترسل طائراتها
وسفنها إلى سوريا، وأشارت إلى أن الأخبار زاخرة بإلقاء القبض على سفينة
إيرانية تحمل أسلحة لسوريا، إضافة إلى الدعم الإعلامي.
كما
أشارت إلى الدور القوى الذي يقوم به حزب الله في دعم النظام السوري وأنه
لا يأبه للشعب السوري، الذي تسيل اليوم دماؤه أنهارا، وأكدت على أن
لديها دلائل تشير إلى أن حزب الله وضع كل قدراته لدعم النظام السوري.
وقد
أدرك الحماصنة والسوريون هذه اللعبة وعرفوا أبعادها، ولذا فقد قامت عقب
هذه الأحداث عدة مظاهرات في كافة أرجاء سوريا؛ لاحتواء هذه الأزمة والتأكيد
على الوحدة الوطنية، فردد المتظاهرون في حماه هتافات من أجل «الوحدة
الوطنية وضد الطائفية»، ودعوا إلى«سقوط النظام»، وفي قرى حمص، كتب
المتظاهرون «ثورتنا سلمية لنيل الحرية»، وفي تلبيسة في محافظة حمص، كان
لافتا رفع العلم الإيراني وعليه صورة أمين عام حزب الله حسن نصر لله
والرئيس الإيراني أحمدي نجاد ويتوسطهما الرئيس السوري بشار الأسد، في إشارة
إلى أن الأسد تابع لإيران.
وختاما
نقول: إن حيلة الفتنة الطائفية كانت بمثابة ورقة التوت الأخيرة، التي تغطي
سوءة هذا النظام ومن يعاونه، وبسقوطها تسقط كل الحجج والمبررات لأعمال
العنف التي ينتهجها النظام السوري ضد شعبه لاسيما السنة منهم، ممن عانوا من
ويلات الاضطهاد والعنصرية طلية الحكم العلوي لسوريا عبر عقود عديدة، فهل
يدرك الشعب السوري خطر هذه المزاعم؟ وهل يطول بهم النفس ويعلمون أن النظام
السوري يلفظ آخر أنفاسه؟