الشام شامك لو الزمن ضامك Admin
رقم العضوية : 1 عدد المشاركات : 1507 نقاط : 4004 التقيم : 13 تاريخ الميلاد : 20/07/1990 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 العمر : 34
| موضوع: الجنادرية آمال وآمال السبت مارس 31, 2012 6:49 am | |
| الجنادرية آمال وآمال |
| د.حياة بنت سعيد با أخضر
| بمناسبة المهرجان السنوي للتراث والثقافة (الجنادرية) يطيب لي أن أدلو بدلوي بوقفات تأصيلية نستلهم من خلالها كيف أن في تراثنا في الماضي عبق الإسلام وجذوته التي انطفأ بعضها الآن فيكون حديثي معكم من باب التذكير فأقول: أولا :نظام الكتاتيب : إن نظام الكتاتيب أوجد لنا جيلاً حافظاً للقرآن ببرنامج تربوي رائع. وذلك لأن الفترة الذهبية للحفظ هي بين 3 – 9 سنوات تقريباً وخلالها يتفرغ الأولاد تماماً للحفظ بدون تشتت ذهني في مواد أخرى فيتخرجون وقد حققوا ما يلي: حفظ القرآن، وسلامة مخارج الحروف، وإيقاد جذوة الحفظ في الذهن، ومهارة نحوية في النطق تصبح فطرية على مدى العمر ثم بعد ذلك يسهل عليهم تعلم باقي العلوم فنجدهم يتجهون بعد سن العشر سنوات تقريباً إلى علوم النحو والصرف والفقه والتفسير والحديث وبقية العلوم العلمية فيتخرجون قمماً في إتقان كل هذه العلوم خاصة وأنهم يتجهون من حلقة إلى حلقة ومن شيخ إلى شيخ بملازمة علمية كالسلف الصالح. أما الآن فنجد الضغط العلمي من غير تركيز على حفظ القرآن مما أنتج لنا قوالب عقلية فارغة تحفظ للامتحان لتفرغ في أثنائه معلومات أجبر عليها الطلبة ويأخذها النسيان بسرعة. وكان لاهتمام السلف الصالح بالكتاتيب أثر بالغ إذ وقف كبار العلماء للتدريس بها لأنها أهم مراحل تكوين الإنسان بينما الآن في مدارسنا نجد معظم من يقوم بتدريس هذه المرحلة العمرية الهامة إما أن يكون كبيرا جدا أو صغير السن ممن ليس لديهم خبرة ، كذلك مدارس تحفيظ القرآن الحكومية تركز على القرآن وتقلص باقي العلوم، والمدارس العادية تقلص من الاهتمام بالقرآن وتركز على باقي العلوم. فنجد النقص الفادح والواضح في كلا الفريقين مما نتج عنه تذبذب المستوى بين حفظة لا يعلمون وعلماء لا يفقهون.إضافة إلى حالة التكدس العلمي والإجباري مما أوجد طلبة وطالبات يكرهون العلم وأهله ، ولا ننسى أن نظام الكتاتيب خرّج لنا علماء يتحلون بآداب طالب العلم مع شيوخهم ويجلونهم أحياءً وأمواتاً . أما الآن فيا أسفي على المعلمين والمعلمات واستهتار الطلبة والطالبات بأبسط قواعد الآداب والسلوك في المدارس ويجابه كل ذلك بعقوبات صورية لا تسمن ولا تغني من جوع . ثانياً: نظام البيوت لو تأملنا البيوت الشعبية كما يقال عنها في مهرجان الثقافة والتراث لغبطنا السابقين في أشياء عدة منها : الحرية الشخصية التي يتمتع بها أصحاب الدار خاصة النساء ، فالنوافذ وخاصة في منطقة الحجاز التي تمتاز بنظام الرواشين تعطي الحرية في أن ترى بدون أن ترى، كما تمنحهم فرصة دخول الهواء النقي بدون كشف العورات عند فتح النوافذ. أما اليوم فقد استعضنا عن الرواشين بنوافذ الألمونيوم التي لا بد أن تكون عليها ستارة لكي لا تنكشف الحجرات إذا فكر أهل البيت بفتحها، وبطبيعة الحال لا يمكن للمرأة أن تنظر من خلالها لأنها ستكون أمام الجميع بوضوح ، وحتى الهواء لا يأتي إلا من خلف الستارة وبكمية قليلة جداً .أو تفتح النوافذ وينكشف حال البيوت وينزع الحياء رويدا رويدا. كما كانت البيوت غالبا ذات طابق واحد يتوسطه فناء مما يعطي حرية التنقل بدون خوف من النظرات والعيون وكانت البيوت متلاصقة مما يعطي أمناً وارتباطاً بين الجيران لمشاكلهم وآلامهم وأفراحهم ومسراتهم، أما الآن فالبيوت تكشف بعضها وهي في الحقيقة توابيت متلاصقة تتسم بالبرودة وعدم الاهتمام فكل جار مشغول بنفسه يخاف جاره كخيفة الشاة من الذنب ففقدنا الكثير والكثير جداً من العلاقات الإسلامية الاجتماعية والتي يتحسر عليها آباؤنا وأجدادنا.وكانت البيوت تعطي انطباعا بعدم التكلف والمفاخرة. ثالثا : الأسواق : كانت أسواق الماضي محدودة معدودة في أماكن بعينها بل ولها أيام مخصوصة، والمرأة بصفة عامة لا تخرج إليها بل تترك هذه المهمة لرجل البيت. وفي منطقة الحجاز كان يوجد ما يسمى (فرقنا) وهو رجل يحمل على ظهره مجموعة من قطع القماش مربوطة في صرة و(الهنداسة) وهي ما تقاس به الأمتار ويدور في الشوارع منادياً (فرّقنا فرقنا) فتناديه سيدة البيت الكبيرة ليقف عند الباب أو تحت النافذة، ويعطيها صرة القماش لتختار ما تريد وتطلب ما تحتاجه وتعطيه نقوده فكانت فعلاً خدمة (توصيل المنازل) كما نراها مكتوبة على المطاعم الآن، وفي هذا توفير للوقت والجهد وصيانة المرأة من الاختلاط وكثرة الخروج . مع الأمانة المتبادلة بين البائع وصاحبة المنزل. أما في عصرنا الحالي نرى أن كثرة الخروج للأسواق أوجد مناخاً مناسباً لانتشار معاصي المعاكسات والتبرج والفتنة بأنواعها !! وكثرة المراكز التجارية لتكون للمطاعم قبل محلات الملابس وغيرها وصارت الأسر تخرج إليها في طاولت متجاورة للأكل ولعب الأطفال والكل يعيش كأنه في منزله بين أصوات صراخ الأطفال وأصوات الضحك والكلام والكبار على الطاولات والشباب والأطفال ينتشرون في المركز ليواجهوا كل شيء فاسد بلا رقيب ولا حسيب، وأصبحت قصص الاغتصاب والاختطاف والشذوذ والمعاكسة وغيرها ظواهر مطروقة على الأسماع وكأنها قصص لاغرابة فيها بل صار الحرص على أمانة الأعراض وسوسة وغدت الأمانة مضيعة بين أهل وخدم وسائقين . رابعا : الألعاب : كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يرقع ثوبه ويخصف نعله ويعجن خبزه وهذا تعليم منه – صلى الله عليه وسلم – أن نعتمد على أنفسنا وتكون صناعتنا خالصة من إنتاجنا وبذلك لا نكون تحت رحمة البلاد المصنعة، لذا كانت الألعاب الموجودة في الماضي ذات صناعة وطنية فالعرائس القماشية تقصها الأمهات لبناتهن والسيارات تصنع من صندوق خشبي ذي عجلات مصنوعة من أغطية زجاجات العصير وحمار الحارة عبارة عن عصا يمتطيها الطفل ويجري بها وهكذا..، أما الآن فكل شيء مستورد والصليب يتصدر أغلفة الألعاب وناهيك عن الألعاب ذاتها والتي تحمل كل معاني العنف والسفور والمحاكاة لإبداع الخالق جل وتعالى !! خامسا: الملتقيات الثقافية: كان المركاز يمثل ملتقى اجتماعيا وثقافيا لكبار السن وقد يحضره الشباب للتزود من خبراتهم ، وكانت القراءة نعمة لمن يحسنها فكانت الكتب المفيدة تتصدر المجالس وكان الحياء مع الخوف يغلف القلوب فلايجرؤ أي إنسان على المجاهرة بما يخالف العادات فضلا عن الدين. سادسا: العلماء : كان للعلماء وزنهم وقدرهم وهيبتهم فإذا صدرت عنهم فتوى أو أنكروا منكرا أو أقروا أمرا قبله الناس منهم فورا وكانت حلقاتهم متناثرة بين المساجد والبيوت يؤمهم من لديه رغبة في طلب العلم الشرعي بل كان منهم من يخصص لتدريس أبناء علية القوم؟ الأفراح: كانت أفراحهم في الماضي منضبطة بخلق الحياء فلا يدخل الزوج على النساء ولا تستأجر القاعات الكبرى بل الجميع يفتحون بيوتهم بفرح وسعادة وكانت مناسباتهم نهارية فلا سهر ولا تضييع للأعمار والصلوات،أما الرقص فكان للنساء الكبيرات بحياء وستر وأما الرجال فكانت رقصاتهم رقصات الحرب الرجولية التي تنمي العزة والإباء فلا تميع ولا هز للأرداف ولا تشبه بالساقطين والساقطات. إن الجنادرية مهرجان للتراث والثقافة فليكن مجالا خصبا للتعريف بكبار علمائنا رجالا ونساء في العلوم الشرعية والطبيعية وأبرز المخترعين والمخترعات وأبرز مؤلفي الكتب النادرة تخصصا وعلما وإبراز الأبحاث الجامعية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في كل جامعاتنا واللقاء بأبرز من نبغ من ذوي الاحتياجات الخاصة وإبراز الموهوبين من مواطنينا . لنجعل من الجنادرية فرصة لإبراز المنتوجات التراثية التي تغني عن السلع الحديثة وإبرازها في أسواق حديثة ومحلات مجهزة للتسويق. لنجعل في الجنادرية دورات للصناعات المحلية ومعها فتح فرص العمل للشباب من الذكور. لنجعل لكل محافظة ركنا خاصا بعلومها وعلمائها وإنتاجها العملي المقروء والمسموع والمؤثرين حقيقة من أهلها. لنجعل من الجنادرية نافذة سنوية لعرض إسلامنا لكل دول العالم فنستضيف كل سنة دولة كان لها تاريخ مع الإسلام حضارة وبناء ونبين بكل وسائل الإعلام مدى التوافق بين الإسلام والقلوب ونبين لهم الترابط الحقيقي والواقعي بين الإسلام والحياة ونعرض لكل دولة نستضيفها إنتاجها العلمي الفعال وإنتاجها الحضاري في مشاريعها التنموية ليستفيد المواطنون منهم وتكون حافزا لإشعال جذوة الغيرة المحمودة لنجعل من الجنادرية بوابة سنوية لعرض الخط البياني المتصاعد – حقيقة – في الإنتاج الوطني حرفيا وعلميا وبيئيا وصناعيا وأخلاقيا وحبا للوطن بالمحافظة على مكتسباته بالخوف من الله قبل كل شيء . وأخيرا الجنادرية تعني العراقة والعراقة تعني الحياء والعزة والفخر بالحق وكلها لاتأتي إلا بخير وكلها أصولها عندنا نحن المسلمين ولن نعدمها من أمة تربت على القرآن والسنة الصحيحة وهذا هو الواقع والمأمول .
كتبته:د. حياة بنت سعيد باأخضر . 1433
|
| |
|
شيرين اعضاء فعالين
رقم العضوية : 313 عدد المشاركات : 102 نقاط : 108 التقيم : 22 تاريخ الميلاد : 05/03/1976 تاريخ التسجيل : 12/08/2012 العمر : 48
| موضوع: رد: الجنادرية آمال وآمال الإثنين أغسطس 13, 2012 7:06 pm | |
| جزاك الله خير الجزاء وجعلة الله في ميزان حسناتك ورزقك الفردوس الاعلي من الجنه | |
|