الاشواق مشرفات
رقم العضوية : 25 عدد المشاركات : 169 نقاط : 374 التقيم : 3 تاريخ الميلاد : 07/09/1992 تاريخ التسجيل : 17/03/2012 العمر : 32 الأقامة : السعودية العمل/الترفيه : جالسة بالمنزل المزاج : عادي
| موضوع: التعامل مع الأسد حتمي لوقف القتل في سورية الجمعة أبريل 13, 2012 10:44 am | |
| التعامل مع الأسد حتمي لوقف القتل في سورية
المصدر:
- ترجمة عقل عبدالله عن «نيويورك تايمز»
التاريخ: 12 أبريل 2012 [center]
عزل نظام الأسد رخصة له لارتكاب مزيد من العنف. أي.بي.أيه [/font][/color] بموجب نتائج مؤتمر أصدقاء سورية الاخير الذي عقد في اسطنبول في تركيا، الاسبوع الماضي، باشرت الولايات المتحدة وتركيا وقطر والسعودية خطوات عملية لدعم المعارضة السورية مالياً وتسليحها، إذ تعهد المشاركون في المؤتمر بتقديم 100 مليون دولار لدفع رواتب لمقاتلي الجيش السوري الحر الجناح العسكري للمعارضة. وبغض النظر عن النوايا الانسانية فان الاستراتيجية القائمة على جدل بشأن «المناطق والممرات الآمنة»، وتقديم «المساعدات العسكرية غير القاتلة وغير الخطيرة»، تبدو مضللة وتعود بنتائج عكسية على المعارضة والشعب السوري. ورغم كل ما يدور من حديث عن انقاذ المدنيين فان المقترحات بهذا الشأن تبدو صعبة التنفيذ، في حين يبدو ان تصعيد العنف هو الخيار الاكثر ترجيحاً. ومن خلال نظرة عامة وسريعة للوضع في سورية نجد نظاماً سلطوياً مستبداً متورطاً في عمليات قمع عنيف وانتهاكات كبيرة لحقوق الانسان. وطبقا للأمم المتحدة فان اجمالي عدد القتلى منذ بدء التظاهرات والاحداث قبل عام في سورية يزيد على ،9000 اضافة الى آلاف الجرحى. غير ان الجدل حول المساعدة المباشرة للمعارضين السوريين تفتقر الى عمليات تنسيق واتصال وجهود لوجستية داخل سورية. فسكان معظم المناطق السورية يعارضون الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه، ويدعمون جهود الجماعات المعارضة المسلحة للإطاحة به، كما انه في مدن مثل حمص ودرعا أدت وحشية الجيش السوري الى زيادة وتوحيد الدعم للمعارضين المسلحين. ومهما يكن من أمر فانه في دمشق وحلب كانت الصورة اكثر اختلاطاً وتشويشاً، فبعض الضواحي والاحياء فيها تدعم شبكة من منظمي التظاهرات المعارضة للنظام المعروفين باعضاء التنسيقيات المحلية للثورة، بينما امتنعت الاقليات، مثل المسيحيين والدروز والعلويين، وشريحة كبيرة من الطبقة الوسطى والتجار ورجال الاعمال عن دعم المعارضين الثوار ومساندتهم، وحجة هؤلاء في موقفهم هي الخوف من الفوضى وزعزعة الاستقرار، والخوف من المزيد من العنف، اضافة الى التخوف من بدائل اسقاط نظام الاسد، لاسيما وصول الاخوان المسلمين الى مقاليد الحكم. ومن شأن هذه الانقسامات والتناقضات الداخلية ان تكذب مقولة ان جميع شرائح المجتمع المدني السوري ترحب بالتدخل. وفي ضوء هذه الحقائق والمعطيات من الواقع السوري فان تصرفات الاسرة الدولية وما اتخذته من خطوات، وما تمت مناقشته في المؤتمر الاخير لاصدقاء سورية في اسطنبول، يهدد بتفاقم الاوضاع والمزيد من تدهورها. ومن الممكن استبدال المساعدات للمعارضة المسلحة او الاستعاضة عنها، حتى ولو كانت عسكرية غير قاتلة، وذلك تفاديا للمزيد من الاستقطاب الحاد في حرب اهلية. كما أن اقامة «ممرات انسانية آمنة»، داخل الاراضي السورية يتطلب القدرة على الدفاع عن هذه الممرات لحماية اللاجئين الفارين. واذا ما تم تامين قوة اجنبية لحماية تلك الممرات فان تعرض تلك القوة للتهديد يفضي الى تصعيد يفتح الباب امام تدخل عسكري خارجي، كما ان قيام قوات اجنبية بتأمين الدفاع عن تلك الممرات وخطوط امداد المساعدات الانسانية سيغري الجماعات المسلحة المعارضة بشن المزيد من الهجمات، وتوجيه الضربات لقوات النظام، ما يزيد المخاطر على كاهل المدنيين. ومن شأن أي شكل من اشكال التدخل الخارجي، مهما كان بسيطاً، أن يلقى ترحيبا لدى المتظاهرين الذين يتعرضون بشكل يومي للقمع والتنكيل من جانب القوات الحكومية وشرطتها وعناصر استخباراتها. ولكن الامر الاساسي المطلوب للتدخل لأغراض انسانية هو تحقيق التوازن بشأن توفير حماية الكثافة السكانية الضعيفة من المدنيين، وهذا غير وارد في سورية. واذا ادى التدخل الخارجي الى حرب عزلة وعقوبات على النظام وحلفائه، مثل ايران وروسيا، فانه سيعزز وضع الدول الموالية للغرب ومساعداتها للمدنيين، ويقلل احتمالات استخدام القوة ضد ذلك النظام، ويزيد من قيود اللجوء اليها، لاسيما ما يتعلق باحترام السيادة الوطنية للدول. وفي النهاية تبدو الطريقة الافضل لتقليل العنف، هي السعي الى مفاوضات مع نظام الاسد حول عملية سياسية انتقالية تشكل تهديدا له، مع الاخذ بعين الاعتبار المخاوف المميتة للطوائف والاقليات، وكل طرف من طرفي الازمة. ويجب ان يكون الهدف الاول لاي مفاوضات ان يصل الجميع الى حقيقة واضحة، وهي ان صياغة وتشكيل سورية جديدة هو في مصلحة جميع الاطراف، وجزء منه مستقبلها. وتعد خطة كوفي أنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية المكونة من ست نقاط نقطة بداية جيدة لبدء المفاوضات، ولكن ينبغي على الطرفين الاساسيين، النظام والمعارضة المسلحة، التعامل بجدية واحترام مع وقف اطلاق النار، مع قبول ضرورة ان يشمل حظر الاسلحة جميع الاطراف بالتساوي ومن غير تمييز او استثناء، إضافة الى ان أي مفاوضات لابد ان تشمل روسيا وايران، باعتبارهما ابرز واهم المساندين لنظام الاسد، كما ان من شأن اشتراكهما قد يمهد لبدء تقديم تنازلات من جانب الحكومة السورية. وسيجادل البعض بضرورة عدم خوض مفاوضات مع نظام الاسد وأي من مسانديه، لكن المزيد من العزلة لذلك النظام تعني المزيد من العزلة للشعب السوري، ويعد انتصاراً للنظام ورخصة له لارتكاب مزيد من العنف والابادة على نطاق واسع. واذا ما تم الاعتماد على مواصلة عزل النظام السوري والضغط عليه من خلال العقوبات، وانتظار ما تسفر عنه من نتائج تنفيذا للسياسة الاميركية، فان جميع الجهود الدبلوماسية المبذولة في هذا الاطار لا تبقي امام المعارضة السورية والمجتمع الدولي من خيارات غير حرب التوكيل، أي استقطاب اطراف دولية وخارجية خلف كل من الطرفين المتنازعين، وهما النظام والمعارضة المسلحة. واذا كان هناك اهتمام حقيقي لدى الاسرة الدولية لحماية المدنيين، وليس لتجنيد حلفاء اقليميين، فان للمفاوضات على مرحلة وعملية سياسية انتقالية فوائد مباشرة شديدة الوضوح، واولها انقاذ المواطنين السوريين، وهم عادة الضحية الاولى لاي مواجهة واطلاق نار.
| |
|