المُلْكُ للهِ، لا قَحْطانُ أَو مُضَرُ
والعِزُّ للهِ مَهْما اسْتَكْبَرَ البَشَرُ
كَمْ عاشَ مِنْ مَلِكٍ دَهْراً.. فَهَلْ خَلَدوا
أَمْ أَصْبَحوا ماضِياً يُرْوى وَيُدَّكَرُ؟
وفي اللَّيالِي عِظاتٌ لا انْقِضاءَ لَها
وَما انْقَضى عِنْدَنا مِنْ وَعْظِنا الوَطَرُ
قَدْ يَعْرِفُ المَرْءُ يَوْماً بَعْضَ عِلَّتِهِ
وَما اسْتَوى عِنْدَهُ وِرْدٌ وَلا صَدَرُ
وَللأُمُورِ رِجالٌ يَصْمُدُونَ لَها
وَلَو تَتابَعَتِ الأَحْوالُ والغِيَرُ
لَمْ يَرْهَبُوا خَطَراً واللهُ غايَتُهُمْ
وَعِنْدَ أَهْلِ الهَوى يُسْتَرْهَبُ الخَطَرُ
• • • حَرائِرُ الشَّامِ فِي أَيْدِي العِدا هُتِكَتْ
وَأَرْضُهُمْ فِي يَدِ الجَلَّادِ تُحْتَضَرُ
وأمَّتِي أُمَّةُ الإِسْلامِ يَطْعَنُها
وَغْدٌ، فَيَطْعَنُهُ فِي الحالِ مُؤْتَمَرُ!!
لَوْ صارَ فِي الغَرْبِ مِثْلَ الشَّرْقِ مَهْلَكَةٌ
قامَتْ لَهُ أُمَّةُ الرُّهْبانِ تَنْتَصِرُ
أَهْلَ الشَّآمِ، وَصَوتِي بُحَّ مِنْ حَزَنٍ
كأنَّنا اليَومَ لا سَمْعٌ ولا بَصَرُ!
لا تَرْقُبُوا عَرَباً أَلْهاهُمُ سَمَرٌ
فالعَقْلُ يَشْغَلُهُ عَنْ أَمْرِهِ السَّمَرُ
لا تَرْقُبُوا عَرَباً أَضْناهُمُ جَدَلٌ
وَسارَ فِيْهِمْ إِلى أَعْماقِهِمْ خَوَرُ
لا تَرْقُبُوا عَرَباً شَدُّوا مَطِيَّتَهُمْ
نَحْوَ المَلاهِي، فَلا مِقْدادُ أَوْ عُمَرُ
لا تَرْقُبُوا عَرَباً، ما ها هُنا عَرَبٌ
ما ها هُنا أُمَّةٌ تَصْحُو وَتَعْتَبِرُ
أَهْلَ الشَّآمِ، إِلى الجَبَّارِ مَلْجَؤُكُمْ
فاللهُ يَنْصُرُ بِالتأْيِيدِ مَنْ نَصَروا
إِنْ عاشَ بَشَّارُ بُشِّرْنا بِسَقْطَتِهِ
يَوماً.. وَلَوْ رُفِعَتْ مِنْ أَجْلِهِ الصُّوَرُ
إِذا اسْتَعَزَّ بِغَيْرِ اللهِ شِرْذِمَةٌ
فَهُمْ إِلى ضَيعَةِ الخُسْرانِ قَدْ عَبَروا
واللهِ لا عَسْكَرٌ يُغْنِيهِ أَوْ حَرَسٌ
يَحْمِيهِ مِنْ قَدَرٍ إِنْ جاءَهُ القَدَرُ
لاهُمَّ نَصْراً لأَهْلِ الشَّامِ فِي عَجَلٍ
يا رَبِّ إِنَّا عَلى المِيعادِ نَنْتَظِرُ.