غذاء متوازن ونوم كاف.. صيام من دون صداع
المصدر: مسقط ــ الدوحة ــ د.ب.أ التاريخ: 06 أغسطس 2012
المدخنون والذين يتناولون القهوة أكثر عرضة للصداع في شهر الصيام. أرشيفية
يواجه مرضى الصداع النصفي صعوبة كبيرة خلال حياتهم اليومية، إذ تهاجمهم فجأة آلام رهيبة تشبه الطرق على الرأس وتستمر معهم ساعات طويلة. وفي شهر رمضان المبارك يعاني كثير من هؤلاء المرضى صداعاً بصورة أكبر من المعتاد، إذ تتفاقم متاعبهم، ويتكرر حدوث نوبات الصداع النصفي لدى الكثير منهم. هذا ما أوضحته نتائج دراسة نُشرت في الدورية الطبية «مجلة الصداع والألم».
وفي هذه الدراسة تم ملاحظة 32 من البدو في صحراء النقب الذين يعانون الصداع النصفي، إذ أظهرت النتائج أنهم عانوا آلام الصداع خلال شهر رمضان لمدة 9.4 أيام في المتوسط. في حين استمرت معاناتهم مع هذه الآلام خلال شهر بعد الصيام لمدة 3.7 أيام فقط. حتى ان المشاركين في الدراسة، والذين تناولوا مسكنات وقائية للآلام، تعرضوا لعدد أكبر من نوبات الصداع النصفي بشكل أكثر من المعتاد. ولكن حتى مع الأشخاص الذين لا يعانون مرض الصداع النصفي المزمن يمكن أن تظهر هذه الآلام بشكل متزايد خـلال شهر رمضان.
ويرى مدير مجموعة الخدمات الطبية واستشاري أمراض القلب في مستشفى بدر السماء بسلطنة عُمان، الدكتور بيني باناكال، أن هناك نوعين من الصداع، يمكن أن يرجع سببهما إلى الصيام، وهما الصداع النصفي والصداع التوتري. وتظهر آلام الصداع في هذين النوعين بسبب انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم، كما يمكن أن يؤدي التعب والإرهاق وقلة النوم إلى ظهور آلام الصداع أيضاً.
وغالباً ما يكون الأشخاص، الذين يتناولون القهوة أو يدخنون السجائر، أكثر عرضة لظهور آلام الصداع.
وتُعزي نائبة مدير قسم التغذية العلاجية بمؤسسة حمد الطبية في الدوحة، ريم السعدي، السبب في ذلك إلى أن الجسم لا يحصل أثناء النهار على الكمية المعتادة من الكافيين والنيكوتين. كما أن النظام الغذائي غير المتوازن ما بين الإفطار والسحور والجفاف يمكن أن يعـززا من ظهور هذه الآلام، ولذلك فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم والحرص على اتباع نظام غذائي متوازن مع تناول كمية كافية من السوائل تعد من العوامل المهمـة لتجنب آلام الصداع.
ومن الأمور المهمة أيضاً في النظام الغذائي أن يشتمل على مواد غذائية ذات مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم. وتحتوي مثل هذه الأطعمة على ما يُعرف باسم الكربوهيدرات البطيئة، ويقول الدكتور بيني باناكال: «يتم هضم وامتصاص هذه المواد الغذائية ببطء، وهو الأمر الذي يُحافظ على ثبات مستوى السكر في الدم لفترة أطول».
وينطبق هذا القول على معظم أصناف الفاكهـة والأطعمـة التي تحتوي على الألياف الغذائيـة مثل الحبـوب، وعلى العكس من ذلك تعمل الحلويات والأطعمـة المُحلاة بشدة على ارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة وبشكل مفاجئ ثم انخفاضـه مرة أخرى، وبالتالي فهى غير مناسبة خـلال شهر الصيام.
وإضافة إلى ذلك، هناك بعض الطرق البسيطة التي تساعد على تجنب آلام الصداع، إذ تقول خبيرة التغذية ريم السعدي: «ينبغي على المرء، مثلاً، عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، مع ضرورة ارتداء قبعة ونظارة شمسية عند الخروج في الهواء الطلق، لأن الإبهار، الذي تسببه الشمس، يمكن أن يعزز من آلام الصداع».
وينطبق الأمر نفسه على العضلات المشدودة والمتوترة، التي يمكن أن تنعم بالاسترخاء بصورة أفضل من خلال تدليكها لفترة قصيرة.
وأوضح استشاري أمراض القلب أنه «ينبغي على المرء التوجه إلى طبيب إذا لم تختف آلام الصداع على الرغم من اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة، وحتى مع الأشخاص، الذين يعانون آلام صداع مزمنة»، فإن الدكتور بيني باناكال ينصح بضرورة استشارة أحد الأطباء قبل بداية شهر الصيام، لأنه يمكن أن يصف للمريض بعض الأدوية يتم تناولها أثناء الليل، التي تعمل على التخفيف من الآلام.
وأضافت خبيرة التغذية ريم السعدي أن «هذه الأدوية، مثل (الباراسيتامول)، يتم استخدامها كمسكنات وقائية أيضاً.