قبل ان ندخل في تفاصيل الخبر علينا ان نتعلم شيئاً من التاريخ بين المجموعتين
عندما بدأت حركة آل سعود و محمد بن عبد الوهاب في القرن السابع عشر لجأ الاثنان الى طلب المساعدة من مجموعات بدوية تعيش في نجد كان يعرف عنها الهمجية و العصبية القبلية و الشراسة كانت تدعى" الاخوان المسلمين"
استعملت السلفية الوهابية و آل سعود هذه المجموعات في عمليات الذبح و التنكيل و الحرق بدون رٌحًمِة للكبير و الصغير في الجزيرة العربية و كانت رسالة محمد آل سعود و ابن الوهاب لقبائل الجزيرة العربية :اما ان تنضموا تحت لواءنا او نرسل اليكم سفاحينا
و كان لمحمد ابن الوهاب نوع من السيطرة الفكرية على هؤلاء المجموعات المتشددة فما عليه الا ان يقول لهم مثلاً ان امراء و سكان الرياض "كفار" حتى تهوش هذه المجموعات و تقتل من تصل اليه سيوفهم منهم و تقطع الرؤوس و الاوصال و يحرق النخل و الزرع و تسرق ما تسميه "غنائم"
كذلك وعدهم ابن الوهاب و آل سعود انه بعد ان تدين لهم الجزيرة العربية فسيذهبون للعراق و بلاد الشام "لنشر اسلامهم" و القضاء على الكفار "غير الوهابيين"
لكن بعد ان استتب الامر لآل سعود و ابن الوهاب تفاجأ الاخوان المسلمين ان الدولة الاسلامية التي وعدوهم بها باتت مملكة و الحكم الملكي ليس من شريعة الاسلام و اتى آل سعود بالبريطانيين و الاميركيين الى ما سمي بالسعودية وتوقفت "الفتوحات"
فثاروا على ابن سعود و ابن الوهاب فما كان من الاثنين الا ان طلبوا من القوات البريطانية مساعدة مقاتلي السلفية و الوهابية لسحق الاخوان المسلمين فبدأؤ بذبحهم و ارتكاب مجازر ضدهم و بدأت القوات البريطانية بقصفهم من البر و الجو و البحر حتى افنتهم
فخفت صوتهم و ادركوا انهم كانوا ضحية مؤامرة و انه تم استعمالهم مطية ن قبل آل سعود و ابن الوهاب و البريطانيين
يبدو ان الشيئ نِفَسٌ ه يحصل في سوريا اليوم فالسلفية الوهابية لا وجود لها في سوريا و لكن هناك الاخوان المسلمين فتقرب السلفية منهم ليساعدوهم على الدخول الى سوريا و ينشؤا مراكز لهم تحت غطاء اخواني و لا ننكر ان للاخوان المسلمين كفكر متشدد حالهم حضور في المجتمع السوري و فعلاً ادخل الاخوان المسلمين المجموعات السلفية الوهابية "القاعدة" الى سوريا لمساعدتهم في مقارعة النظام السوري و لاسقاطه و الاستيلاء على الحكم في سوريا فالمجموعتين لهما هدف واحد و عدو واحد هو النظام السوري و الاعتدال الديني المشهورة به سوريا لا يناسب مخطط الصهيونية للمنطقة في المرحلة المقلبة و يجب القضاء على الوسطية السورية
و لكن الاخوان المسلمين اليوم نادمين في سوريا فقد بدأو يضيقون ذرعاً بالسلفيين الوهابية و مسلحي القاعدة و مجموعاتها و الاهالي بدأو بالاحساس بالورطة فقد فتحوا بيوتهم و ابواب قراهم لهؤلاء الدخلاء و لم يعودوا قادروين على التخلص منهم فما ان يثبت السلفية الوهابية اقدامهم في تلك القرى و الارياف في سوريا حتى يبدأو فرض احكامهم و يعلنوا انِفَسٌ هم امراء عليها و يطلبوا الطاعة و الولاء من الجميع بمن فيهم المسلحين و الاهالي و يا ويل من يخالفهم او يعترض عليهم فسيتم ذبحه و من يرفض يقتل هو و اهله و ابناءه و ينكل بهم و طالما هناك عدو عالمي هو النظام و اعلام مسخر لخدمتهم يساندهم فكل جريمة تحدث من هذا النوع يتم اتهام النظام بها
الاهالي الهاربين من قراهم يتحدثون عن الامر يقولون لقد ندمنا لقد استغلونا و لم يظهروا وجههم الحقيقي الا بعد ان اصبحوا متواجدين بأعداد كبيرة و هنا اصبحنا كالرهائن في بيوتنا و قرانا
اريحا و جسر الشغور و الحفة و ادلب و ريف دير الزور و قدسيا تعيش نفس القصة و نِفَسٌ الحالة
يقول احد الاهالي النازحين بسبب الصراع بين الاخوان و السلفيين في منطقة عندان في ريف حلب:
قالوا انهم اتوا لحمايتنا ثم اتضح انهم يحتمون بنا!!!!
لكن من الناحية الاخرى فالاخوان المسلمين ليسوا لقمة سهلة و هم لديهم من المرارة ما يجعلهم شرسين ايضاً و ان لم يكونوا بشراسة و ضراوة سلفية "القاعدة" لكنهم مقاتلين اصحاب عقيدة الجهاد
و هكذا و بعيداً عن عدسات التصوير و الاعلام تعيش المجموعتين حالة من الحرب والصراع بدأ منذ الاسابيع الاولى التي التقوا فيها في سوريا في مكان واحد و هو "صراع النفوذ" و السيطرة على المناطق
فمن يدين لمن بالطاعة و من ستكون له اليد العليا و السيطرة المطلقة
هل يركن الاخوان المسلمين و تكون المرة الثانية التي يغدر بهم السلفية و الوهابية و قوى الغرب و يجعلونهم مطية سرعان ما سيتعرضون للذبح و القتل ان خالفوا الاوامر العليا ام ان السلفية الوهابية المتمثلة بعناصر القاعدة سيكونون لقمة سائغة بيد مقاتلي الاخوان المسلمين الذين يفوقونهم عدداً و هم بلا شك اكثر ذكاء
هذا السيناريو موجود في سورا اليوم ابتداء من اصغر قرية و انتهاء بالمدن الكبرى و هذا يفسر حدوث جرائم قتل يقع فيها قتلى من الطرفين دون ان يكون للدولة او قواتها اي يد في الامر كل ما نراه هو جثث و جثث و جثث مجهولة الهوية او مقطوعي الراس او مشوهة او محروقة و هذا يدل على ان عداء السلفية و الوهابية للاخوان المسلمين ليس اقل من عداءهم للنظام و ان كانت الظروف تفرض عليهم اليوم اخفاء هذه الكراهية حتى اجل مسمى
هذا الصراع يتم لجمه حالياً لآن قطر معقل الاخوان المسلمين و مركز قيادته العالمية و السعودية معقل السلفية الوهابية و القاعدة تأتيهم الاوامر من اميركا ان يؤجلوا الصراع بين مسلحيهم الى ما بعد رحيل الأسد
عاجلاً ام آجلاً لن يستطيع اي منهم تحمل وجود الآخر و سنرى صراع بين الاخوان المسلمين الذين لهم الاكثرية و بين السلفية و الوهابية الذين يملكون المال والشراسة و يتبعون اسلوب الذبح العنيف لتخويف الآخرين و اخضاعهم
بوادر هذا الصراع بدأ و ان كان على نطاق صغير و لكن القادم اعظم
و التاريخ سيعيد نِفَسٌ ه .