المرض النفسي هو كبقية كل الأمراض العَضّوِية التي تصيب الإنسان و في اغلب الأحيان يكون مرتبطاً بالوراثة، وبالاستعداد النفسي للمريض، أو بالتعرض لازمة نفسية حادة تسبب الانهيار العصبي والنفسي والتي تكون في معظم الأحيان بسب حالة عاطفية أو يكون ابتلاء وامتحان من عند الله (سبحانه وتعالى)، وهذا ما يدفعنا إلى التحلي بالصبر والإرادة القوية والبحث الحثيث عن الشفاء بكل الوسائل المتاحة في الطب العصبي والنِفَسٌ ي.
والسؤال الذي يطرح نِفَسٌ ه كيف يتعامل ذوي المرضى مع مرضاهم ؟؟ وما هي الوسائل والأساليب التي يتبعونها لعلاجهم؟!!
فمن بعض الوسائل التي يتجهون إليها اللجوء إلى السحرة و المشعوذين الذين يستغلون طيبة قلوبهم وحاجتهم الماسة لإيجاد دواء شافي لأبنائهم وكما يقولون(الغريق بتمسك بقشة)، ومعظم هؤلاء السحرة والمشعوذين يستخدمون ويبتكرون احدث الطرق للنصب والاحتيال، وقد تبين في مسح لإرادات المشعوذين والسحرة أنها وصلت لخمسة مليارات دولار سنوياّ ، حيث يمارس (250) ألف دجال الشعوذة في الوطن العربي، و(55) بالمائة من مدمنات السحر والمتعاملات مع العرافين من العتعلّمات والمثقفات العربيات ..و(24) من ذوي التعليم المحدود وضعفي الثقافة وهم زبائن دائمين للمشعوذين ..وهذا ما يزيد من عدد السحرة المرتبطة أعمالهم بالخرافات والاعتقادات الزائفة.
وهذه الظاهرة منتشرة بشكل مخيف في المجتمعات العربية , ويقول علماء النِفَسٌ بان الإدعاء بمعرفة الغيب يتجلى في تقديم احتمالات مختلفة ومنطقية ، الأمر الذي يلجأ إليه بعض المنجمين فيطرحون احتمالات مختلفة أمام أناس مختلفين، فتنتهي إما سلباً أو إيجاباً ، لكن العقل البشري المعني بالمستقبل وخفايا الغد يمارس ضغوطاً لا شعورية على صاحبه مما يجعله يقع فريسة للمشعوذ والدجال الذي يبتز أموالهم ووقتهم .
وقد تنوعت أساليب المشعوذين والسحرة من الضرب بالمندل وقراءة الفنجان والكف وادعائهم الكاذب بمعالجة بعض الأمراض المستعصية مثل (الايدز والسرطان...الخ)و باتوا يستهزئون بقدرات الأطباء والعلماء والعلم حتى أنهم باتوا يرّووجون لأنِفَسٌ هم على بعض الأقنية الفضائية و الإعلانات التي تغرّر وتستخف بعقل كل مشاهد يتابع ويصدق اقنيتهم المتسترة تحت ستار الدين.
فإلى متى ستبقى هذه الظاهرة موجودة في مجتمعاتنا العربية التي وصلت وتفتحت بفكرها وعلومها وثقافتها العربية التي ارتقت إلى أعلى المستويات؟؟؟...واختتم حديثي بقول الله بسم الله الرحمن الرحيم (قل لن يصببكم إلا ما كتب الله لكم ) صدق الله العظيم.