من قائل هذه العبارة؟ (إن الحزب الذى يضرب عن دخول الانتخابات إنما يقضى على وجوده كحزب سياسى )!
هل يا ترى السيد أحمد عز (ده أسمه الثلاثى !) أم السيد جمال مبارك أم السيد صفوت الشريف أو أى سيد أو أبو السيد فى الحزب الوطنى قال إيه الديمقراطى؟
الحقيقة ليس واحدا منهم إطلاقا صاحب هذه العبارة التى يرددها هؤلاء الآن ومعهم جوقة وكورال العجائز الذين تولوا فى مراهقة متأخرة قيادة أحزابهم المسماة معارضة واللى ما تتسمى ، بل صاحب العبارة هو إسماعيل صدقى (من غير السيد ) وهو لمن لا يعرفه ديكتاتور ومستبد كبير عميق غليظ عريض تولى رئاسة الوزراة فى مصر عدة سنوات خلال الثلاثينات والأربعينات وكان يدوس الدستور بالحذاء والديمقراطية بالزنوبة والحرية بالقبقاب واحترف تزوير الانتخابات وتزييف إرادة الأمة ، وبعدما اصطنع تعديلا على الدستور أنهى أى بارقة أمل فى نزاهة الانتخابات (هل شملت تعديلاته أيامها المادة 76أم لا ،؟ معرفش لكن أكيد مع إنى شاكك !) قرر حزب الوفد أيام ما كان حزبا وأيام ما كان وفدا وحين كان حزبا يرأسه زعيم و ليس حزبا يرأسه مزعوم مقاطعة الانتخابات احتجاجا على ما قامت به وتقوم وزارة صدقى باشا من مصادرة حرية الرأى بتعطيل الصحف ومراقبتها إداريا والعبث بحرية القول والاجتماع وحرية الانتقال من مكان لآخر وأكد أن الانتخابات التى تجريها وزارة صدقى فى ظل هذا النظام مع ما يحوطها من أعمال الضغط على حرية الأهالى جميعا بما لا يتفق وقوانين البلاد المتمدينة لا تعبر عن إرادة الأمة!
ومع ذلك طبعا أجرى صدقى باشا الانتخابات التى اسفرت عن فوز ساحق لحزبه الوهمى الذى يحمل اسم الشعب (فى كتاب صفاء شاكر الصادر عن دار الشروق عن اسماعيل صدقى تجد أن حزب صدقى أجبر العمد والمشايخ فى الريف على ان يوقعوا استمارات عَضّوِية فى الحزب ويقول تقرير أمنى وقتها أن الكثير من أعضاء الحزب انضموا إليه لجر المغانم )
يا أخى تقريبا الاستبداد هو نفسه وما فعله صدقى باشا يفعله نظيف بك وما جرى فى عهد الملك فؤاد فى مصر المحتلة هو ذات نِفَسٌ ه ما يجرى فى عهد الرئيس مبارك فى مصر المعتلة!
الاختلاف الحقيقى أن المعارضين فى الماضى كانوا رجالا أولا وكانوا محترمين ثم كانوا مؤمنين بمبادئهم ومستعدين للتضحية وليس مثل الأحزاب العنينة التى تشارك نظام الحكم الآن فضيحة تزوير الانتخابات واللواط بالديمقراطية!
الغريبة أنه عام 1931 قاطعت أحزاب المعارضة مثل الوفد والأحرار الدستوريين الانتخابات المزورة بينما شاركت فيها جماعة الإخوان المسلمين!
يا أخى متى يتوقف التاريخ عن الرذالة؟!