انتخابات مجلس الشعب المقبلة ستكون مأساة مضحكة!
في تزويرها..وفي توزيعها للغنائم البرلمانية علي أحزاب المعارضة!
أي انتخابات هي انعكاس لواقعها، والمتأمل للذين يطرحون أنِفَسٌ هم للترشح من خلال الحزب الوطني أو من الساعين للنجاح مستقلين ثم الانضمام للوطني ستجدهم لا يخرجون عن هذه النوعية من رجال أعمال يريدون تقوية وتحصين مجال أموالهم وتدعيم وجودهم في السوق بحصانة برلمانية تخدم وترعي مصالحهم، أو مليونيرات صغار يريدون أن يكبروا بالسياسة، أو أثرياء يبحثون عن وجاهة، ولهذا فالشيء الوحيد الذي تراه الآن في كل الدوائر من الساعين للترشح هو حجم التبرعات والأموال المغدقة علي مراكز شباب أو جوامع (يا للمفارقة!!) أو رصف أو تجميل ميادين ووضع نافورات أو تمويل جمعيات خيرية أو تسفير معتمرين عجائز أو رش أموال مباشرة علي أطراف في الدائرة حتي يضغط هذا الوجود علي الحزب وعلي جهاز أمن الدولة في سباق المنافسة من أجل اختيار المرشح الذي يفضل الأمن نجاحه أو بالدقة إنجاحه بين من الأكثر غني، من الأكثر صرفاً وإنفاقاً، من الأكثر ولاء، من الأكثر طاعة!
حتي أهالي أي دائرة يتكلمون الآن عن المرشحين علي طريقة ح يدفعوا كام؟ ح يصرفوا فين؟ ومتي؟
هذه هي تربة الحياة الانتخابية في بلدنا، حيث النائب محسن كريم مغدق منفق أو راشٍ يرش رشاوي حيث الناخب محتاج وتعبان مالياً ويريد أي حاجة تملأ عينيه حتي لو مروحة في دار مناسبات أو بناء سور حول مقلب زبالة، النائب يقوم بالخدمات والرشاوي والناخب ينتظرها باعتبارها عملاً طبيعياً وبدهياً!
أين السياسة من كل هذا؟
أين الأمة والوطن والدستور والإصلاح السياسي؟
أين الخطط والموازنة والمستقبل؟
تحت الترابيزة أو في سلة المهملات، ليست أبداً في ذهن الناخب المصري؛ فقد تحولت انتخابات مجلس الشعب بالنسبة إليه إلي انتخابات مجالس محلية، مهمة النائب فيها هي: المجاري والرصف وتوسيع المدرسة ونقل سوق البهائم!
إذن ليست مأساة الانتخابات في تزويرها وتوزيع مقاعدها مثل قطع الجاتوه علي أعضاء من أحزاب معارضة أليفة عبر الشيف الأمني الجاهز والفخور بالضبط والربط فقط، بل مأساتها في أنه لم تعد هناك انتخابات بالمعني الحقيقي في عصر مبارك!
كل شيء فقد معناه الحقيقي في عصر الرئيس مبارك!
لهذا يندهش الواحد جداً من هذه الغفلة عن مطلب مهم وواحد ووحيد ينقذنا من التردي الانتخابي في البلد!
مطلب القائمة النسبية!
لا حل لمصر إلا بانتخابات مجلس الشعب بالقائمة النسبية، وهذا لن يتحقق في عز أمانة السياسات!
نلتقي إذن في عصر قادم!!