هل سمعتم بالشيخ محمد عبدالمقصود حراز؟!
شخصياً لم اسمع به إلا عند فوزه في دائرة الخانكة عن الحزب الوطني مسبوقا بلقب "شيخ" في انتخابات مجلس الشعب المزورة.
قالوا إنه فضيلة الداعية الإسلامي الكبير إمام مسجد الحسين. عادة ما يكون إمام هذا المسجد على قدر من الشهرة خصوصا من خلال إمامته لصلاة الفجر التي كانت الاذاعة المصرية تعتاد على نقلها منه. لا اسمع الإذاعة الآن ولا أدرى هل الحال مستمر أم تغير.
كنت مثلا معجبا بصوت فضيلة الشيخ أحمد فرحات وهو رجل ضرير. كان والداً لزميل المهنة القديم ياسر فرحات عليه رٌحًمِة الله الذي زاملني في جريدة "المسلمون" فترة من الزمن، وعرفته من خلال صوت أبيه ولم أعرف أباه به الذي تحدثت إليه قبل سنوات مرة واحدة عبر الهاتف اسأله ما إذا كان رأس الإمام الحسين رضي الله عنه مدفونا فعلا في ذلك المسجد، خصوصا أنه في أماكن أخرى يقال إنه مدفون فيها؟!
فرد بصوت خاشع: لا يا ابني إنه مدفون هنا وأنا أحس في قلبي بذلك؟!. سألته: تقصد أنك رأيت علامات؟.. أجاب بأدبه الجم باختصار وكأنه يريد أن ينهي الكلام حول هذا الموضوع.. قلبي يحس بذلك.
أحدهم حكى لي مؤخرا أن الشيخ حراز عَضّوِ البرلمان عن الحزب الوطني كان مبسوطا وهو يسمع اشاعة "ظهور الحسين" بعد يوم واحد من اشاعة "ظهور العذراء".. وإنه رأى فيه فرحة وتأييدا من السماء لانتخابه عن الحزب.
وقال لي من كان يحدثني عن بركات الشيخ حراز وسره الباتع إنه تحدث مع الشريف أحمد بن عز عن ذلك الظهور المبارك وطمأنه بأنها إشارات بأن ما يفعله من الإسلام بدليل أنه مسنود ببركات "آل البيت"!
ضحكت حتى كدت أقع.. كان صديقي يتحدث جادا.. فيما رأيتها أنا نكتة أو دعابة منه، الأمر الذي جعله يعتذر عن اضاعة وقته معي وينصرف حانقا مزمجرا، مرددا ما لم اسمعه وأظن أنه كان ينعل سنسفيل أهلي!
أمس الجمعة قرأت حديث فضيلة الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد عبدالمقصود حراز مع جريدة "اليوم السابع" فعذرت صديقي ولمتُ نِفَسٌ ي.. فما ردده على أنه سمعه عن الشيخ حراز بخصوص تمثل أو ظهور الإمام الحسين واعتبار ذلك مباركة له ولأحمد عز الذي يقول إنه سليل الأشراف، وهو نسيب لأحد الذين كانوا على رأس نقابتهم في القاهرة، ويقوم بدور مهم في النقابة وفي استخراج بطاقات النسب.
هذه الذي ردده واعتبرته نكتة، هو جد الجد مقارنة بكلام حراز لليوم السابع، حتى أنني شعرت بأن "نافوخي" يطير وأخشى أن الجأ في النهاية طلبا للعقل إلى الشيخ حراز بوصفه نائبا في دائرة "الخانكة"!.. مع الاعتذار لأهل الدائرة الكرماء، فأنا أعني "الاستبالية" وليس "المكان"!
الشيخ حراز قال لليوم السابع "الناس بميولها الوطنية تميل إلى الوسطية، وبرنامج الوطني وتعليماته لنا كمرشحين من المبادئ الإسلامية".
هذه فتوى جديدة أكثر خيالا وشطحا من إشاعة ظهور الحسين!..
ثم يقول "الوطني هو الحزب الذي يقود مسيرة النجاح في مصر، وأنا مقتنع به تماما، وإن لم يأت إليَ، كنت سأنتمي إليه وسأساند مرشحه أيضا، فالإنسان ينبغى أن يكون ثابتاً لا يكون كالنخلة يميل شمال ويمين، وليس معنى أن الوطنى لم يأت به أن ينقلب ضده، فعليه أن يساند مرشح الحزب وأن يكون انتماؤه للحزب ثابتاً"!
تمام يا مولانا.. وماذا بعد؟..
يقول "التقيت المهندس أحمد عز قبل المجمع فى الأمانة العامة، وكانت عبارة عن محاضرة ثقافية ماذا سنفعل؟ وماذا سنقدم. وكيف سننجح حزبنا؟، فكانت محاضرة عامة فيها شفافية وصراحة، وطالب الكل بالالتزام بالحزب حتى وإن لم يقع عليه الاختيار، والحزب لم يقدم لى سوى الدعم المعنوى فكلها توجيهات حزبية مثل لا تسب أحداً، قم بدعايتك بكل شفافية واحترام وكلها من المبادئ الإسلامية، فليس من الداعى التجريح فى الآخر، وأنا التزمت بتعليمات الحزب".
مولانا أسبغ على الشريف عز صفة علماء الدين الفقهاء.. يحاضر بشفافية عن توجيهات حزبية مستقاة من المبادئ الإسلامية.
ثم يفتي بعدم حدوث التزوير "كل انتخابات يقولون نكسة سواء محلية أو نقابات أو شعب أو شورى، وهذه شماعة لتعليق هزيمتهم، والناس عندما رأوا أن الحزب الوطنى أخذ الأمر بجدية والناس التفوا حوله وأصبحت الهزيمة مزرية بدءوا فى القول بأن الانتخابات أصبحت نكسة والتزوير اتهام باطل".
مولانا يسمي نِفَسٌ ه رجل دين. ومعلوماتي أن هذا التعبير غير موجود في الإسلام فيتساءل "وما ذنبى أننى رجل دين، لكن أفهم فى السياسة"؟!
ويشرح فهمه للسياسة بأنه يجب أن يكلم الناس بالعقل وليس بالقرآن.. وما يقصده هنا أنه ليس كل الناس تؤمن بالقرآن.. وعبارته هنا تدل على ذلك المعنى فهو يقول "فالرسول عندما كان يتكلم فى السياسة مع الغير هل كان يتكلم بالقرآن؟؟ فهو كان يتكلم بالعقل، لأنهم لم يؤمنوا بالقرآن كذلك كل الخلفاء والأمراء".
حاولت الاتصال بصديقي لاعتذر له عن استهانتي بقصته التي اعتبرتها دعابة ونكتة مضحكة لكنه لم يرد ويبدو أنه اتتخذ قرارا من جانبه بمقاطعتي.. وها أنا أكتب اعتذاري له وأرجوه ان يتصل بي، وعلى إخواني من القراء أن يساعدوني هنا في اقناعه بأنني كنت فقط أضحك من مغزى القصة .
في دولة الوطني لابد أن ننتظر الحل بالظهور المبارك.. فبين التزوير والخرافة شعرة.. "ساعة تروح وساعة تيجي"!