ثمة علاقة افتراضية بين سمكة شرم الشيخ التي التهمت سائحة ألمانية أمس وبين أحمد عز الذي كرر في جولة الإعادة تسويد الصناديق بالجملة!
السائحة الألمانية المسكينة صدقت إعلان السلطات القبض على سمك القرش الذي هاجم أربع سائحات في الأسبوع الماضي وأصابهن بجروح بالغة، فنزلت إلى البحر واثقة من الشفافية والنزاهة والضمير، فإذا سمكة قرش تأكل ذراعها الأيسر وقدمها اليمني.
ماتت السائحة من الصدمة. هكذا يقول تقرير السلطات المصرية. كونها ماتت لهذا السبب لاحقا وليس بين أسنان السمكة لا يبرئ المسئولين بل هو مدعاة للتأكيد أن حياة البشر عند من يتولى أمرنا لا قيمة لها.
كنا نظن أن حياتنا فقط كمصريين لا تساوي شيئا. الثمن لا يزيد عن ألف جنيه إعانة إذا فقدناها في حادث قطار أو أي كارثة بسبب الإهمال والفوضى، لكن فوضى الحرس الجديد أو جماعة التوريث وقعت في شر أعمالها بالتسبب في وفاة سيدة ألمانية.
الحادث لا يقل في نتائجه عن هجوم مسلح. ستتأثر السياحة وتفقد شرم الشيخ معايير الأمان الدولية. ليس خوفا من البحر فقط بل من البر أيضا وسلامة طرقاتها وفنادقها وطعامها. فمن يضمن لهم أن الكذب والتلفيق الذي جعل السائحة تفقد حياتها في البحر ليس موجودا أيضا في أماكن أخرى.
أحمد عز في جولة الإعادة تصرف كسمكة شرم الشيخ. لم يتأثر بفضائح الجولة الأولى ولا أظنه لم يتابع الحديث عنها في وسائل الإعلام العالمية، والسخرية التي اكتنفت تصريحات الخارجية الأمريكية والمسئولين في العواصم الأوربية عن تسويد الصناديق بالجملة التي أدت لأن ينافس الحزب الوطني نِفَسٌ ه!
عز دخل غرفة عملياته أمس ليدير التنافس بين مرشحين ينتمون إليه. طلب من أمناء الحزب في المحافظات أن يؤيدوا مرشحا ضد آخر. مقاييسه أن هذا خفيف الدم وذاك ثقيل. وهذا يحب جمال مبارك وسيكون نافعا في حسم توريثه السلطة، وذاك لا يؤمن جانبه أو أنه "مخبل ومخبول ومهزوز ومجنون" إلى آخر المعجم اللغوي الذي انتجه لنا سيادته واستخدمته مرشحة الوطني الدكتورة مؤمنة كامل ضد قاض عظيم كشف التزوير ولم يتردد في الدفاع عن حقه وحق مصر.
الغريب أن البعض ظن أن الإعادة ستشهد غيابا لأحمد عز على أساس أنه لم يبق للحزب الوطني نصرا يبحث عنه بعد انسحاب المنافسين من إخوان ووفد، وأن المرشحين المتنافسين كلهم وطني ما عدا أفراد قلائل من المستقلين وحزب التجمع لو قدر لهم الفوز لن ينقصوا من نسبة حزبه الساحقة الماحقة التي لا يغلبها غلاب!
ذهب المرشحون وهم مطمئنون إلى أنه لا تسويد ولا تزوير وبيع للأصوات. أحمد عز فاجأهم بالظهور وراح يلتهم أصوات الناخبين. صناديق كاملة معبأة بأصوات لم يدل بها أصحابها. ومن ذهب منهم فوجئ بأن بطاقته تم تمزيقها جهارا وعلنا كما حدث مع ناخبة عجوز تحدثت لتلفزيون البي بي سي ليلة أمس.
صحيح.. سمكة قرش!