لا يتوقف الأستاذ عادل حمودة عن دروسه ومواعظه في آداب وقواعد بلاط صاحبة الجلالة "الصحافة" لكنه للأسف الشديد واقع حتى الثمالة في أخطاء مهنية يتفاداها الجالسون على مقاهي درب "بهانة"!
يفتتح آخر مقالاته بصحيفته الملاكي "الفجر" بهذه العبارة البليغة "الصحيفة المحترمة هي الصحيفة التي تقع في أخطاء مهنية بسيطة.. ولكنها تسارع بتصحيحها والاعتذار عنها.. أما الصحيفة العريقة فهي الصحيفة التي تقع في الأخطاء المهنية الكبيسة.. وتتمادى فيها.. وتصر عليها..".
حمودة نِفَسٌ ه أوقع "روز اليوسف" في أخطاء كبيسة شنيعة وأصر عليها طوال السنوات التي قضاها مسئولا عن تحريرها، فحولها لصحيفة "بورنو" يتعاطاها المراهقون ليلا في غرف نومهم ويتخلصون منها مع طلعة الشمس خوفا من أن يكتشفها آباؤهم، كأنها بانجو أو حشيش!
وحمودة جعل من روزا طوال عهده الميمون سلاحا يطعن به شرف العلماء والدعاة وكل من يدخل مسجدا أو يحمل مصحفا أو يذكر الله.
شنت أشرس حروبها ضد الشيخين محمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي ووجهت نحوهما ونحو غيرهما من العلماء كشيوخ السعودية وأبرزهم عبدالعزيز بن باز، طعنات القمني والعشماوي ومن سار على دربهما.
كنت أعمل في جريدة "المسلمون" السعودية في ذلك الزمن، وكانت سلطاتها قد حظرت دخول "روز اليوسف" بسبب أغلفة البورنو وصور العري التي ملأت صفحاتها واستهزائها بالإسلام وعلمائه.
ولم نكن نرى سوى الإعلان الذي كانت تنشره جريدة "الجمهورية" أسبوعيا عن المجلة فيصدمنا الغلاف الذي يتضمن صورة عارية وهجوما يتبدل أسبوعيا من الشيخ الشعراوي إلى الشيخ الغزالي وعمر عبدالكافي وحافظ سلامة وفهمي هويدي.. وعناوين قميئة منسوبة إلى القمني وأشباهه.
ولم نقصر في الرد.. مجموعة من الصحفيين المصريين.. ورغم لغتنا المحترمة وعدم انجرارنا إلى مقابلة ردح العوالم بردح، فقد كنا أقدر على استثارتهم وكبح جماحهم، بينما الشيخان الشعراوي والغزالي والكاتب الكبير فهمي هويدي لا يعيرونهم التفاتا ولا أهمية وربما لا يقرأون حرفا مما تكتب صحيفة بورنو الأستاذ عادل حمودة.
حمودة الآن رجل سبعيني.. في الزمن الذي يبحث فيه المرء عادة عن حسن الختام، ومع ذلك يصر على الطعن في شرف العلماء، ويقع في نِفَسٌ أخطائه الكبيسة، ويدرب عليها تلاميذه من شباب الصحفيين ليسيروا على دربه.
طعنت صحيفته "الفجر" في شرف الداعية فضيلة الشيخ محمد حسان وتقولت على شقيقه محمود حسان وعندما رغب الأخير في الرد على افتراءاته، لم تسمح له كما تقضي أبسط القواعد المهنية، بل شنت هجوما على تعقيبه وحاصرته بما لا يليق أن تنشره صحيفة تحترم نِفَسٌ ها وقراءها.
لا أريد أن أعود إلى تفاصيل الافتراء على الشيخ حسان وإلى ما اتهمت به شقيقه، فيكفي لدحضها أنها صادرة من صحيفة يصر صاحبها على أخطائه الكبيسة.
ولم يحرض تلاميذه على الكذب الرخيص وحسب، بل استباح تزوير الكاميرا، وصور بيوت منطقة يسكن الشيخ إحداها على أنها كلها قصوره ، وراح يسخر من الزواج بامرأتين على سنة الله ورسوله كأنه سقوط في الحرام!
كنت دائما لا أرى سببا يمنع الشعراوي والغزالي وعبدالكافي من مقاضاة روز اليوسف، فالترفع لا يمنع من مواجهة السفهاء في ساحات العدل وهو السلاح القوي الفتاك الذي أمسك به وأجاده فضيلة الشيخ يوسف البدي فردع أمثالهم وأخافهم وحبسهم في جحورهم ومنهم الأستاذ صاحب دروس المهنة.
والآن أشد على يد محمود حسان أنه قرر أن يقاضيهم ويجعلهم خصومه في ساحات نعتقد أنها الوحيدة السليمة الباقية من مصر المعلولة.
لا يكفي أن نختصمهم أمام الله.. فالإسلام القوي العادل يدعونا للذب عن أنِفَسٌ نا.