أول مرة أعرف أن هشام طلعت مصطفى ركب قطار الزواج السريع بدءا من الممثلة نورا عندما كان في الرابعة والثلاثين من عمره ونهاية بالمذيعة وسيدة المجتمع هالة عبدالله ليوم واحد فقط قبل القاء القبض عليه في قضية سوزان تميم.
تجاهلت الحكومة النظرية الرياضية المعروفة (المعطيات تؤدي إلى النتائج) فمنحته الثروة التي يبدل من خلالها النساء كما يبدل جواربه، وباعته أراضيها بثمن بخس لتساعده في الإنفاق على مملكة "الحريم" وعندما أثبت القضاء الفساد والإفساد في أرض "مدينتي" سهر ترزية الحكومة القانونجية بحثا عن مخرج قانوني يعيد الأرض إلى مجموعته في التفاف فاضح ومفضوح!
وعلى حد قول الدكتور حسن نافعة "النظام الحاكم ارتكب جريمتين في تعامله مع هذه القضية، أولاهما حين تنازل عن أصول مملوكة للدولة بثمن بخس، والثانية حين سعى لإيجاد مخرج يحمي حقوق رجال الأعمال".
الإعلامي الدكتور ياسر ثابت أعاد تنقيبه في التاريخ المنظور ليغوص في مملكة حريم هشام طلعت مصطفى فتوفر لي شخصيا ما لا أعرفه عن جانب مهم من دولة رجال الأعمال التي أسسها السيد جمال مبارك كترسانة لعهده القادم الميمون.
لا أفهم كيف صار رجل أعمال بهذه الصفات المزواجية التمتعية بالنساء عضوا بارزا في لجنة السياسات التي تصنع سياسة الدولة، وعَضّوِا في مجلس الشورى الذي من المفترض أنه يضم خيرة عقول البلد وأرصنهم وأكثرا قدرة على التفكير وليس على التريض في غرف النوم؟!
في كتابه الجديد "فيلم مصري طويل" دخل هشام بست زوجات من بينهن السيدة هويدا مصطفى أم أولاده وابنة خاله وما زالت في عصمته حتى الآن وهي التي اختارها له والده، في حين بدأ سلسلة الزيجات السريعة بالفنانة نورا، فالمطربة التونسية لطيفة، ثم المذيعة نيرفانا أدريس مقدمة برنامج "القاهرة اليوم" السابقة، وسوزان تميم، وأخيرا تزوج في صيف عام 2008 هالة عبدالله التي تزوجت قبله عشرات المرات.
لا أدري كم كلفه هذا القطار التوربيني السريع من مال. لكن لا شيء يهم ما دامت الدولة هي التي تدفع!
تزوج هشام من نورا في بداية التسعينيات بالرغم من رفض والده فقد كان في الرابعة والثلاثين وتكبره بخمس سنوات. دبت الخلافات الشديدة بينهم فطلقها مرتين وعادت إليه مرة ثالثة ثم ضغط عليه والده ليطلقها نهائيا.
أما زواجه من هالة عبدالله فاستمر ليوم واحد، دخل بها في 31 أغسطس 2008 وألقي القبض عليه في اليوم التالي بتهمة التحريض على قتل زوجته العرفية سوزان تميم.
هذا نموذج من رجال الأعمال الذين قدر لهم أن يرسموا مستقبل مصر والذين لا يرون لها أي مستقبل بدون جمال مبارك.