أينما ذهب عبد ربه وأينما استقرت وجهته فهو يستحق التقدير لشجاعته رغم صغر سنه ورغم جحافل المحاصرين المرجفين.
هذا الشاب أعلن حبه للاسماعيلية وأهلها عندما قام بقلب جسور بالتوقيع على ورقة يطلب فيها فسخ عقده مع ستراسبورج، بينما يرى وراءه كرابيج حمراء تحذره من سوء الخاتمة. وأمامه ياسين منصور يغربه بأموال قارون!
كيف لهذا الشاب أن صبر واحتسب. كيف له أن وقف بثبات على الأرض في مشهد يهتز له أكثر الثابتين!
هذا هو حال أبناء الثغور.. وهكذا هي الاسماعيلية التي تلد الرجال الذين يحمون ثغور الوطن ويتحملون بأجسادهم وبيوتهم وأبنائهم الضربات الموجعة، بينما يعيش الآخرون في النعيم والأمن كما حدث في كل الحروب الثلاثة الماضية.
ربما لا يدرك هذا الجيل المتعصب كيف حاربت بورسعيد والاسماعيلية والسوبس بالنيابة عن الوطن في حرب 56 وحرب 67 وكيف أصبح أهلها مهاجرين تاركين بيوتهم الأثيرة وشوارعهم الجميلة وشواطئهم الخلابة، إلى مساكن شعبية بشقق صغيرة، قطنوها سنوات طويلة.
قدر الاسماعيلية أن يطارد الأهلي لاعبيها، وأن يوجعها في فلذات ناديها، وأن يسعى بكل الطرق لاستقطابهم أو القضاء عليهم.
فلترض بهذا القدر.. ولتصر على الحياة وعلى خضرة بساتينها ولتتمسك بأبنائها والله معهم.