الشام شامك لو الزمن ضامك Admin
رقم العضوية : 1 عدد المشاركات : 1507 نقاط : 4004 التقيم : 13 تاريخ الميلاد : 20/07/1990 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 العمر : 34
| موضوع: الليل وما له من أسرار ، يحار العقل في تحصيلها، وتقف الكلمات وكأنها تقتحم فلا الأحد أغسطس 19, 2012 8:37 am | |
| وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ
وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ الليل وما له من أسرار ، يحار العقل في تحصيلها، وتقف الكلمات وكأنها تقتحم فلا يسمح لها إلا بقدر .. وقلمي في نهم يحاول بلا ملل، ويرضى بما سمح لي به مولاي وسيدي.... هذا الوقت من الليل، هو كالحلم الجميل الذي يراه المرأ فيتمنى ألا يتركه أبدا، وساعة يستيقظ ويدرك أنه كان حلما، يظل لوقت ما حالما، مسترجعا لحظاته في حب وشوق وود وهدوء.... ثم بعد ذلك يمضي لحال سبيله في يومه، ولكن يظل القلب متعلقا بما أنعم به عليه ربه، ومن كانت هذه حاله فهو على ما وصف به ربه عباده حريص ... فهيا بنا نعيش قصة السحر من أول السطر: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) هؤلاء هم أهل الدنيا ... وهم لهم في الليل صولات وجولات، يغرفون من المتع غرفا ويستزيدون بنهم لا يشبع... لقد صور لنا المولى عز وجل تصوير دقيق ومعبر وحكيم لأهل الدنيا وما يتمتعون به من نعم الله، فهيا بنا نعيش الصورة لحظة بلحظة... زُيِّنَ لِلنَّاسِ الزينة، التى برع فيها أهلها، فكلما رأينا منهم شيئا أخذ من بعض الناس حتى صوابهم، فيسارعون إليه ويلقوا بأنفسهم فيما أخذ لبهم، فالغني يحصل على ما أعجبه بأي ثمن، والقوي يحصل عليه بأي وسيلة يراها، والفقير ربما أكتفى بالنظر وربما أرتكب الحماقات من أجل حصوله على ما قد أعجبه، أما الضعيف فيستسلم وينصرف... والله أعلم بما في نِفَسٌ ه. وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ ولكن العقلاء من الناس هم الذين يعرفون من أين تٌؤكل الكتف... يعرفون جيدا أن ما سبق ما هو إلا زينة، لا يغتر بها، لأنها زينة، ولأنه يعرف أن الله عنده حسن المآب، حسن الختام، حسن المأوى، حسن العطاء، حسن المنقلب،و حسن الختام..... قلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) هنا تتضح معالم الصورة الجميلة ... فنرى الفرق واضحا بين ما عند عامة الناس وبين ما عند الله، وكذلك نرى الفارق بين من يجري وراء زينة معينة قد تكون من القبح ولكنها مزينة، وبين ما عند الله من جنات ونعيم دائم حقيقي لا تزييف ولا تزيين، أعده الله للمتقين... اللهم أرزقنا تقواك بكرمك وفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين.... تابع معي فعطاء ربك لم ينتهي بعد.... الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) يوضح لنا مولانا أن أول ما يفعله العبد حين يطلب رحمة ربه الخاصة، هو الدعاء.. هو أول ما يخطر بقلب التقي العابد الراجي رٌحًمِة ربه....إنه في الدنيا يدعو بمغفرة الذنوب، وفي الآخرة يدعو بالنجاة من النار، أما عن عطاء ربه فهو مطمئن إليه لأنه يعرف أنه راجع إلى العلي العظيم في كل شيء... الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) هؤلاء هم الذين يجتمعون بربهم، كلما شعروا بحاجتهم للراحة والأمن والآمان، وكلما تاقت قلوبهم لملاقاة الرحمن....اللهم أدخلنا برحمتك وفضلك في زمرة هؤلاء.. هؤلاء القوم يعيشون الليل والنهار بقلب واحد، وحالة واحدة، تجدهم في خلال ساعات النهار صابرين على الناس صادقين في تعاملاتهم وكلامهم وينفقون في سبيل الله، ثم هم بالإسحار يستغفرون. تابع لتنعم بأعظم عطاء : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)آل عمران هنا يقف قلمي، وتعجز كلماتي، ويتضاءل عقلي وتذهب نِفَسٌ ي إلى حيث لا أدري..... وكل ذلك من أثار كلمة قيلت في السحر..... لحظات من الصفاء والنقاء والشفافية تنعم بها الأرواح التقية، وهي لحظات يجتمع فيها الملائكة وأولو العلم مع العزيز الحكيم.....فيها يرقى الإنسان بنفسه، و تبدو مع إستغفاره ثمرات إيمانه، وتنهمر الدموع لتغسل ما بقي من أثار النهار... ففي الليل رونق وعبيق ووصال وسكينة... فلا تضيع على نِفَسٌ ك تلك اللحظات فهي أثمن ما في حياة الإنسان. | |
|