الصبر . أنواع الصبر .
بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ
قـبـل أن تـسـأل الله الـصـبـر ،،، هـل اخـتـرت نـوع الـصـبـر الـذي تـريـد ؟
كـل مـؤمـن بـالله وبـقـضـاءه وقـدَرِه يـسـأل الله الـصـبـر ، والـصـبـر لـه ثـلاثـة أنـواع
الأول
الـصـبـر بـالله ، ويـعـنـي الإسـتـعـانـة بـالله ورؤيـتـه أنـه هـو الـمُـصَـبِّـر ، وأن صـبـر الـعـبـد بـربـه لا بـنـفـسـه
قـال الله تـعـالـى
{ وَاصْـبِـرْ وَمَـا صَـبْـرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ... الـنـحـل : 127 }
أي : إن لـم يُـصـبـرك الله لـم تـصـبـر
الـثـانـي
الـصـبـر لله ، ويـعـنـي أن يـكـون الـبـاعـث عـلـى الـصـبـر مـحـبـة الله ، وإرادة وجـهـه الـكـريـم ، والـتـقـرب إلـيـه
لا لإظـهـار قـوة الـنـفـس ، وطـلـب الـثـنـاء مـن الـخـلـق ، وغـيـر ذلـك مـن الأغـراض
الـثـالـث
الـصـبـر مـع الله ، ويـعـنـي أن يـكـون الـعـبـد مـع مـراد الله الـديـنـي مـنـه ، ومـع أحـكـامـه الـديـنـيـة ، صـابـرا نـفـسـه مـعـهـا
سـائـرا بـسـيـرهـا ، مـقـيـمـا بـإقـامـتـهـا ، يـتـوجـه مـعـهـا أيـنـمـا تـوجـهـت بـه ويـنـزل مـعـهـا أيـنـمـا نـزلـت بـه
أي : جـاعـلا نـفـسـه وقـفـا عـلـى أوامـر الله ومـحـابـه
وهـو أشـد أنـواع الـصـبـر وأصـعـبـهـا ، وهـو صـبـر الـصـدِّيـقـيـن
قـال عـلـي بـن أبـي طـالـب رضي الله عـنـه
الـصـبـر مـطِـيـَّـة لا تـكـبـو
قـال الـجـنـيـد
الـمـسـيـر مـن الـدنـيـا إلـى الآخـرة سـهـل هـيِّـن عـلـى الـمـؤمـن ، وهـجـران الـخـلـق فـي جـنـب الله شـديـد
والـمـسـيـر مـن الـنـفـس إلـى الله صـعـب شـديـد ، والـصـبـر مـع الله أشـد
قـال ذو الـنـون الـمـصـري
الـصـبـر ، هـو الـتـبـاعـد مـن الـمـخـالـفـات ، والـسـكـون عـنـد تـجـرع غـصـص الـبـلـيـَّـة
وإظـهـار الـغـنـى مـع حـلـول الـفـقـر بـسـاحـات الـمـعـيـشـة
قـال أبـو عـلـي الـدقـاق
فـاز الـصـابـرون بـعـز الـداريـن ، لأنـهـم نـالـوا مـن الله مـعـيـَّـتـه فـإن الله مـع الـصـابـريـن
قـال الله تـعـالـى
{ يَـا أَيُّـهَـا الَّـذِيـنَ آمَـنُـوا اسْـتَـعِـيـنُـوا بِـالـصَّـبْـرِ وَالـصَّـلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَـعَ الـصَّـابِـرِيـنَ ... الـبـقـرة : 153 }
ومـراتـب الـصـابـريـن خـمـسـة
الـصـابـر ، وهـو أعـمُّـهـا شـمـولا
الـمـصـطـبـر ، وهـو الـمـكـتـسـب الـصـبـر الـمـلـيء بـه
الـمـتـصـبـر ، وهـو الـمـتـكـلـف حـامـل نـفـسـه عـلـيـه
الـصـبـور ، وهـو الـعـظـيـم الـصـبـر الـذي صـبـره أشـد مـن صـبـر غـيـره
الـصـبَّـار ، وهـو الـكـثـيـر الـصـبـر
والـحـمـد لله الـذي تـتـم بـحـمـده الـصـالـحـات
م/ن
أستغفرك اللهم وأتوب إليك