املكي زوجك بلا عتاب
"مرحة" صفة أساسية يشترطها أغلب الرجال المقبلين علي الزواج فالرجل لا يحب المرأة العبوس أو التي تعلو التكشيرة وجهها ، فالمتصفح لصفحات مطلوب عروسة يجد اول الصفات " مرحة " ثم يأتي بعد ذلك بقية الصفات الاخري ، فهل هذا يعني أن المتزوجات يعشقن النكد ويتفنن في تعاسة أزواجهن ؟
تجمع الدراسات العلمية علي أن الشريك النكدي يقدم المرض على طبق من فضة لشريكه الآخر، في الوقت نفسه يؤكد خبراء علم النفس أن هناك تفاوتاً في أسلوب التفكير بين الرجل والمرأة ومن هنا يأتي الخلاف، أما علماء الاجتماع فيؤكدون أن المرأة ليست مخلوق نكدي كما يزعم الكثيرون ولكن مشكلتها تكمن في اختيارها الخاطئ لأسلوب العتاب.
جحيم العتاب
معظم الدراسات النفسية تنصح حواء دائماً بضرورة التنفيث عن كبتها وغضبها ، كي لا تصاب بأمراض العصر، مثل الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم، ولا يوجد أفضل من العتاب للتنفيث ، لكن عدم اختيار التوقيت والمكان المناسبين يحوله إلى عناد وتحد، يقلب الحياة الزوجية إلى جحيم ، فيحاول كلا الطرفين استفزاز الطرف الآخر. هذا ما أكدته الباحثة الاجتماعية وفاء شماء.
وفاء أكدت لمجلة "سيدتي" أن أحد الزوجين قد يستخدم أحياناً طريقة الاستهزاء أو المبالغة في إظهار أخطاء الآخر بل قد يصل به الأمر لأن يتعمد التصرف بما يزعج الشريك، والنتيجة لن تكون إلا حرباً مشتعلة تحت سقف المنزل، وستكون نتائجها خطيرة جداً."
وتنصح وفاء كلا الزوجين بتعلم فن ومهارة الاستماع، فلا فائدة من العتاب إن كان الطرف الآخر يفتقد لهذه المهارة، التي تعتبر المحور الأساسي في موضوع العتاب واللوم، وأحياناً يكون المستمع أو المتلقي هو صاحب نجاح الحوار وليس المرسل أو المعاتب نفسه.
عتاب لا انتقاد
كفاكِ توجيه انتقادات لاذعة إلى زوجك، ألا تشعرين أن زوجك ينفر من هذا الأسلوب؟ هذه نصيحة خبراء الحياة الزوجية لكِ ، إذ يؤكدون أنه من الأفضل إلا يسير الحوار بانفعال على النحو التالي "أنه يقاطعني طوال الوقت". "أنك تتأخر كثيرا".
يقول الألماني هارتفيج فينيمار أخصائي علوم الشيخوخة "إن بعض الأزواج يظلون يوجهون الانتقاد للأشياء التي لا يرضون عنها في شركائهم ثم يتملكهم اليأس ويتوقفوا عن توجيه هذا الانتقاد"، لكنه يشير إلى أن هناك عادات معينة تضع عبئا ثقيلا على العلاقة بين الزوجين، مؤكداً أن التزام الصمت في بعض الحالات إيثارا للسلامة والهدوء يمكن أن يكون ضرره أكثر من نفعه.
كما يؤكد خبراء العلاقة الزوجية أنه من الأفضل عند العتاب أن يظهر كل طرف للآخر أن تغيير سلوكه سيكون له تأثير إيجابي على العلاقة بينكما.
طاقة لاستمرارية الحياة
على قدر المحبة يكون العتاب ، هذا ما أكدته الدراسات السابقة ، واتفق معهم فيه خبراء علم النفس ، مشيرين إلى أن العتاب ينهي الخلاف وسوء الفهم ويزيل الشوائب ويجعل الاتصال مستمراً دائماً مع شريك الحياة.
تقول الباحثة الألمانية "وبرايا فون وايت" ، في دراسة لها حول"العتاب والحوار" : "إن الحياة العصرية فقدت عنصر الرومانسية كأساس قوي لها". واستندت الآن علي الحوار والعتاب كمصدر طاقة فعالة لاستمرارية الحياة.
وتضيف، لصحيفة "الجمهورية" : " نسعى إلي العتاب من أجل أن تستمر عجلة الحياة. وتظل العلاقات بيضاء نقية في إطار اجتماعي أخلاقي جميل مع الحذر من تكرار العتاب، لأن ذلك يفقده قيمته ويجعله مكروهاً، فليس من المعقول أن يتم العتاب وتحدث إزالة سوء الفهم ليأتي عتاب آخر، وهذا بالطبع مرفوض؛ لأنه قد يؤدي إلي حساسية تثير النفور في النفوس ونتيجتها الابتعاد والاشمئزاز وليس التواصل والانسجام."
عتاب الصمت
وتتنوع أساليب المواجهة واللجوء إلي العتاب طبقاً لشخصية الإنسان ، فهناك نوع من البشر يتمتع بحساسية رائعة، حيث يخطئ، لكنه لا يحتاج إلي العتاب لأن الصمت يعني الكثير بالنسبة إليه.
أما الشخص غير المعتدل فقد يرى بأنه لا داعي إطلاقاً للعتاب، فليست من ورائه فائدة، وهذا يدل علي عدم تقديره للطرف الآخر. أو لاعتقاده بأنه يخطئ ويري بأنه سيحتاج العتاب كل يوم. وهذا النوع من الشخصيات يجد حياته دائماً في مأزق ومطبات غير سارة.
وعلي النقيض تماماً هناك من يفضل العتاب لمعرفته أنه ينقي الأجواء ويساعد علي التقارب وليس الابتعاد ويهدف إلي التخفيف من الضغوط التي يتلقاها شريك حياته. وعلي الطرف الساعي إلي الحفاظ علي جسر التواصل أن يتحمل ما يحدث من سوء فهم وينسي تعمد الطرف الآخر الإساءة أو محاولة إلحاق الأذى عن قصد أو بدون قصد، ولا داعي إطلاقاً بأن يفتخر بأنه قام بتلقين شريك حياته درساً قاسياً وفعل ما يجب أن يفعله.
لحياة زوجية مستقرة
العتاب المعتدل وحده لا يوفر لكِ حياة زوجية مستقرة، لذا يقدم لكِ الخبراء مجموعة من النصائح لتكوني أقرب البشر إلى زوجك.
* اجعلي حسن معاملتك لزوجك هي طريقك إلى رضا الله عنك.
* لا تكسري الحواجز بينه وبينكِ فيراكِ متسخة الثياب أو شعثاء الشعر، لا تجلعي نظره يقع إلا على ما يسره.
* ابتعدي عن الشك والغيرة العمياء .
* أشعريه أنه يمتلكك فتمتلكيه، واستعملي معه اللطف فيأتيك ِأكثر لطفاً.
* أشعريه بالغيرة على ماله، من دون أن تشعريه أنك المسئولة عنه.
* عندما يغضب، اكظمي أنت غيظك وغضبك، وتذكري أن الكاظمين الغيظ لهم الجنة.
* دائماً اختاري الوقت المناسب لأي عتاب أو مناقشة.
* لا تفرحي في حزنه، ولا تعاتبيه في فرحه.
* في بعض المواقف لا تعامليه كطفل، واجعليه يشعر أنه الرجل وقائد المسيرة.
* لا تجرحيه بكلمة قد تبقى محفورة حتى وإن انتهت المشكلة أو العتاب.