احمد عضو جديد
عدد المشاركات : 9 نقاط : 26 التقيم : 1 تاريخ الميلاد : 22/03/1988 تاريخ التسجيل : 01/07/2011 العمر : 36
| موضوع: اعظم محاكمه في التاريخ قتيبه بن مسلم في سمرقند ( أوزباكستان حالياً).... السبت يوليو 02, 2011 10:42 am | |
| سمرقند ؟ هي تلك البلاد ذات الجبال والغابات التي تقع في إحدى جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق ( أوزباكستان حالياً) ، قد فتحها المسلمون بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي في عهد الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز . كان أهل سمرقند يأتمرون بأمر كهنة قد قلدوهم أمر دينهم وقوانينهم ، وكان من عادة المسلمين كما هو معلوم عند غزوهم لأي بلد أنْ يخيروا أهلها بين ثلاث أمور ، الإسلام أو الجزية والتعهد لهم بالحماية ، أو الحرب ، ولكن في هذه المرّة اجتهد القائد قتيبة وقام بمباغتتهم ، أولاً من أجل قوتهم ومنعتهم ، وثانياً ظناً منه أنَّ دعوة الإسلام قد وصلتهم لأنه قد فتح البلدان القريبة منهم بعد أن أبوا إلا الحرب، وتم لقتيبة الإنتصار على سمرقند بهذه الطريقة التي اختارها ، ولكن الأمر لم يطب للكهنة فقرروا إرسال رسالة إلى خليفة المسلمين في دمشق لما سمعوا من عدله وإنصافه . إنطلق هذا الفارس المُرسَل من الكهنة فوصل إلى دمشق ولندعه يخبرنا بما جرى معه ... يقول الفارس : لما وصلت دمشق سألت عن قصر الخليفة ، فأشاروا إلى دار من طين ! فاقتربت منها وإذا برجلٍ يأخذ طيناً ويسد به ثلمة في أعلى جدار الدار ، وامرأة تناوله الطين ، فعندما رأتني اقتربت دخلت دارها ، ونزل الرجل ورحب بي ثم دخل ليغسل يديه وخرج سريعاً ، وقال لي ما خطبك ؟ قلت : يا أير المؤمنين رجلٌ من أهل سمرقند أحمل مظلمة ، ثم ناولته الرسالة ، فقرأها ثم قلبها وكتب على ظهرها سطراً واحداً فقط : من عمر بن عبدالعزيز إلى والي سمرقند ، نصِّب قاضياً ينظر فيما ذكروا والسلام . ثم ختمها وناولنيها ، فخرجت من عنده وأنا أقول في نفسي : ماذا عسى هذا السطر أن يفعل في تلك الجيوش الجرارة وذلك القائد الذي التهم المشرق بدهائه وقوته ؟ فلما وصلت سمرقند أعطيتها الكهنة ، فقالوا : وما تغني هذه الورقة ، ثم ذهبوا بها إلى والي سمرقند فنصب لهم القاضي جُميْع بن حاضر الباجي لينظر في شكواهم ، فحضر الكهنة عند اليوم المحدد لهم في باحة المسجد ، وبعد قليل دخل القاضي وإذا به رجل على هيئة الأعراب هزيل الجسم شاحب اللون ، قد لاث على رأسه عمامة له وليس معه إلا غلام ! عند ذلك انطفأت في نفوس الكهنة آخر شموع الأمل ، إذ لم يكن منظره منظر الرجل الذي تخيلوه ، أهذا هو الرجل الذي جاء ليحكم على قتيبة العظيم ؟ بدأت المحاكمة ؟ أعظم وأعجب محاكمة سمعت بها أذن التاريخ !
نادى الغلام : ياقتيبة ( هكذا بلا لقب ) فجاء قتيبة وجلس هو وكبير الكهنة أمام القاضي جُميْع ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟ قال : إجتاحنا قتيبة بجيشه ولم يدعنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا . إلتفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟ قال قتيبة : الحرب خدعة وهذا بلد عظيم وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ولم يقبلوا بالجزية . قال القاضي : يا قتيبة هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟ قال قتيبة : لا إنما باغتناهم لما ذكرت لك . قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ، يا قتيبة ما نصر الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل . ثم قال : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبق في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك !! لم يصدقوا الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ولم تدم المحاكمة إلا دقائقاً معدودة ، ولم يشعورا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم ، وبعد ساعات قليلة سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو وأصوات ترتفع وغبار يعم الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا فقيل لهم إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به . وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله . فيا لله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ، أريتم جيشاً يفتح مدينة ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟ والله لا نعلم شبه لهذا الموقف لأمة من الأمم . | |
|
رحيق الكلمات مشرفات
رقم العضوية : 2 عدد المشاركات : 1175 نقاط : 2440 التقيم : 2 تاريخ الميلاد : 13/08/1989 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 العمر : 35
| موضوع: رد: اعظم محاكمه في التاريخ قتيبه بن مسلم في سمرقند ( أوزباكستان حالياً).... الثلاثاء يوليو 05, 2011 12:16 am | |
| سلمت و سلمت يداك بارك الله فيك | |
|