الشام شامك لو الزمن ضامك Admin
رقم العضوية : 1 عدد المشاركات : 1507 نقاط : 4004 التقيم : 13 تاريخ الميلاد : 20/07/1990 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 العمر : 34
| موضوع: توظيف المرأة.. من المستفيد ؟ السبت يوليو 02, 2011 4:48 pm | |
| توظيف المرأة.. من المستفيد ؟ |
| د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه | دائما ما أتساءل: من المستفيد من توظيف المرأة ؟. وهو سؤال مطلق معناه بالتفصيل: من المستفيد من توظيف عموم الفتيات، في عموم الوظائف ؟. ليس مقصوده كل النساء، ولا كل الوظائف.. إنما ذلك السعي والحماس الذي لا يهدأ في تغيير وضع المرأة من عاملة في بيتها، إلى عاملة في الوظائف العامة والخاصة. هنا لا نريد إجابات المتحمسين لعمل المرأة؛ لأنها بصراحة ليس فيها مجاملة: غير صادقة. فهي مبنية على: الادعاء، والمغالطات..؟!!. فقد ادعوا: أن توظيف المرأة يسهم في تنمية المجتمع بدفع عجلة الاقتصاد. ولم يقدموا برهانا في شكل: دراسات، أو إحصاءات، أو أرقام، أو تجارب. فربما كان الأمر خلاف ذلك.
وغالطوا بقولهم: إن في عملها تحريك لنصف المجتمع المعطل الساكن. هكذا، فلا تكون المرأة متحركة مفيدة إلا إذا عملت خارج بيتها، ومهما عملت في بيتها فهي عاطلة، باطلة، ومحل المغالطة هنا: - أنهم يهدرون عملها في البيت، مع أنه يوازي ويساوي عمل الرجل في الأهمية. والدليل: تعذر الاستغناء عن عاملة في البيت، كتعذر الاستغناء عن العاملين من الرجال. - أنهم لا يلتفتون إلى العمل الذي تؤديه في القطاعات النسائية خارج بيتها، مع كثرته ووفرته. - أنهم في الوقت الذي يصفون بقاءها في بيتها - ولو كانت تقوم بدورها - بالتعطيل والجمود والبطالة: يدعون ويفتحون الأبواب لتعود لكن ليس إلى بيتها، بل خادمة في بيوت الآخرين. لكل هذا وغيره كان قولهم ذاك مغالطة في غير محله، فهي عاملة في بيتها، وفي القطاعات النسائية، فكيف يصح الادعاء: أنها معطلة. إلا إن كان لهم قصد آخر ؟!!. وهذه الدعوة إلى التوظيف المطلق بمعناه السابق: تجد قبولا عند أناس كثيرين بداع الحاجة. والحاجة موجودة في كل زمان ومكان.. تقل وتزداد، لكن زيادتها مبرر مستغَلٌ تمام الاستغلال لتوظيف الفتيات، والتشجيع على ذلك. وبالنظر إلى المبررات المسوقة، وما فيها من ادعاء ومغالطات: نعرف أن توظيف المرأة ليس مفيدا في دفع عجلة، ولا في تحريك لميت، ولا سد حاجة. فكلها تسقط أمام البرهان والتجربة. أما المبرر الصحيح لهذه الحمى التوظيفية فكان مكتوما لمدة، لكنه الآن هدف معلن، هو: دفع المرأة إلى العمل المختلط. وكسر هذا الحاجز بين الجنسين؛ لذا فمهما توسعت مجالات عمل المرأة، حتى لو عمت جميع الناس، فما دامت نسائية خالصة، فلن يهدأ بالهم حتى يتحقق الهدف. خذوا مثلا: الدعوة إلى عمل المرأة بائعة ملابس نسائية. ألم يكن ممكنا ذلك في أسواق أو محلات نسائية خاصة ؟. فلم إذن الإصرار على أن تبيع في الأسواق العامة ؟. ليس الهدف سد حاجة، ولا دفع عجلة، ولا تحريك جزء ميت في المجتمع، الهدف واضح. لكن أيضا هناك هدف غير معلن، ولن يعلن أبدا، يقف وراءه الرأسماليون الصغار، أصحاب المال؛ الذين يخططون لربح دائم، متزايد، لا يقف عند حد، ولا تنتهي أطماعهم، والفشل في نظامهم، هو: قلة أرباح هذا العام عن العام الفائت. ولو كانت بمئات الملايين، أو حتى المليارات. لقد كان من خطط الرأسمالية في أوربا: توظيف المرأة لأهداف اقتصادية بالدرجة الأولى، ثم أخلاقية ودينية عكسية.. هدفوا من وراء ذلك تحقيق مكاسب اقتصادية ترجع إلى أصحاب البنوك وأرباب المال المتشوفون إلى الزيادة، لا ترجع إلى الدولة، ولا المجتمع، ولا الأفراد. فالمرأة إذا وظِّفت زاد الطلب على العمل، بزيادة العمال، فنزول نصف المجتمع المعطل!!، إلى السوق سيزاحم النصف الآخر (= الرجل)، والمستفيد صاحب المال، الذي لن يجد مشكلة لسد حاجته من العمال، فيفرض ما يشاء من أجور، مقابل أعمال شاقة، لم يكن الرجل يقبل العمل فيها إلا بأجور مجزية، أو تكفيه ومن يعول. لكن مع نزول المرأة إلى سوق العمل سيقبل بالربع والثمن. وفي هذا توفير مالي كبير لصاحب العمل، وزيادة في أرباحه. وجه آخر لاستفادة هؤلاء الرأسماليين وزيادة أرباحهم: أن المرأة تقبل بأجور متدنية بما لايقبل به الرجل في العادة، حتى لو قبل بالثمن قبلت هي بالعشر وما دونه، عندها سيوظف صاحب العمل الفتيات؛ لأنهن أقل أجرا، وأكثر طاعة، وأنعم، ويؤدين عملا مماثلا، وعندما يكون في المصنع ألف عاملة، كل واحدة تتقاضى ألفاً في الشهر، بينما الرجل كان يتقاضى ألفين، فبالحساب يتبين أن المالك وفّر في العالم الواحد ما لا يقل عن أربعة وعشرين مليونا. وفي بعض الدول كالصين هناك بخس شديد في أجور النساء العاملات، فتعمل الفتاة ثماني عشرة ساعة، وتتقاضى مقابل كل خمسين بنطلون (جينـز) دولارا واحدا. والطريق الثالث لزيادة أرباح هؤلاء الأكلة: أن المرأة إذا حصلت أجرها، أنفقت أول ما تنفق على زينتها: المكياج، والعطورات، والألبسة، والأحذية، وتسريحة الشعر.. إلخ، وهي أشياء قليلة التكلفة باهضة الثمن، وبهذا يكسب أصحاب هذه الصناعات، ووكلائها، وصغار التجار فيها أموالا خيالية، تصرفها المرأة في أمور لا تستحق كل هذه المصروفات المبالغ فيها.. لكن كيف تصنع بمجبولة البذل على نفسها وغيرها.. ولا تقدر أن تكون كافة يديها على ما في إنائها. * * * هذه هي الجدوى الاقتصادية، وهؤلاء المستفيدون منها..!!!. أقول: هؤلاء هم المستفيدون الحقيقيون. وهناك مستفيدون كالمرأة العاملة، ومن هي ملتصقة بهم.. لكن لو وازنت بين الخسارة الاقتصادية، التي تلحق بعموم الأمة، بسبب تحكم أصحاب الأموال في أجور العمال إلى الدرجة المتدنية جدا، وهضم حق المرأة في الأجر الكامل، مع تبدد المال فيما لا ينفع ويبقى: عرفت أن المكاسب قطرة ضائعة في بحر من الخسائر. عمل المرأة بالصورة التي المطروحة في وسائل الإعلام: يدمر مستقبل الشباب.. فأين الجدوى الاقتصادية، والجزء الذي يجب أن يعمل، وأن يوفر له العمل: معطل، يتسول عند الأبواب ؟!!. عمل المرأة – بالمفهوم الذي صدر به المقال – سبب رئيس في اختلال وضع المجتمع؛ فبه ينزع السكن والطمأنينة عن النفوس، فالمرأة سكن في البيت لا خارجه، قال تعالى: {ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها..}، فهي سكن ما دامت في البيت، فإذا خرجت تلاشى سكنها، وهذا يؤثر بالسلب على قدرة الرجل على الإنتاج والإبداع؛ لما هو فيه من القلق. وانظر إلى معلم في مدرسة: زوجته تعمل في عمل مختلط، كيف حاله في بيت لا ينتهي خلافاته، ووساوس وظنون تأكل السعادة فلا تبقيها: كيف له أن يفيد طلابه، ويؤدي مهامه؟.. حتى ذلك الذي تعمل زوجه في عمل نسائي خالص لا يخلص من القلق والمتاعب؛ والسبب: تكليف المرأة بعمل مثل عمل الرجل في المدة والجهد. وكان الذي يجب: أن يخفف عنها؛ فإنها مطالبة بعمل البيت أيضا. فأين الجدوى الاقتصادية.. وهل يكون النمو في بيئة مضطربة؟.. وأين هي الثمرات الاقتصادية الباهرة جنتها الدول العربية والإسلامية بتوظيف الفتيات، وتعطيل الشباب ؟. أين الجدوى الاقتصادية، والأموال مهدرة، تصب في خزائن دور الأزياء والعطور، وغيرها من الشركات الأجنبية؟.. فكم هي الأموال المسافرة إلى باريس ولندن ونيويورك.. هل الجدوى الاقتصادي في دفع الأموال إلى خارج البلاد، أم في إبقائها ؟. دعوى الجدوى كذبة كبرى، والرأسماليون الصغار ربائب الرأسماليين الكبار سائرون على خطاهم، لو دخلوا جحر ضب لدخلوه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق فقال: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط). الرأسمالي الغربي حينما يتخذ من الأرباح المتصاعدة شعارا ونظاما، فمعذور، فالله وصفه فقال: {إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل}، لكن المصيبة في مسلم يقلده، فيجعل الرأسمالية ذلك المبدأ المقيت: هدفا. ثم يتحايل لزيادة وتصاعد الأرباح كل سنة، هل تعلمون ماذا يصنع لأجل ذلك: - يبحث ليتحصل على فتاوى، ينتج بها مخارج شرعية لمعاملات، تفتح مصدر ربح جديد. - يسهم في التغريب بعمد أو بغيره، لما في ذلك من زيادة الأرباح. وأخطر ما في الرأسمالية: أنه يتسبب في: فقر، وعوز المجتمع. وهذا وحده إحدى كبائر هذه الفئة، عبدة الدرهم والدينار، التي تأكل الربا، والرشا، والحرام، ولا تبالي.. فهم وراء كل كارثة اقتصادية؛ محلية، أو إقليمة، أو دولية، أو عالمية. إنه فتنة المال، فتنة كل عصر ومصر، فتنة فرعون وقارون، وصاحب الجنتين، فتنة كل من كانت الدنيا همة، فلا يزال ذليلا للمال فقيرا منه، حتى لو جمع كل مال في الأرض.. ثم يموت يخلف وراءه ماله لمن يتمتع به، وأما هو فيحتمل أوزار ما جمع وحده. * * * |
| |
|