المحبة لله اعضاء الشرف
رقم العضوية : 79 عدد المشاركات : 892 نقاط : 2869 التقيم : 3 تاريخ الميلاد : 18/08/1993 تاريخ التسجيل : 02/07/2011 العمر : 31
| موضوع: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ الإثنين يوليو 04, 2011 1:29 am | |
| (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَـانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَـالٍ كُلُوا
مِــن رِّزْقِ رَبِّكُـمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ،فَأَعْرَضُوا
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيُلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ
خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِــدْرٍ قَلِيلٍ ، ذَلِكَ جَزَيْنَاهُـم بِمَا كَــفـَرُوا
وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ،وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُـرَى الَّتِي بَارَكْنَا
فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَـا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامـاً
آمِنِينَ،فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ
أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُــــلَّ مُمــــَزَّقٍ إِنَّ فِـي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ
شَكُورٍ، وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِـــمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّــنَ
الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَـا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِـنُ
بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيـــظٌ )
سبأ قبيـلة معروفة في أداني اليـمن ومسكنهم بلدة يـقـال لـهـا
"مأرب"ومن نعم الله ولطفه بالنـــاس عـمومـــا وبالعــــــرب
خصوصا أنه قص في القرآن أخبار المهلكيــن والمعاقبيــــــن
ممن كان يجـــاور العـــرب و يشـــاهد آثارهـم ويتناقل الناس
أخبارهم ليكـــون ذلك أدعى إلى التصـــديق وأقرب للموعــظة
فقال ( لَقَدْ كَـــانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ )أي محلهم الذي يسكنون
فيه(آيَةٌ)والآية هنا ما أدر الله عليهم من النعم وصرف عنهم
من النقم الذي يقتضي ذلك منهـم أن يعبدوا الله ويشكروه ثـم
فسر الآية بقوله (جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ) وكـــان لهم واد
عظيم تأتيه سيول كثيرة وكانوا بنوا سدا محكما يكون مجمعا
للماء فكانت السيول تأتيه فيجتمع هناك ماء عظيم فيفرقـونه
عـلى بساتينهم التي عن يمين ذلك الـوادي وشـماله وتغل لهم
تلك الجنتان العظيمتان من الثمــار ما يكفيـــهم ويحــصل لهم
الغبطـة والسرور فأمرهم الله بشكر نعمه الـتي أدرهـا عليهــم
من وجوه كثيرة منــها أن الله جعــل بلدهم بلدة طيــبة لحـسن
هوائها وقلة وخمها وحصول الرزق الرغد فيـــها ومنهـــا أن
الله تعالى وعــدهـم إن شكــروه أن يغفر لهم ويرحمهم ولهـذا
قـال ( بَــلــْدَةٌ طَيِّبَـــةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ) ومنهــا أن الله لما عــلم
احتـيـاجهم في تجارتهــــــم ومكاسبـهم إلى الأرض المباركة
الظـــاهر أنها قــرى صنعاء كما قاله غير واحـد مـن السلـف
وقــيل إنها الشام هيأ لهم من الأسباب ما به يتيسر وصولهم
إليـــها بغاية السهولة من الأمـــن وعـدم الخـــوف وتواصــل
القرى بينهم وبينها بحـيث لا يكون عليهم مشقة بحمل الزاد
والمـزاد ولهذا قال ( وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَــا
فِيـــهَـا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ) أي سيـــرا مــقـدرا
يعــرفونه ويحكمون عليه بحيث لا يتيهون عنه(سِيرُوا فِيهَا
لَـيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِـينَ ) أي مطمئنيـــن فــي السيـــر في تلــك
الليــالي والأيام غير خائفين وهـــذا من تمام نعمة الله عليهم
أن آمنــهـم من الخوف فأعرضوا عـــن المنعم وعــن عبادته
وبطروا النعمة ومــلوها حتى إنهم طلبوا وتمنوا أن تتـــباعد
أسفارهم بين تلك القرى التي كـان الـسيـــر فيها متيســـــرا
( وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ )بكفرهـم بالله وبنعمته فعاقبهم الله تعالى
بهذه النعـمة التي أطغتهم فأبـادها عليهم فأرسل عليها سـيل
العـــرم أي السيل المتــوعر الذي خرب سدهم وأتلف جناتهم
وخرب بساتينهم فتـــبدلت تـلك الجنات ذات الحدائق المعجبة
والأشجار المثــمرة وصار بدلها أشجار لا نفع فيها ولهـــــذا
قال (وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ ) أي شيء قـليـل
مـن الأكل الـذي لا يقع منهم موقعا ( خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّـن
سِـدْرٍ قَلِيلٍ ) وهذا كله شجـر معروف وهذا من جنس عملهم
فكما بدلوا الشكر الحسن بالكفر القبيح بدلوا تلك النعمة بمـا
ذكر ولـهـذا قـال ( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُـم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا
الْكَفُورَ) أي وهل نجازي جزاء العقوبة بدليل السياق إلا من
كـفر بالله وبطر النعمــة فــلمـــا أصابهم ما أصابهم تفرقوا
وتمزقوا بعدما كانوا مجتمعين وجعلهم الله أحاديث يتحــدث
بهم وأسمارا للناس وكان يضرب بهم المثل فيقال " تفرقوا أيدي سـبأ " فكل أحد يتحدث بما جـرى لـهم ولكن لا ينتفع
بالعبرة فيهم إلا من قـال الله فيــهم ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ
صَبَّارٍ شَـكُورٍ ) صـبارعلى المكاره والشدائد يتحملها لوجه
الله ولا يتسخطها بل يصبرعـليها شـكور لنعمــة الله تعالى
يـــقر بها ويعتـــرف ويثني على من أولاها ويصرفهـا في
طاعته فهذا إذا سمع بقصتهم وماجرى منهم وعليهم عرف
بذلك أن تلك العقـوبة جزاء لكفرهم نعمة الله وأن من فعـل
مثلهم فعل به كما فعل بهـــــم وأن شكـــر الله تعالى حافظ
للنعمة دافع للنقمة وأن رسل الله صادقون فيما أخـبروا به
وأن الجـــزاء حق كما رأى أنموذجه في دار الدنـيا ثم ذكر
أن قوم سبأ من الذين صدق عليهم إبليس ظنه حيث قـــال
لربه ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُـــــــمُ
الْمُخْلَصِينَ ) سورة ص ،وهذا ظن من إبليس لا يقين لأنه
لا يعلم الغيب ولم يأته خبر من الله أنه سيغويهم أجمعيــن
إلا من استثنــى فهــؤلاء وأمثالهم ممن صدق عليه إبليس
ظنه ودعاهم وأغواهـم ( فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ )
ممن لم يكفر بنعمة الله فإنه لم يدخل تحت ظن إبليـــــس
ويحـتمل أن قصة سبأ انتهت عند قوله(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لِّكُــلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) ثم ابتدأ فقال( وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِـــمْ )
أي على جنس الناس فتكون الآية عامة في كل من اتبعه
ثم قال تعالى( وَمَا كَانَ لَهُ)أي لإبليس(عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ)
أي تسلط وقهر وقسرعلى ما يريده منهم ولكن حكمة الله
تعالى اقتـــضـت تسليطه وتسويله لبني آدم(إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن
يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ) أي ليقـوم ســوق
الامتحان ويعلم به الصادق مـن الكاذب ويعـــرف من كان
إيمانه صحيحا يثبت عند الامتحان والاختبار وإلقاء الشبه الشيطانية ممن إيمانه غـيـــر ثابت يتزلزل بأدنى شبهــة
ويزول بأقل داع يدعوه إلى ضده فالله تعالى جعله امتحانا
يمتحن به عباده ويظهر الخبيـث من الطيب ( وَرَبُّكَ عَلَى
كُلِّ شَــيْءٍ حَفِيظٌ ) يحفظ العباد ويحفظ عليـهــم أعمالهم
ويحفظ تعالى جزاءها فيوفيهم إياها كاملة مــوفــــــرة ..
| |
|
رحيق الكلمات مشرفات
رقم العضوية : 2 عدد المشاركات : 1175 نقاط : 2440 التقيم : 2 تاريخ الميلاد : 13/08/1989 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 العمر : 35
| موضوع: رد: لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ الإثنين يوليو 04, 2011 11:46 pm | |
| دمت و دام عطائك جعله الله في ميزان حسناتك | |
|