فتاة مغربية تروي قصة عذابها بعد أن خدعت من قبل تجار الرقيق الأبيض في سوريا
المشهد كان مثيرا جداً , عندما دخلت " ن ع " ( 24 ) عاماً إلى مكتب "عكس السير" في حمص , وهي بحالة يرثى لها و تحمل بين يديها طفلة صغيرة .
التقطت انفاسها وبدأت بالحديث الممزوج بالبكاء , قالت " أنا فتاة من المغرب كنت أعيش حياة طبيعية مع أهلي رغم الفقر كنا سعداء , فخطر لبالي أن أسافر لأعمل وأعيل اهلي وأحقق أمنياتي كما تحلم أي فتاة وبالفعل حضرت إلى سورية بعد أن وقعت عقد عمل خياطة مع أحد المكاتب .
في المطار
وتابعت الفتاة حديثها " عند وصولي عام 2004 مطار دمشق كان بانتظارنا أنا وبعض الفتيات اللواتي حالهن من حالي رجل , وهو صاحب الفندق الشامي على أساس أنه صاحب العمل , وهنا بدأت أول خطوة من خطوات التعاسة مع أول خطوة لي بالمطار, حيث بدأ الرجل باتصالاته مع رجل في مدينة حمص صاحب فندق (ك) وباعنا له وأخبرنا ان العمل في مدينة حمص وبالفعل توجهنا من المطار إلى مدينة حمص " .
فوجئنا في حمص بأن عملنا سيكون في " الرقص الاستعراضي "
جففت دمعتها , وأكملت "عند وصولنا إلى فندق " ك " في حمص , طلب إلينا صاحب العمل أن نجهز أنفسنا للعمل وبالفعل بعد أن جهزنا انسفنا توجهنا معه لمكان العمل وإذ هناك حفلة باستقبالنا فقلت في نفسي إنها حفلة خاصة للشركة التي اعمل بها ولكن تبين انه هذا هو العمل (الرقص الاستعراضي ) ومرت الأيام وسيطر علينا صاحب العمل من خلال السلف المالية التي قدمها لنا " .
وتابعت بالقول " وعندها وقع الفأس بالرأس وبعد فترة سجنت ظلما بتهمة سرقة ولكني خرجت من السجن ببراءتي وبفكرة الزواج لكي أرتاح من هذا العمل المخزي وبالفعل تزوجني صاحب العمل زواجا قانونيا ولم يمض أيام قليلة حتى صدر قانون منع المغربيات والأجنبيات من العمل وفي هذا الوقت كنت حاملا من زوجي الذي بدا يتهرب مني " .
الأطفال هم الضحايا " كالعادة "
وقالت بجرعة عالية من اليأس " والآن أنا احمل هذه الطفلة بين يدي التي لم يتعرف عليها ولو بعلبة حليب مع العلم أنها مسجلة قانونيا , وأنا أعيش في بيت بالآجار فكيف لي ان أعيل هذه الطفلة مع متطلباتها وآجار المنزل ومتطلبات الحياة ولا أملك عملا ولا رجلا وحتى الآن لا أعرف لأي هدف تزوجني " .
و تتابع الحديث الذي قطعه سؤال ألح علي كونها لم تطلب الطلاق والانفصال عن زوجها , هنا تنهمر دمعتها وتجيب بحرقة " حالي كأي امرأة لا أريد ان يخرب بيتي فأنا أريد الستر ولكنه يريد أن يطلقني الآن بعد ان أتنازل له عن الطفلة وعن جميع حقوقي ولكن لا أستطيع فمن المعروف إذا طلقني سيتم بتسفيري إلى بلدي وكيف وانا لا املك شيئا ولا حتى تذكرة سفر , كيف وانا خرجت من بيت أهلي لأعمل وأعيلهم بعد ان كنت بمفردي أعود وأنا احمل ابنتي فأهلي ليس بمقدورهم هذا "
نصيحة .. لو ينفع الندم ..
في نهاية الحديث , قالت قبل أن تغادر: " أنا نادمة على سوء تقديري للآلية التي قدمت فيها دون ضمانات أو وعي مسبق للنتائج فقد حرمت من أهلي وناسي , وهو ما يدفعني من خلالكم أن انصح جميع الفتيات أن لا يندفعوا برغبتهم بالسفر دون أسس وهدف واضح وألا يغادرن بلادهن في لحظة حماس واندفاع حتى لا تكون النتيجة كما أنا عليه الآن .. ولقد لجأت لكم علي أجد من يساعدني ويخلصني من هذه الحالة " .
منقوووووووووول