المحبة لله اعضاء الشرف
رقم العضوية : 79 عدد المشاركات : 892 نقاط : 2869 التقيم : 3 تاريخ الميلاد : 18/08/1993 تاريخ التسجيل : 02/07/2011 العمر : 31
| موضوع: الصالحات القانتات الثلاثاء يوليو 05, 2011 5:01 am | |
| الصالحات القانتات .. وصورة من السيرة فيزحمة الحياة واشتداد صخبها وتوالي حوادثها وكَرِّ أيامها ينسى الإنسانكثيرا وتتابع حلقات الإنسان لتغل العنق بأغلال الأرض ويلتصق بها مؤثراإياها بل ربما يجعلها الآخرة والأولى والمبدأ والمنتهى، من هنا جاءت أهميةالذكرى لتنقشع غمامات الغفلة عن عين البصيرة ومدرك الحقيقة، وللسلف رضوانالله عليهم وهم القدوة حالات تُنبئُ بآثار اليقظة، ذكر عمر بن الخطاب رضيالله عنه ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم، يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدَّقَلِ ما يملأ به بطنه." والدقلهو رديء التمر.ومرأبو هريرة رضي الله عنه بقوم بين أيديهم شاةٌ مصليّةٌُ، فدعوهُ فأبى أنيأكل، وقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع من خبزالشعير.وتتكررهذه الحالات في صور شتى ومواقف مختلفة وللذكرى بريقها وبرقها، بها نأملونتأمل، ثم أليس من حق الروح أن تحلق في سماء الوفاء؟!! إذا أردت ذلك فماعليك إلا أن تصاحبنا في لمحات من يقظة القلب وبصيرة العقل وحياة الروح معهذا الحديث: قالتعائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: "لما أُمِرَ رسول اللهصلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال: " إني ذاكرٌ لك أمرا، فلاعليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك" قالت: وقد علم أن أبواي لما يكونايأمراني بفراقه، قالت: ثم قال: إن الله جل ثناؤه قال: "يا أيها النبي قللأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها ـ إلى قوله ـ أجرا عظيما" ،قالت : فقلت: ففي أي هذا أستأمر أبويّ، فإني أريد الله ورسوله والدارالآخرة. قالت: ثم فعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثلما فعلت". أخرجهالبخاري ومسلماختارالنبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ولأهل بيته معيشة الكفاف، لا عجزا عن حياةالمتاع وإنما استعلاء بنفس توقن أن الآخرة خير لها من الأولى وأنهاالأبقى، جاءه جبريل عليه السلام بمفاتيح خزائن الأرض فعف عنها وتركها وآثرالآخرة عليها، كان ينفق ولا يخاف فقرا، يعطي عطاء اليقين وهو أجود بالخيرمن الريح المرسلة وكان يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أبشروا وأملواما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كمابسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم".]لقدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينأى بنفسه وآل بيته أن ينافسوا أحدا فيديناه ولو بتشرف نفس لأن ربه سبحانه علمه وأدبه ونهاه بقوله سبحانه: "ولاتمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيهورزق ربك خير وأبقى".فالحياةالدنيا وما فيها من متاع وما يحوطها من زخارف ووشى زهرة والزهرة ستذبل بعدحين بعد الابتلاء بها والمحنة برواقها وروائها، أما رزق الله سبحانه لهفهو نعمة بلا فتنة.قالفي الظلال: دعوة إلى الاعتزاز بالقيم الأصيلة الباقية وبالصلة باللهوالرضى به. فلا تتهاوى النفوس أمام زينة الثراء، ولا تفقد اعتزازها بالقيمالعليا، وتبقى دائما تحس حرية الاستعلاء على الزخارف الباطلة التي تبهرالأنظار...ولكن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن نساء من البشر، لهنمشاعر البشر، وللبشر حاجات وزينة من مال ومتاع ونفقة اجتمعن يسألنه صلىالله عليه وسلم النفقة فأصابه من الأسى ما أصابه حتى احتجب صلى الله عليهوسلم عن أصحابه.وأقبلأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم والناسبباه جلوس فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر ـ رضي الله عنه ـ فاستأذن فلم يؤذنله. ثم أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما فدخلا والنبي صلى الله عليهوسلم جالس وحوله نساؤه وهو صلى الله عليه وسلم ساكت فقال عمر: لأكلمنّالنبي صلى الله عليه وسلم لعله يضحك. فقال يا رسول الله لو رأيت ابنة زيدـ امرأة عمر ـ سألتني النفقة فوجأت عنقها! فضحك صلى الله عليه وسلم حتىبدت نواجذه وقال: " هن حولي يسألني النفقة"! فقام أبو بكر ـ رضي الله عنهـ إلى عائشة، وقام عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى حفصة، كلاهما يقولان: "تسألانالنبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟! فنهاهما رسول الله صلى الله عليهوسلم فقلن: والله ما نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذا المجلس ماليس عنده، ونزلت آية التخيير.]بدأرسول الله صلى الله عليه وسلم بحبيبته عائشة ـ رضي الله عتها ـ فاختارتالله ورسوله والدار الآخرة وقالت: أسألك ألا تذكر لامرأة من نسائك مااخترت، فأجابها صلى الله عليه وسلم: لا تسألني امرأة منهن عما اخترت إلاأخبرتها.انطلاقة من هواتف الأرض وتحررا، كلهن رضي الله عنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة.ملامحمن عواطف الحب وومضات الإيثار في اليقين بما عند الله للصالحات القانتات،" ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين، وأعتدنا لهارزقا كريما".صورةمن السيرة فهل يا ترى تسافر أرواحنا لنعايش شيئا من جمالها ولملم القلوبحولها، وأخيرا: الصبر لله غناء وبالله تعالى بقاء، وفي الله بلاء، ومعالله وفاء، وعن الله جفاء، فاصبروا في الله، وصابروا في الله، ورابطوا مع الله | |
|