لماذا يبكي طفلك في سن الثانية؟

هل
يعتبر بكاء طفل الثانية مشكلة أم أمراً طبيعيا؟.. سن الثانية هي سن
الاستكشاف وتجربة كل شيء؛ طفلك قد بدأ المشي، وهو سعيد بلمس وأخذ ورمي أي
شيء يجده أمامه، وهو سعيد أيضا بحرية حركته. ولاشك أن ذلك يسبب لك الإزعاج
لأنك تضطرين لملاحقته ومحاولة منعه. والطفل في هذه السن لا يملك قيما
أخلاقية، بمعنى أنه لا يعي مفهوم الصواب والخطأ، ولكن استجابته مرتبطة بك،
ومعك سيتعلم أن هناك حدودا لا يُسمح له بتجاوزها.

ومن ناحية أخرى يمر طفلك بمرحلة صعبة من حيث نموه الانفعالي، إنها فترة
الخروج من مرحلة المهد والانتقال إلى مرحلة الطفولة المبكرة، وهي مرحلة
مليئة بالمشاكل نظرا لتحديات واجبات النمو التي على طفلك أن يواجهها: فعليه
أن يمشي بعد أن كان يُحمل، وعليه أن يتعلم التحكم في إخراجه ونزع الحفاض،
كما عليه أن يتعلم المهارات الاجتماعية، وكل ذلك يحتاج إلى جهد انفعالي
كبير، فيشعر الطفل بالضغط وبعدم الارتياح وخصوصا إذا كان عصبيا، وبكاؤه في
هذه الحالات أمر طبيعي، ولكن قد تتداخل أسباب أخرى فيخرج الأمر عن حده
الطبيعي ويصبح مشكلة، و خصوصا إذا لم يحسن الأبوان التصرف.

وفي كثير من الأحيان لا يكتفي الطفل بالبكاء؛ بل يدخل في نوبة من الصراخ
الحاد، وقد يرمي بنفسه على الأرض فيرفس برجليه ويديه، وقد يضرب برأسه على
الأرض، ولا يتوقف حتى يحصل على ما يريد.

كيف تتصرفين عند بكاء طفلك؟

قد يكون إلياس يبكي لأنه منزعج لعدم إشباع حاجاته الأساسية كالنوم والطعام
والحاجة إلى الحب والأمان واللعب، وقد يكون بكاؤه صرخة ألم يعبر بها عن
افتقاده لك أثناء غيابك؛ وفي هذه الحالة يحتاج إلى ضمك له وتقبيلك وحبك
وحنانك، واهتمامك بإطعامه وإلباسه واللعب معه أنت بنفسك وليس الخادمة، وذلك
لتعويضه عن غيابك.

ولكن حذار من ابتزازه، واستخدامه للصراخ ليلفت انتباهك، وكلما أراد الحصول
على شيء صرخ وبكى حتى تذعني لرغباته، فإذا تأكدت من حصوله على كل حاجاته
الأساسية ومن عدم شعوره بأي ألم؛ فكوني حازمة ولا تسمحي له باستخدام الصراخ
كسلاح فتدخلي في دوامة لا تنتهي.. اتركيه يبكي بكل بساطة، وحافظي على
هدوئك، وانشغلي عنه لكن دون أن يغيب عن عينيك ودون تدخل طرف آخر كالأب أو
الجدة، ولا تخافي فلن يؤذيه البكاء ولن يختنق حتى لو رأيت أن تنفسه متقطع.

وحسب تجربتي -وقد ربيت أربع بنات- سيتوقف عن البكاء والصراخ بشرط أن تصبري
وألا تضعفي وتهرعي إليه خوفا عليه. وعندما يسكت تماما اهتمي به وأفهميه أنه
لن يحصل على طلباته بالبكاء، ومع تكرار الأمر سيتخلى عن هذا السلوك لأنه
لا يحقق له هدفه.

إلياس سيجرب كل الوسائل، وهو الآن يتعلم السلوك الاجتماعي وأنت من سيرسم الحدود وأنت من يوجه عملية التربية وليس هو.

ذكرت أنك تجاهلت بكاءه ولكن الأمر لم ينفع، وأنا أعتقد أنك لم تستمري، أو
أن من يهتم برعاية إلياس في غيابك يفسده بالتدليل. سيدتي؛ تأكدي من أن
الأشخاص الذين يشاركونك تربية ابنك يسيرون على أسلوبك، واستمري على تطبيق
النصيحة بكل صبر ومثابرة وسترين النتيجة.

وفي النهاية أود أن ألفت انتباهك إلى أن إلياس ليس كأخيه ولن يكون مثله،
فلكل منهما شخصيته المتميزة، واحذري المقارنة وأثرها السيئ على نفسية
طفليك.

أبدع في مواضيعك .. وأحسِني في ردودك .. وقدمي كلمالديك ..
.. ولا يغرك فهمك .. ولا يهينك جهلك .. ولا تنتظر شكرأحد ..

.. بل اشكر الله على هذه النعمة .. ولله الحمد والشكر..
.. ان عدد مواضيعك ومشاركاتك ليس هو الدليل علىنجاحك ..
.. بل مواضيعك المتميزة و أخلاقك الرفيعه ..

.. وعدم ردنا على موضوعك ليس تجاهل منا ..
.. اخيراً المنتدى للجميع فتصرفي كصاحبة المنتدى ..وليس كضيفة ثقيلة ..

» وصايا إلى السيدة الثانية
» المقدمة الثانية : في تعليم وعمل المرأة
» مسلسل بيارق العربا 2011 - الحلقة 2 الثانية | 3-2 |
» فقر الدم.. لماذا يعاني منه الصغار
» دوري زين السعودي 2012 2013الجولة الثانية الاتحاد x الاتفاق هدف حسن كادش خطأ في مرماه

لماذا يبكي طفلك في سن الثانية؟

الوصول السريع

الوصول السريع