السمك الفيتنامى يا حكومبنكتة.. أليس كذلك؟!.. أين هو السمك أصلاً يا أولاد الحلال.. أكلة السمك المحترمة تنسف راتب شهر كامل بالبدلات والعلاوات.. أما السمك الذى أقصده هنا.. فهو السمك الفيتنامى أعزكم الله.. أسماك مجمدة بأسعار زهيدة، من أكلها فهو شهيد.. قُل ما شئت: أين الرقابة،
أين الضمير، أين البوليس، أين النيابة؟.. موجودة.. حاضرين يا باشا.. وكل واحد ينضبط فى مداهمة مفاجئة لمباحث التموين.. الحكومة تقطع رقبته.. فى الحقيقة هى جرائم أخطر من المخدرات التى يحكم على مرتكبيها بالإعدام..
المدمن يذهب إلى الكيف ويستاهل ما يجرى له.. أما المستهلك الغلبان للأسماك الفاسدة فهو ضحية قد يدفع حياته ثمنًا لأكلة سمك فيتنامى.. المطلوب هنا تشديد الرقابة أولاً، ثم الضربات الاستباقية ثانيًا، ثم تغليظ العقوبة ثالثًا.. وجمعيات حماية المستهلك رابعًا تقوم بدورها فى تجريس تجار اللحوم والأغذية الفاسدة.. هل سمعت عن بحيرات الأكسدة فى العاشر من رمضان وهى بحيرات الصرف الصناعى للمصانع فى تلك المدينة الضخمة تتحول فى غيبة من الرقابة إلى مزارع سمكية..
يأتى لها تجار الشر بالزريعة من مزارع وزارة الزراعة بالشرقية، ثم يستخرجون كميات الأسماك الكبيرة لتباع فى أسواق الفقراء وفى سوق العبور ليموت الناس من وجبة مسممة.. والمشهد متكرر فى معظم المدن الصناعية.. يختلط الصرف الصحى مع الصرف الصناعى لتتحول المستنقعات إلى مزارع سمكية..
المسلسل مستمر مع أنهم فى وزارة البيئة أوقفوا مهزلة بحيرات الأكسدة فى مدينة العاشر.. المشكلة الأكبر هى ذلك اللغز غير المفهوم على مر العصور.. مصر عندها البحر الأبيض المتوسط وشواطئ ألف كيلو متر، وعندها البحر الأحمر، وعندها نهر النيل العظيم، وعندها بحيرات المنزلة والبردويل والبرلس.. ومعندهاش سمك.. كيف؟!..
لا أحد يفهم أو يستطيع تفسير ما يحدث.. نسيت بحيرة ناصر فى السد العالى وأسوان بمياهها الغزيرة.. أين المشكلة إذن.. الصيادون؟.. أبدًا.. عندنا صيادون رائعون يطفشون إلى شواطئ اليونان وإيطاليا بحثًا عن لقمة العيش.. وعندنا أساطيل ومراكب لا تستغل أحسن استغلال..
وعندنا شركات صيد أسماك مثل شركة أسوان.. بعد كل ذلك أين السمك إذن.. لا سمك ولا سمكمك وإنما مواويل الفشل يصدح بها مسؤول وزارة الزراعة فى أذن مسؤول وزارة الموارد المائية والرى قائلاً: صياد ورحت اصطاد صادونى.. يا حكومة.. لا تعط لكل مواطن سمكة ولكن أعط لكل مواطن شبكة يصطاد بها السمك المصرى واشبعوا أنتم بالسمك الفيتنامى.
ة