تثاقلت الحركة وكأن العمر مر بالجسد كدهر وهو في ريعان الشباب
ككل شيء محيط بدت الامور رتيبة قاهرة لكل حركة لا تنسجم مع الثقل
مع ذلك لابد من تمرد جزئي أو كلي يلتهمنا ويعجز ما فينا عن الصمود امام وقعه المتسارع الدافق بالحياة والحياة
انه إعصار مكبوح مكبوت و تفجر حتى تلاشت ملامحه التي تميزه وتعطيه معنى وجود
لا مكان لا زمان يهم سواء كان البرد القارس او الصيف اللاهب لا يهم ابدا كيف يبدا
الاهم ان ينفض عنه الثقل الذي أضناه وكسره حتى بات بلا فائدة
قرأت كلماتك تلك بتمهل هذ المرة وكان ما يحدث الان من ثورة في وطننا العربي او بالاحرى فورة هو كحالة الثقل التي انتابتك بعد طول جلوس بالمنزل اثر الحادث الذي تعرضت له
الثقل والعادة يجعلان من حياتنا جحيما لا يطاق
لكنك هزمتهم وسافرت غادرت كل هذه المدينة القابعة على مشارف المجد غير مبالي بها ولا بحزنها الذي يمتد ليصبح غضبا يقتص من أبنائها
لا ادري إن كانت كل المدن كمدينتنا أو لا
فمن الغباء مثلا أن نعتقد ان الطبيعة جامدة لا تشعر ولا تغضب ولا تحزن
من الغباء مثلا أن نعتقد ان الحجر لا يتنِفَسٌ
وكان الموت ايضا من غير حياة
ما الذي لا نلحظه اذن مادمنا نفكر ان كل ما يحيط بنا يحيا دون موت
وان الموت بحد ذاته حياة
لكني لست على هذه الدرجة من التفاؤل بخصوص الموت
فيكفي ما ينتابك عند سماعك لهذ الكلمة القاسية وما تلك الافكار التي نبتدعها ونجمل بها حياتنا ماهي الا تمارين فكرية ونِفَسٌ ية لنتاقلم مع حدث فوق استطاعتنا لا يمكن ان نوقفه
غدا ذكرى رحيل صديقتي الجزائرية التي قضت في حادث غريب (غرقت بالسيل) استهجنت الأمر واستنكرته واستبعدت حدوثه أولا من لا يعرف أن يسبح ثانيا كيف لا يمكن تفادي سيل والنجاة
وثالثا الأهم لم اصدق لم اصدق كيف لإنسانة مثلها أن تموت وهي في عز شبابها وفوق ذلك كانت إنسانة بكل معنى الكلمة
كيف للطيبين أن يرحلوا بهذه السهولة
وها أنا الآن اعتدت ولم اعتاد رحيلها
أتدري أين تكمن المشكلة ؟
تكمن بتعلقنا بالحياة لا أكثر ولا أقل