أحفادَ الفاتحين
أي ريح حملتكم إلى نهر الخنوع!؟
وهذا العطش الكاذب
لا يرتوي
أحفادُ الفاتحين يصغرون أمامك
أيها الغربُ اللئيمُ
يركعون عند قدميك الوسختين
ولا يرون هامتك المضيئة
يمشون خلف ظهرك
فرحين بأنهم ظلٌ
يا مهد فاوست
أيها السادي
المستمتع بالجثث
التي تمد أيديها توسلاً إليك
واعترافاً
وبطاقاتِ هوية
ممهورة بأختامك،
ترفق قليلاً بهذه الكائنات
التي فقدت قسماتها
وصارت وجوهها ملساء
كحصى النهر القديم
من قرىً تستقبل الفجر بالدعاء جاؤوك
من مدن يسكنها الغلس جاؤوك
حاملين أرواحهم الفارغة
جراراً من الطين
عائدين بها ملأى
بالكبرياء الزائف
أمام قمح بلادي
وزهر بلادي.
أيتها الكائنات
الجرار الفارغة
والجوفاء السعيدة
بلسان يتأتئ
بلغة جاءتكم في أوان الزرع
أيتها الفقاعات المتناثرة
فوق المستنقع،
أيتها الأرواح التي يسكنها الأقزام
هو الغرب يسرق منكم
شمس الشرق
ويرميكم عدماً
بثوب مستعار
على أرصفة التفاهات
أيتها التيجان المتحلقة حول
مائدة الغريب
والآتي إليكم بغرور مدافع
الأمسِ
ورصاص اليوم
ليضع لكم إشارات دروبكم
وحدود مراعيكم
وأشكال عيونكم
مصائد الذباب في انتظاركم
أيها الراطنون بلغة السيد
الراكعون أمام
أبجدية مسروقة من ألواح أوغاريت
أيها البزاق الفاقد حاسة الشم
أيها اللعاب السائل
من الأفواه النتنة
أيها الفرحون بوثائق
حسن السلوك
أيتها الأورام المتناثرة
على أطراف الجسد
ما أنتم إلا سكان الكفن.
أيتها الوجوه الكالحة
والبزات المبرقعة
والسيارات الفارهة
والخزنات المتحركة
والقلوب الميتة
اغربي عن وجهي
لا تقفي في دربي
فأنا في طريقي
لأضع أكليلاً من الورد على
ضريح العظمة
وأمزق كتاب الشفاء
وأكتب أسفاري الجديدة
ووجهي هو وجهي.