إن أساس أي تقدم أو أي تحضر أو أي تطور هوالشعور بالمسؤولية والتخلي عن اللامبالاة فكلنا مسؤول عن كل مايجري حولنا فلا يجب أن ندير وجهنا عندما نرى الخطأ ولكن أساس المشكلة تكمن عندما تشعر أن المسؤول عنك هو أصلاً غير مبالي فلماذا توجع رأسك وتصبح أنت حامل السلم بالعرض فإذا كان رب البيت بالطبل ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص .
مادعاني لهذه المقدمة ماحدث معي البارحة الساعة الثانية صباحاً فبعد أن أنهيت عملاً جراحياً إسعافياً لعامل سوري يعمل في بيروت كان قد أصاب عينه وهو يعمل الساعة الثانية عشر ظهراً ووصل لعندي الساعة الثانية عشر ليلاً وأجريت له العمل الجراحي فوراً, وبعدها ذهبت إلى غرفة المريض لأتكلم مع ذويه فإذا بأحدهم يدخن داخل الغرفة وهو جالس تحت مأخذ الأوكسجين في الغرفة فقلت له رجاءً ممنوع التدخين داخل المشفى وأكملت حديثي مع باقي مرافقي المريض وتابع هو تدخينه بلا مبالاة واضحة وعندئذ قلت له بحده رجاءً أطفىء السيجارة فجاوبني (طول بالك يا دكتور ليش معصب ) فأجبته إنك جالس تحت مأخذ الأوكسجين أتريدني أنتظر حتى ينفجر المشفى حتى تطفىء سيجارتك, وتذكرت من ثلاثة أيام عندما كنت أملىء سيارتي بالبنزين فإذا بعامل المحطة يدخن وهو يملىء لي السيارة ثم يقوم برمي عقب السيجارة بجانب مضخة البنزين .
إن هكذا مظاهرلامبالاة وعدم الشعور بمكامن الخطر وطريقة التفكير المتخلفة بالتواكل على رب العالمين وليس التوكل لأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال (اعقل وتوكل ) أي يجب أن نقوم بكل شيء ضمن الأصول والحذر ثم نتوكل على رب العالمين في التوفيق وهنا يجب أن أؤكد قول الله تعالى (كبر مقتاً عند الله أن تقولو ما لا تفعلون ) فعندما نصدر قرار منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة يجب أن يطبقه أولاً المسؤولون عن القرار وعندما تكون إشارة المرور حمراء فإن أول من يجب أن يتوقف عليها هي سيارات الشرطة والجيش والسيارات الحكومية لأن مخالفتها من قبل هذه السيارات هو دلالة سيئة على تطبيق القانون ويجب أن تكون العقوبة مضاعفة في هذه الحالات على من يخالف القانون .