منظر عمرو موسي والوزراء العرب كان مخجلاً.
مطأطئون جميعًا أمام الرغبة الأمريكية بإجراء مفاوضات مباشرة بين السلطة الفلسطينية (والتي ليست الفلسطينيين ) وبين إسرائيل.. إن كل ما تريده تل أبيب يتحقق!
العرب خدم لإسرائيل ولرغباتها وطلباتها وأوامرها في منتهي الضعف والتهافت والاستسلام والهوان، شاور لي علي حاكم واحد منهم تعمل حسابه أو تخشاه إسرائيل.
الشخص الوحيد الذي ترتدع منه إسرائيل هو السيد حسن نصر الله -زعيم حزب الله - ولهذا يقرر العالم كله الآن التخلص منه من أجل عيون إسرائيل، وهناك عرب سعداء جدًا ومشاركون ومتواطئون في اتهام حزب الله بالتورط في اغتيال رفيق الحريري!
من وجهة نظرهم خلاص بقيت عدة أسابيع أو أشهر وتتخلص إسرائيل مع أصدقائها حكام الدول العربية المعتدلة من حسن نصرالله وحزب الله وترتاح القصور العربية الرسمية من هذا الصداع ويستسلمون لإسرائيل كي تدخل منتصبة غرف نومنا!
منظر عمرو موسي والوزراء العرب وهم يوفقون رأسين في الحرام في مفاوضات مباشرة بأوامر من اللي مشغلينه دفعني إلي العودة إلي نشيد «وطني حبيبي الوطن الأكبر»، وقد أعاد كتابة كلماته بما يليق بالمأساة التي نحياها شاعر مصري مبدع هو محمود عبدالله:
«وطني (نصيبي) الوطن الأكبر/ يوم ورا يوم (أزماته) بتكتر/ و(انكساراته) مالية حياته/ وطني (بيُنهَب وبيُستَعْمَر)/ وطني وطني/ وطني يا (حارق) حبّك قلبي/ وطني يا (همّ) الشعب العربي/ ياللي (هويت) بالوحدة الكبري/ بعد ما شفت جمال الثورة/ إنت (غريب)/ (صوتك بعيد)/ عن الوجود كلّه/ عن الخلود كله/ يا وطني/ (صعب يا جرح) يا مالي قلوبنا/ (صعب يا حلم ومات في حياتنا)/ (ساكتة يا جامعة يا خادعة) شعوبنا/ (فاشلة يا أسوأ شيء) في حياتنا/ (يا خِلاف دايم بين أخّين)/ بين (إيران) وبين البحرين/ في اليمن ودمشق وجدّة/ نِفَسٌ الغنوة (لأتعس) وحدة/ (فُرْقِة) كل الشعب العربي/ قوميتنا اللي (بنمحيها)/ اللي حياتنا (دمار) حواليها/ يا وطن (حارق أهله وناسه)/ (جنّة بينعم فيها أعاديها)/ شوفوا (العراق) بعد العدوان/ (وبكره سوريا والسودان)/ (سكت) الشعب (وخطوته تاهت)/ (ضاع الحق وكفّته مالت)/ (لما اندفن الحلم العربي)/ وطني يا (أغني) وطن في الدنيا/ وطني (يا ممنوع) من الحرية/ (يا وطن مسلوب مدخراتك)/ (ياللي في إيد الشر ضحية)/ الصوت صوتك (ناطق غربي)/ مش صدي شرقي ولا صدي (عربي)/ ياللي (بتُنهَب قدام عيني)/ ياللي (في قلب الذل راميني)/ إنت (نصيبي) يا وطني العربي/ وطني يا (راضي) علي استعمارهم/ وطني يا (شارب) كل (مرارهم)/ (ليه بتخيّب ظننا فيك؟)/ (ليه بتخاف) إنك تواجههم؟)/ الاستعمار (وياك دي بدايته)/ (بيك راح ييجي زمانه ووقته)/ (في لبنان وفي السودان)/ (بيقسّم جيش الطغيان)/ وده من (صمت) الشعب العربي/ وطني يا (ثروة حيتان ناهشينها)/ (وطني يا غنوة الغرب ساجنها)/ (إمتي كرامتك ترجع ليك؟)/ (مدخراتك مين هايصونها؟)/ وطني يا (منهوب) عِزّه وخيره/ يا وطن باني المجد (لغيره)/ ياللي (مالكش في أي ريادة)/ يا وطن كله (هوان وبلادة)/ وطن (السلب) الوطن العربي/ وطني يا زاحف (لانكساراتك)/ يا اللي حياة (الذل) حياتك/ في (دارفور) وفي (غزّة الحاير)/ لسه هاتكمل (تصفيّاتك)/ إحنا وطن (علي طول مِتْهَدِد)/ إحنا وطن (يُلْطُم ويعَدِّد)/ وطن (الشجب) الوطن العربي/ وطني (نصيبي) الوطن الأكبر»
… ولا كلمة زيادة!!