قبل أربع سنوات تقريبا، وكنت في القاهرة لم أغادرها بعد إلى حيث استقر بي المقام حاليا في دبي، عرض الأستاذ الكبير جمال سلطان، أن أكتب مقالا رياضيا في جريدة “المصريون” التي كان وشقيقه الأستاذ الكبير محمود سلطان، ومعهما صحفيون مرموقون آخرون يعدون لاطلاقها.
يعرف عني الأستاذ جمال حبي للكرة وبعض المعلومات المتوفرة لي. ولم يعرف عني، ولم أعرف عن نِفَسٌ ي يوما أنني كاتب رياضي، أو أصلح لممارسة النقد، والتعليق على مباريات كرة القدم. كانت الفكرة بالنسبة لي مجنونة أو مغامرة غير محسوبة العواقب.
تذكرت على الفور قمما صحفية كتبت في الكرة أحيانا أو بدأت بها قبل أن نعرفها كتابا سياسيين أو رؤساء تحرير بارزين، فاسترحت لهذا التفسير وقررت أن أكتب مقالا أرسلته إلى الأستاذ جمال ونشر.
أراحني أنني كنت اعتقد أنه مقال واحد، وينتهي الأمر. إلا أنني فوجئت باتصال منه يسألني عن مقال الغد!.. إذن سأكتب مقالا يوميا في الكرة.. يا له من أمر صعب.. فما هو الشئ المختلف الذي سأكتبه عما هو موجود في الصحافة والصفحات والمواقع الرياضية؟!
لن أبوح بالطبع بسر الخلطة التي حققت لهذه الزاوية نجاحا كبيرا رغم أن كاتبها ليس خبيرا بالشئون الكروية. “خلطة” جلبت لي عداءات كثيرة ومعارك وصداقات أيضا، وجعلت المقال هدفا لمواقع أخرىتنقله فورا بمجرد نشره في “المصريون”.
الخلطة أصبحت من حقي، وهي الهدية التي سيسمح الأستاذان محمود وجمال سلطان بأن أحملها معي. كيف تجعل الناس يكرهونك ويحبونك. يلعنونك في طلعة الصباح ثم يدافعون عنك بقية اليوم في وجه الشتائم والسباب العلني والسري وما بين السطور!
أن أكتب مقالا يوميا في زحمة أعمالي التي تمتد من الصباح حتى منتصف الليل أمر في منتهى الصعوبة، فما البال إذا كنت أكتبه في مجال لم اتخصص فيه، ولم أكن سوى قارئا له قبل أربع سنوات!
الآن جاء الوقت لأحقق أمنية الذين طالبوا بابعادي، وقد أصبحوا أصدقاء مقربين لي، اتلقى رسائلهم عبر الايميل تحمل المودة والحب.
لن أترك “المصريون” فقد ولدت بين أيدينا، ورأيناها تكبر أمام أعيينا وأسماعنا وتأخذ مكانها الكبير الحالي. سأظل متابعا لابداعات كتابها وصحفييها وتعليقات قرائها.
شكرا للأساتذة الذين تابعوني هنا بتعليقاتهم المبدعة فصنعوا لي اسما في مجال النقد الكروي لا استحقه ولست مؤهلا له. شكرا لمن أضمر لي الكراهية وسبني وتحامل علي، ولمن أحبني وأثنى على ادائي وقدم لي الدعم.
الجانبان في الحقيقة قدما لي الدعم لأنهما نفخا في تلك المساحة روح الرأي والرأي الآ خر. فن الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية.