من الأفضل لنا أن نقيم بوتيكات ومولات تجارية وسياحية على أرض الضبعة بدلا من محطة طاقة نووية كل مهمتها توفير الطاقة الكهربائية.
وعلينا أن نفكر فى القيمة الاستثمارية والسياحية للمنطقة، وأن نعلم أن السياحى أفضل من النووى، هذه هى طريقة تفكير كبار المسقعين وأصحاب نظرية" المول أهم من البلد"، مع علمهم أنه بدون طاقة لايوجد استثمار.
وواضح أننا سنظل ندور ونلف حول أنِفَسٌ نا، لأن هناك بعض تجار ومسقعى الأراضى يقاومون إقامة مشروع المحطة النووية فى الضبعة، ويبذلون كل جهودهم من أجل تعطيله، ويرفعون لواء الاستثمار ويفضلون إقامة منتجعات سياحية أو حمامات سباحة، ويتباكون على الاستثمار والتنمية، مع أن كل ماهو شائع من أنشطتهم هو السمسرة والمضاربة.
يحذرون من أخطار المحطة دون أن يقدموا دليلا واحدا على صحة كلامهم وكل مارأيناه من مجهودات جبارة لهؤلاء "المستحمرين" أنهم يحتفظون بملايين الأمتار من الأراضى ويضاربون عليها حتى يحصلوا على الملايين.
هناك فريق داخل النظام والحزب الوطنى ضد إقامة المحطة النووية فى الضبعة يبذلون الغالى والنفيس لمنع إقامتها، ومع أن كل قواعد الاستثمار والعقل والمنطق تقول إن المحطة النووية هى التى ستوفر الكهرباء أى الطاقة للاستثمارات وأن أى استثمار بدون توفير الطاقة وهم وسراب لكنهم يعملون بالمثل "أنا ومن بعدى الطوفان".
عشرات المرات يثور الجدل وفى كل مرة يوافق جهاز الأمان النووى على الضبعة للمشروع النووى، ومع هذا هناك من يدفع لجهات إعلامية ودعائية للتشكيك فى الجدوى الاقتصادية والعلمية للمشروع، رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور محمد القللى، قال إن جهاز الأمان النووى راجع جميع الدراسات الفنية، وأن «الضبعة» هو أفضل مواقع مصر وتم اختياره من بين ٢٣ منطقة خضعت للدراسة طوال ٢٠ عاماً.وقال أيضا أن التفكير فى بناء المحطة النووية لم يكن اختياريا، وإنما لأن الطاقة أصبحت ضرورة حتمية، وعلى مصر أن تسعى إلى تأمينها بكل الوسائل والمصادر وإلا سنجد الظلام يعم البلاد».
لكن المسقعين لا يهمهم أن تلم البلاد طالما يكسبون عدة ملايين أو مليارات اليوم ويتباكون على الفرص الاستثمارية الضخمة فى الأرض ويفضلون أن تقام عليها قرى سياحية حتى لو كانت مظلمة.
عقليات أصابها التسقيع لدرجة أن أصحابها لا يفرقون بين النووى والبوتيك. ولايحسبون القيم الحقيقية التى يمكن أن توفرها المحطة. يتجاهلون أن مصر ليست بلدا بتروليا وأن أى استثمارات صناعية أو سياحية يلزمها توفير الطاقة، التى تنتج من البترول أو السد العالى وكلاهما لم يعد كافيا، وحتى الدول النفطية مثل الإمارات والسعودية وإيران تسعى لإقامة محطات نووية، لكنها عقليات لا ترى غير التسقيع، وتعبر المول أهم من النووى..
لكن العيب ليس فقط على أصحاب نظرية المول، لكن فى الدولة التى تخضع لابتزازهم من سنوات، لأنهم يملكون المال والنفوذ، بينما إذا أرادت الدولة تنفيذ أى مشروع فى ارض الفقراء فإنها تفعل دون استشارتهم،ويبدو أن المبتزين المسقعين أقوى من الدولة.