الغذاء المتوازن في الأسلام . كيف يكون الغذاء المتوزان . الغذاء المتوازن هو الغذاء المثالي
إن أكثر حقوق الانسان أهمية هو حق الحصول علي كميات كافية متنوعة من الأغذية الآمنة لكي يتمكنوا من تلبية أحتياجاتهم الأساسية، وتنمية قدراتهم الجسمانية و العقلية, فحق الأنسان في الغذاء شأنه شأن الحق في الحياة ذاتها.
والغذاء المتوازن هو الغذاء المثالي في الكم و الكيف لكل شعوب الارض بمختلف معتقداتها.
وقد حدد القرآن الكريم الأسس السليمة القويمة للتغذية, وأكد نبينا صلي الله عليه وسلم تلك الأسس, ووضع لها من الضوابط و التشريعات ما يضمن تحقيقها ، حتي يظفر المسلم بالغذاء الكامل المتوازن في عناصر التغذية لروحه وبدنه.
فقد حرص الإسلام أكثر ما حرص علي الحفاظ علي النفس وعقل. والحفاظ علي النفس و العقل يكون بالتغذية الصحيحة والسليمة منذ أيام الحمل والولادة, ثم في أطوار الحياة المقبلة. وقد دعت الشريعة الإسلامية الي أنواع كثيرة من الأغذية المتوازنة التي يحتاجها الجسم حتي ينمو في صحة جيدة, وينمو صحيحا وسليما, وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول: "المؤمن القوي خير و أحب الي الله من المؤمن الضعيف".
وجسم الانسان في حاجة الي الغذاء المتوازن الذي يغذي الجسم, ويعوض ما فقد منه بحركته, ويزيل آلم الجوع, ويجعله يقوي علي تأدية العمل, ويعزز دور المناعة عنده ضد الأوبئة و الأمراض.فالتغذية المتوازنة تعد ضمانا للتغذية الصحية, تحقيقا للميزان الذي وضعه الله في كل شيء.
(وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9))(الرحمن: 7-9)
لذلك فإن علماء التغذية يسعون جاهدين من خلال أبحاثهم ودراساتهم المتعددة الي التعرف علي احتياجات التغذية, ووضع الاسس السليمة لها في البيئات المختلفة التي يعيش فيها الانسان, وفي مراحل العمر المختلفة.
وقد حث الإسلام علي عدم حرمان النفس مما أحل الله من الطيبات من الرزق؛ إذ يقول الله –عز وجل -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ {172})(البقرة: 172), كما حث الانسان علي أن يأخذ حقه من الغذاء دون إسراف أو تقتير ؛ لقول تعالي: (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31))(الاعراف: 31).
وقد تفضل الله – سبحان الله – علي عباده ؛ إذ خلق لهم الإبل و البقر و الضأن و المعز؛ ليتخذوا من أصوافها وأوبارها و أشعارها ما يستدفئون به ، ومن لحومها يأكلون ما يحفظ حياتهم, وصدق الله العظيم إذ يقول: (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5))(النحل:5).
وهناك بعض الملل التي تحترم اكل اللحوم كالبوذية و الهندوسية, التي تحل فقط حصول الانسان علي ما يلزمه من الاغذية من النبات, كما هو الحال بالنسبة للناتيين. والاغذية النباتية وان كانت غنية بجميع العناصر الضرورية و المعدنية و الكربوهيدرات و الفيتامينات, فان مقدار الاغذية الضرورية لتوليد الحرارة و بناء الانسجة أكبر بكثير, مقارنة بالذين يتناولون أغذية متوازنة (نباتية و حيوانية), مما يسبب الاجهاد للجهاز الهضمي.
وغالبا ما يتعرض النباتيون للانيميا ولنقص فيتامين ب12, و الحديد القابل للامتصاص, كما أنهم في حاجة الي اليود و الكالسيوم و الزنك و البيوفلامين,وفيتامين "د", التي تحتوي عليها الاغذية الحيوية تشابه – الي درجة كبيرة – بروتينات الانسان, فالمقدرة علي الاستفادة منها تكون عالية.
وهكذا تتجلي حكمة الاسلام في النص علي ضرورة التوازن الغذائي, يقول سبحانه وتعالي: (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22)(الطور: 22), (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21))(الواقعة: 20-21) ففي هاتين الآيتين الكريمتين تم الجمع بين الفاكهة و اللحم.
م/ن
أستغفرك اللهم وأتوب إليك