هل اللحوم ضرورية لنمو الطفل السليم؟
كثيرًا ما تواجه الأم مشكلة في إقناع طفلها بتناول طبق طعام، لأنه يفضل البطاطا أو الشوكولا أو غيرهما من المأكولات التي لا تحتوي على مكوّنات الهرم الغذائي. وفي غالب الأحيان لا يمانع الطفل أكل طبق همبرغر أو اللحوم. ولكن يحدث أحيانًا أن يرفض الطفل طبق اللحم بشكل يفاجئ الأم فتقلق على نمو طفلها الجسدي، وعبثًا تحاول إرغامه على تناوله. فهل اللحوم لا سيما الحمراء منها ضرورية لنمو الطفل السليم؟
يجيب الاختصاصيون عن هذا السؤال بـ«لا» شرط أن يتناول الطفل غذاءً يعوّض نقص الحديد في الجسم الذي يسببه امتناعه عن تناول اللحم. لذا على الأم التنبه إلى ضرورة تقديم طعام بديل غني بالحديد. ولكن قبل كل شيء عليها أن تحاول معرفة سبب امتناع طفلها عن تناول طبق اللحم بشكل مفاجئ
ويشير الاختصاصيون إلى أن ظاهرة رفض الطعام عند الأطفال ما بين السنتين والسبع سنوات عادية، وكذلك ظاهرة شغفهم بنوع معين من الطعام. وتفاجأ الأم أحيانًا بطفلها يأكل النقانق التي حضرتها والدة صديقه في الوقت الذي يرفض تناول طبق الستيك الذي تحضره. وفي المقابل ينبه الاختصاصيون الأم إلى رفض الطفل التدريجي تناول الطعام فقد يكون هذا مؤشراً لأنه سيصاب بالأنورريكسيا. لذا من المهم أن يحصل على غذاء منوّع.
أما امتناع الطفل المفاجئ عن تناول طبق اللحم فيبرره بالعبارات الآتية:
-لا أريد أن آكل حيوانًا
قد يكون امتناع الطفل المفاجئ عن تناول طبق اللحم سببه إما أنه رأى كابوسًا عن الحيوانات أو شاهد تقريرًا عنيفًا على شاشة التلفزيون. وعلى الأم أن تناقشه في المشهد المأسوي الذي رآه على التلفزيون، وأن تقول له إنها تفهم عدم رغبته في تناول الطعام. وعليها أن تقبل اختياره ولا ترغمه على تناول طبق اللحم.
ما يمكن الأم القيام به: لتفادي نقص البروتين عند الطفل على الأم زيادة حصصه من الجبن والحليب والبيض والسمك والخضر والحبوب الكاملة. لذا يجب أن يحتوي نظامه الغذائي على:
• العدس وسمك السلمون والتونة للحصول على الحديد.
•مشتقات الحليب والخضر للحصول على البروتين والحمض الأميني، وهو موجود في العدس والأرز.
•كما يمكن الأم أن تحضّر له عصير البرتقال أو الليمون ليشربه خلال الوجبة، ففيتامين c الموجود فيهما يساعد الجسم في امتصاص الحديد الموجود في الخضر.
-طعم اللحم ولونه يقرفانه! لا يحب الأطفال عمومًا المذاق القوي والدهني، وكذلك مشهد الدم أيضًا يشعرهم بالاشمئزاز. ويفضلون الأطباق التي لا لون لها كالمعجنات والأرز، وغالبًا ما يقبلون طبق الدجاج أو الحبش لأن مذاقهما غير محدد، وهذان الطبقان يحتويان على نسبة كافية من الحديد تساهم في تعويض النقص الحاصل من عدم تناول اللحم.
ما يمكن القيام به: التحايل في تحضير وجبة طعام تحتوي على المكونات الغذائية الضرورية بمزجها مع بعضها.
مثلاً تحضير طبق يحتوي على البندورة المحشوة بقليل من اللحم أو الكوسى المحشو. وإذا رفض تناول الطبق حتى لو كان يحتوي على كمية ضئيلة من اللحم يمكن الأم أن تقدم له طبقًا يحتوي على الخضر المجففة واللوز والبندق أو الجوز، فهذه الحبوب تحتوي على كمية كبيرة من الحديد مثل اللحم. كما يمكن الأم أن تصحب طفلها إلى متجر يبيع المأكولات العضوية وتعلّمه كيف يعد طبقه المفضل.
-ماما نباتية وأريد أن أكون مثلها على الأم أن تقول له في هذه الحالة إن عليه أن يأكل طبقًا من اللحم لأنه ضروري لنموه الجسدي، وإذا أصر على الامتناع عن أكل اللحم فمن المؤكد أن الأم تعرف أي نوع من الطعام يمكن أن يعوّض عليه البروتين والحديد لأنها نباتية. ولكن إذا أراد الطفل الامتناع عن أكل كل أطعمة المشتقات الحيوانية كالبيض والحليب، على الأم أن تبيّن نتائج امتناعه على الصحة وتصر على أن يتناول الحليب والجبن والبيض.