المحبة لله اعضاء الشرف
رقم العضوية : 79 عدد المشاركات : 892 نقاط : 2869 التقيم : 3 تاريخ الميلاد : 18/08/1993 تاريخ التسجيل : 02/07/2011 العمر : 31
| موضوع: البراق .. يحكي لنا عن الإسراء والمعراج الثلاثاء يوليو 05, 2011 6:08 am | |
| البراق .. يحكي لنا عن الإسراء والمعراج
قبل الصواريخ ، وقبل الأقمار الصناعية بأكثر من ألف وربعمائة سنة ؛ كنت أنا .. البراق !
اختلفت الروايات في وصفي وتحديد شكلي ونوعي ، والمهم أنني من صنع الله ، خالق الأرض والسماوات ، سبحانه إنه على كل شيء قدير.
ركبني الأنبياء – عليهم السلام - ، ولكن لي مع محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – معجزةً فريدةً ، وقصةً كلها حقيقية .. وإن كانت أغرب من الخيال.
كانت قد مضت اثنتا عشرة سنة منذ نزل الوحي على محمد ، ولقي في هذه السنوات الكثير من العذاب ، وتوفي عمه أبوطالب ، وتوفيت زوجته خديجة ، وهاجر أصحابه ، ولم تنجح رحلته إلى ( الطائف ) ولكنه ظل على إيمانه ، يسأل الله العون والصبر.
بعد هذه السنوات من الأحداث ، حدثت معجزتي مع الرسول – صلى الله عليه وسلم - .. حدثت رحلة الإسراء والمعراج ، وكانت ليلة السابع والعشرين من شهر رجب.
وفيها ذهب جبريل – عليه السلام – إلى دار الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وأتى به إلى البيت الحرام حيث كنتُ أنتظر ؛ وبعد أن غسل جبريل قلب الرسول من ماء زمزم ، ملأ قلبه بالحكمة والإيمان ، ثم ركبني الرسول وانطلقنا ، وفي صحبتنا جبريل – عليه السلام – إلى بيت المقدس في سرعةٍ خاطفة.
وخارج مكة مررنا بقافلةٍ لقريش ضلت ناقة لها ، فأرشدهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى مكانها ؛ ومررنا بقافلة أخرى نفرت جمالها وكسرت ساق جملٍ منها ، ثم مررنا بقافلةً ثالثة في مقدمتها جمل فوقه كيسان أسودان.
وفي الطريق رأى محمد – صلى الله عليه وسلم – الكثير ، وكان يسأل وجبريل – عليه السلام – يُجِيب ؛ فرأى فتاة جميلة في ثياب فاخرة ، نادت : يا محمد ؛ فلم يلتفت إليها ، وقال له جبريل : هذه الدنيا ، زينت لك ؛ فقال الرسول : لا حاجة لي في الدنيا.
وعندما وصلنا إلى ( يثرب ) قال جبريل : هذه يثرب .. ستهاجر إليها ، فتسمى ( المدينة المنورة ) ، ويتوفاك الله فيها.
ومررنا على قومٍ يزرعون ويحصدون ، وبعد الحصاد يعود الزرع كما كان ؛ فسأل الرسول جبريل : ما هذا؟ ؛ فقال جبريل : هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنة إلى سبعمائة ضعف.
ورأينا مناظر لعذاب تاركي الصلاة والزكاة.
وفجأةً .. هبت ريحٌ طيبة تحمل رائحة كالعطر ، وسمعنا صوتاً ، فسأل محمد – صلى الله عليه وسلم - : ما هذا يا جبريل ؟ ؛ فأجاب جبريل : هذا صوت الجنة تقول :
" ربِّ آتني ما وعدتني .. فقد كثرت غرفي وحريري ، وذهبي وفضتي ، وأكوابي وأباريقي ، وعسلي ولبني ومائي .. آتني ياربِّ ما وعدتني به ".
وفي وادٍ آخر .. شممنا رائحة كريهة ، وسمعنا صوتاً منكراً ، وسأل الرسول – صلى الله عليه وسلم - : ما هذا يا جبريل ؟ ؛ فأجاب جبريل : هذا صوت جهنم تنادي :
" ربِّ آتني ما وعدتني ، فقد كثرت سلاسلي وأغلالي واشتد حري .. فآتني ما وعدتني ".
ووصلنا ( القدس ) في لمح البصر ، وأمسك محمد – صلى الله عليه وسلم – بي ـ أنا البراق ـ وربطني في حلقة في صخرة عالية ، ما زالت قائمةً إلى يومكم هذا ، وقد بنى المسلمون فوقها قبةً عاليةً .. وتركني الرسول في مكاني ودخل المسجد الأقصى ، وكان الأنبياء والرسل ينتظرونه فيه .. فصلى بهم إماماً لهم وهم صفوف من خلفه.
وبعد الصلاة ، قدم جبريل للرسول ( معراجاً ) يصعد فيه إلى السماء .. في رحلةٍ ثانيةٍ سميت .. المعراج.
وقد صعد الرسول إلى السماء الأولى .. وكان فيها أبونا آدم – عليه السلام - الذي رحب بالرسول ، وفي السماء الثانية .. قابل سيدنا عيسى بن مريم و يحيى و زكريا – عليهم السلام - ، وفي السماء الثالثة .. قابل سيدنا يوسف بن يعقوب – عليهما السلام –، وفي السماء الرابعة .. قابل سيدنا إدريس – عليه السلام - ، وفي السماء الخامسة .. قابل سيدنا هارون بن عمران – عليه السلام - ، وفي السماء السادسة .. قابل سيدنا موسى بن عمران – عليه السلام - ، وفي السماء السابعة قابل سيدنا إبراهيم الخليل – عليه السلام - ؛ وكان كل منهم يستقبل النبيُّ مُرحِباً قائلاً : مَرحَباً بالنبي الصالح والأخ الصالح.
ثم رفع الله نبيه إلى ( سدرة المنتهى ) .. إلى الحضرة الإلهية العلية ؛ فسجد الرسول لله الواحد حمداً وشكراً .. لأنه أوصله إلى مكان لم يصل إليه أحد غيره من الرسل.
وهنا شرع الله الصلاة على المسلمين ، خمس صلواتٍ في اليوم ، وتكون الكعبة قبلتهم فيها فيتجهون إليها في صلاتهم.
وبعد ذلك نزل النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الصخرة الشريفة ، وودع الأنبياء والمرسلين ؛ ثم ركبني ـ أنا البراق ـ مرةً أخرى .. عائداً إلى البيت الحرام ، وتمت بذلك رحلة الإسراء والمعراج ؛ ثم ودّعتُهُ وذهب إلى بيته.
وفي اليوم التالي ذهب الرسول إلى الكعبة ، وقص على الناس قصة رحلته .. قصة الإسراء والمعراج .. فلم يصدقه كفار قريش ، وكان أكثرهم تكذيباً له ( أبو جهل ) ؛ وقال واحد منهم :
ــ إننا نذهب إلى القدس في شهر كامل ونعود في شهر كامل ، فكيف يذهب محمد ويعود في ليلة واحدة؟!!
وفي هذه اللحظة وصل ( أبو بكرٍ ) إلى الكعبة ، وجلس قريباً من الرسول ، وسمع من الكفار ما قاله الرسول عن رحلته ، وسمع منهم تكذيبهم وعدم تصديقهم له .. وكان الجدال مستمراً بين الكفار وبين الرسول ، وتحدوه في النهاية أن يصف لهم المسجد الأقصى ، وهم يعرفون أنه لم يزره من قبل ولم يذهب إليه أبداً .. فبدأ سيدنا محمد الوصف ، وكأن المسجد الأقصى أمامه يراه وينظر إليه ، فوصفه جزءاً جزءاً بدقةٍ أذهلت الجميع .. فهتف أبو بكرٍ : صدقت يا رسول الله.
وزيادة على الوصف الدقيق .. أضاف لهم الرسول إثباتاتٍ أخرى ؛ فحدثهم عن القوافل التي رآها عند مشارف مكة ، وبعد قليلٍ من الوقت .. عادت هذه القوافل ووصلت مكة ، وعادت معها الناقة التي كانت ضلت الطريق ، والجمل المكسور الساق ، والجمل الذي يحمل كيسين أسودين .. تماماً كما أخبرهم الرسول.
عندئذٍ .. ذهِلَ الكفار ولم يجدوا ما يقولونه ، وارتفع صوت أبي بكرٍ يردد :
" صدقت يارسول الله .. صدَّقتُ كل ما قلت "
فقال له النبي الكريم : " أنت الصِّدِّيقُ .. يا أبا بكرٍ ".
ومنذ ذلك اليوم .. يلقب أبو بكرٍ بلقب ( الصِّدِّيق ).
اا { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير } [ سورة الإسراء ـ الآية:1 ] | |
|
رحيق الكلمات مشرفات
رقم العضوية : 2 عدد المشاركات : 1175 نقاط : 2440 التقيم : 2 تاريخ الميلاد : 13/08/1989 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 العمر : 35
| موضوع: رد: البراق .. يحكي لنا عن الإسراء والمعراج الثلاثاء يوليو 05, 2011 8:06 am | |
| دمت و دام عطائك جعله الله في ميزان حسناتك | |
|