رحيق الكلمات مشرفات
رقم العضوية : 2 عدد المشاركات : 1175 نقاط : 2440 التقيم : 2 تاريخ الميلاد : 13/08/1989 تاريخ التسجيل : 26/05/2011 العمر : 35
| موضوع: ~{ أحوال النساء في الجنة }~ الخميس يونيو 02, 2011 6:52 am | |
| ~{ أحوال النساء في الجنة }~
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينامحمد وآله وصحبه أجمعين. أما بعد:
لكثرة أسئلة النساء عن أحوالهن في الجنةوماذا ينتظرهن فيها أحببت أن أجمع عدة فوائد تجلي هذا الموضوع لهن مع توثيق ذلكبالأدلة الصحيحة وأقوال العلماء..
فأقول مستعينابالله:
الفائدةالأولى: لا ينكر على النساء عند سؤالهن عما سيحصل لهن في الجنةمن الثواب وأنواع النعيم، لأن النفس البشرية مولعة بالتفكير في مصيرها ومستقبلهاورسول الله لم ينكر مثل هذه الأسئلة من صحابته عن الجنة وما فيها ومن ذلك أنهمسألوه : ( الجنة وما بنائها؟ ) فقال : { لبنة من ذهب ولبنة من فضة...}إلىآخر الحديث. ومرة قالوا له: ( يا رسول الله هل نصل إلى نسائنا في الجنة؟ ) فأخبرهم بحصول ذلك.
الفائدةالثانية: أن النفس البشرية – سواء كانت رجلا أو امرأة – تشتاقوتطرب عند ذكر الجنة وما حوته من أنواع الملذات وهذا حسن بشرط أن لا يصبح مجردأماني باطلة دون أن نتبع ذلك بالعمل الصالحفإن الله يقول للمؤمنين: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الزخرف:72]. فشوّقوا النفس بأخبار الجنة وصدّقوا ذلك بالعمل.
الفائدة الثالثة: أن الجنةونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قدأُعِدَّتْلِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]، من الجنسين كماأخبرنا بذلك تعالى.. قال سبحانه: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَمُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ [النساء:124].
الفائدةالرابعة: ينبغي للمرأة أن لا تشغل بالها بكثرة الأسئلة والتنقيبعن تفصيلات دخولها للجنة: ماذا سيعمل بها؟ أين ستذهب؟ إلى آخر أسئلتها.. وكأنهاقادمة إلى صحراء مهلكة! ويكفيها أن تعلم أنه بمجرد دخولها الجنة تختفي كل تعاسة أوشقاء مر بها.. ويتحول ذلك إلى سعادة دائمة وخلود أبدي ويكفيهاقوله تعالى عن الجنة: لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌوَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ [الحجر:48]،وقوله:وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُوَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71]. ويكفيها قبل ذلك كله قوله تعالى عن أهل الجنة: رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ [المائدة:119].الفائدة الخامسة: عند ذكر اللهللمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابسفإنه يعمم ذلك للجنسين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق. ويتبقى: أنالله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساءالجميلات ) ولم يرد مثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا !؟والجواب: أن الله: لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْيُسْأَلُونَ [الأنبياء:23]،ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل منالنصوص الشرعية وأصول الاسلامفأقول أن من طبيعة النساء الحياء – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله – عز وجل – لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه. أن شوق المرأةللرجال ليس كشوق الرجال للمرأة – كما هو معلوم – ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكرنساء الجنةمصداقا لقوله : { ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [أخرجه البخاري] أما المرأةفشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليهكما قال تعالى:أَوَمَن يُنَشَّأُ فِيالْحِلْيَةِ [الزخرف:18].
قال الشيخ ابن عثيمين: إنما ذكر – أيالله عز وجل – الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلكذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليسلهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم.
الفائدةالسادسة: المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيافهي: 1- إما أن تموت قبل أن تتزوج. 2- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أنتتزوج من آخر. 3- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذبالله. 4- إما أن تموت بعد زواجها. 5- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوجحتى تموت. 6- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.
هذه حالات المرأةفي الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة: 1- فأما المرأة التي ماتت قبل أنتتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيالقوله :{ ما في الجنة أعزب } [أخرجهمسلم]،قال الشيخ ابن عثيمين:إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليسمقصورا على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.
2- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.
3- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجهاالجنة. قال الشيخ ابن عثيمين:فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولمتتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة منلم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.
4- وأما المرأة التي ماتت بعدزواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.
5- وأما المرأة التي ماتعنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة.
6- وأماالمرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروالقوله : { المرأة لآخر أزواجها } [سلسلة الأحاديثالصحيحة للألباني].ولقول حذيفة – – لامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي فيالجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم اللهعلى أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ).
مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجاخيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة.. فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها فيالدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟والجواب كماقال الشيخ ابن عثيمين: "إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدرلها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه فيالصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاة ببعير مثلا ويكونبتبديل الأوصاف كما لو قلت لك بدل الله كفر هذا الرجل بإيمانوكما في قوله تعالى: يَوْمَ تُبَدَّلُالأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ [إبراهيم:48]،والأرض هيالأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت".
الفائدة السابعة: ورد في الحديث الصحيح قوله للنساء: { إني رأيتكن أكثر أهل النار...} وفي حديثآخر قال : { إن أقل ساكني الجنة النساء } [أخرجه البخاري ومسلم]،وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء – لأجل هذا – في التوفيق بينالأحاديث السابقة: أي هلالنساء أكثر في الجنة أم في النار؟فقال بعضهم:بأن النساءيكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: ( النساءأكثر ولد آدم ).
وقال بعضهم:بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديثالسابقة. وأنهن – أيضا – أكثر أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثرمن الرجال في الجنة.
وقال آخرون:بل هن أكثر أهل النار في بدايةالأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار – أي المسلمات –
قال القرطبي تعليقا على قوله :{ رأيتكن أكثر أهل النار } : ( يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في الناروأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لا إلهإلا الله فالنساء في الجنة أكثر ).
الحاصل: أن تحرص المرأة أن لا تكونمن أهل النار.
الفائدةالثامنة: إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابهاوبكارتهالقوله :{ إن الجنةلايدخلها عجوز.... إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا }.
الفائدة التاسعة: ورد في بعضالآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة نظرالعبادتهن الله.
الفائدةالعاشرة: قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليهأن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.
وبــــــعــــــد:
فهذه الجنة قد تزينت لكن معشرالنساء كما تزينت للرجال فِي مَقْعَدِصِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ [القمر:55] فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلاالخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرهاالإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله : { إذاصلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أيأبواب الجنة شئت }.
واحذرن - كل الحذر – دعاة الفتنة ( وتدمير ) المرأة من الذين يودون إفسادكنوابتذالكن وصرفكن عن الفوز بنعيم الجنة. ولا تُغررن بعبارات وزخارفهؤلاء المتحررين والمتحررات من الكتاب والكاتبات ومثلهم أصحاب ( القنوات ) فإنهم كما قال تعالى: وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْفَتَكُونُونَ سَوَاء [النساء:89]. وفي الختام : أسأل الله أن يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم وأن يجعلهنهاديات مهديات وأن يصرف عنهن شياطين الأنس من دعاة وداعيات ( تدمير ) المرأةوإفسادها
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبهوسلم.
م/ن | |
|