كان الباب مفتوحاً قليلاً، فدققت عليه ثم اكملت فتحه ودخلت.
كان الوقت ظهراً في بيروت، من يوم الثلاثاء، في ذكرى الجلاء في سورية، وكانت الغرفة صغيرة وفيها رجل جالس وآخر يصلي وانسانة شابة، حييت وعرّفت عن نِفَسٌ ي واتبعتها بـ "يسلم الدين والايمان" فحياني الرجل الجالس وشكرني وقال لي ان والد الشهيد هو الذي يصلي اما أنا فعمه وهذه اخته.
كان بعض الاعلام اللبناني قد هاجم سورية وأتهمها بأنها قتلت مصور قناة الجديد علي شعبان، وبدأ هذا الاعلام بحملة على سورية وحشد الطاقات الاعلامية الهائلة، وهو مصرٌّ على ان اطلاق النار حَدَثَ عن عمد.
انهى ابو علي صلاته ثم قدِم مصافحاً، فقلت له "تَقبَّل الله" وأجابني "منا ومنكم صالح الاعمال" قدمت له نِفَسٌ ي وقلت له: "إن الشيخ احمد حسون مفتي سورية ارسل لك مصحفا تم طبعه لذكرى ابنه الشهيد سارية، وقال لي، لن يوجد افضل من كلام الله ليكون رسولا بين عائلتَيْ شهداء" فأخذ أبو علي المصحف الكريم المغلف مني واخرجه وقبله، ثم جاءت الينا ام علي فاحنيت لها رأسي وقدمت لها واجب العزاء، وجلست مقابلي.
لن اتكلم عما دار بيننا من حديث، ولكنني سأنقل عدة فقرات عن قول هذه الام العظيمة، قالت لي: "الله يسامح كل من حاول ان يتاجر بدم ابني" و "لقد حاولوا توريطي امام التلفزيون" "انا ابنة المقاومة ونحن لا نتهم احدا".
هذه الأم العظيمة من لبنان، العملاقة بكلامها البسيط، القوية بقوة جرحها، علمتني معنى أن نتجاوز انِفَسٌ نا لمصلحةٍ أعلى منها، أن نسمو على جراحنا لنضمد جراح الوطن.
كم نحن بحاجة الى عمالقة مثل السيدة ام علي، لنتجاوز مشاكلنا التافهة أمام مشاكل الوطن؟
وكم نحن بحاجة الى ايماننا بالوطن، مثل ايمان ام علي بالمقاومة؟
نركض وراء المناصب لاهثين.
نلعب – في هذا الوقت بالذات – ونتاجر بصفقات لمصالحنا.
نتكلم عن حقوق الأقليات والتوزانات، وهدفنا تحقيق المكاسب الشخصية لنا باسمهم.
نخرب الدنيا ولا نقعدها لأنه لم يتم تمثيلنا في مجلس للشعب او في الوزارة، ونستخدم الطائفة مثل قميص عثمان.
نؤكد اننا اذا لم نكن موجودين في المناصب فمعنى ذلك ان الامور لن تسير بشكلها الصحيح.
عيوننا على المناطق العالية، ونحن اقزام.
فهل يلعبُ الأقزام كرة السلة؟؟؟؟
في الادبيات الاسلامية قيل : تخيروا لِنُطفكم فان العِرق دساس
وفي الانجيل يقول السيد المسيح : أعمى يقود أعمى، كلاهما الى خراب
ووووو
...
اللهم اشد اني بلغت