بعد ثلاثين عاما من الانحياز للأغنياء والأثرياء يبشرنا الرئيس مبارك أن السنوات الخمس المقبلة ستكون من أجل الفقراء والمهمشين!
هكذا بمنتهى الثقة فى أننا شعب من الغافلين (لا أقول المغفلين) سنصدق أن الرئيس مبارك بحزب سيادته وسياسته حين يقول إنه سيعمل من أجل الفقراء والمهمشين لكن السؤال هنا ومن الذى أفقرهم يا سيادة الرئيس ومن همشهم إلا قراراتك وقوانينك ووزاراتك وحكوماتك وحزبك، أليس الرئيس مسئولا عن أن أربعة وأربعين فى المائة من الشعب المصرى تحت خط الفقر؟!
أليس الرئيس مسئولا عن ثلاثين عاما من الحكم أوصلت عشرين فى المائة من المصريين لأن يملكوا ثمانين فى المائة من الناتج القومى للبلد بينما ثمانين فى المائة من المصريين يملكون عشرين فى المائة فقط من هذا الناتج؟
الرئيس مبارك الذى يبشر شعبه الطيب الغلبان المصكوك على وعيه أنه يكرس السنوات الخمس المقبلة للفقراء حسب ما أعلن فى خطابه أمام الحزب الوطنى يتجاهل الجواب عن سؤال يبدو بارزا مبارزا وهو: وأين كنت وحزبك خلال السنين اللى فاتت؟
البرنامج المزعوم محطوط خصيصا حسب ما أعلنه رئيسه من أجل الفقراء والبسطاء والفئات محدودة الدخل والمهمشين ممن يعانون من ارتفاع الاسعار ونفقات المعيشة، طيب والله العظيم هذا استغفال لهؤلاء الفقراء البسطاء حيث يتعامل معهم هذا البرنامج الألمعى كأنهم فقدوا مع الستر والرزق عقولهم وإلا كيف يأمن ويستأمن شعب فقير الذين أفقروه على انتشاله من هوة الفقر الدكر!
الغريب أن الرئيس فى الخطاب نِفَسٌ ه يردد جملة هائلة فى غرابتها حتى أننى أطالبه بأن يصدر قرارا فوريا بفصل الشخص الذى كتب له هذا الخطاب والذى راجعه بل والذى سمعه ولم يستغرب حيث يقول الرئيس أنه يتطلع الى انتخابات حرة نزيهة!
يا نهار مدوحس، الرئيس يتطلع، إذن نعمل إحنا إيه إذا كان الرئيس يتطلع؟
فكأن الرئيس مبارك يطمح ويتمنى (التى هى يتطلع) لأن تكون الانتخابات نزيهة بينما هو الرئيس الذى يمكن أن يأمر بأن تكون الانتخابات حرة نزيهة ويلزم كل الأطراف بأن تكون حرة نزيهة ويفرض على الجميع أن تكون حرة نزيهة، يأمر ويلزم ويفرض بالقانون.. لكن الرئيس يتعامل كأنه واحد منا مجرد مواطن يتطلع، وكأن هناك قوى كونية أسطورية هى التى تملك أن تجعل هذه الانتخابات حرة نزيهة والرئيس يطالبها متطلعا تطلعا طالعا من نافوخنا!